يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
السبت, 17-أبريل-2010
شبكة أخبار الجنوب - اتق شر من احسنت اليه عبد الكريم حسين / شبكة اخبار الجنوب -

قال الإمام علي كرم الله وجهه " اتق شر من أحسنت إليه " , حكمة ستظل قائمة إلى يوم الدين فلم ترتبط بزمن معين حتى يقال أنها لم تعد قابلة للتطبيق ولا بأشخاص بعينهم , بل كانت وليدة تجربة إنسان عالم اختبر الحياة وميز بين من يجزي الإحسان بإحسان وبين من يقابل الإحسان بالإساءة وصولا إلى الشر , والمهم أننا هنا لسنا في موضع فلسفلة هذه المقولة الشهيرة التي تتضارب بعض الروايات حول أول من قالها أو من نسبت إليه , بل المهم أننا كلما حاولنا التغاضي عن النصف الأول من هذه المقولة " اتق شر " ومواصلة العمل بنصفها الثاني دون الالتفات إلى نصفها الأول أجبرتنا رغما عنا , على أخذ العبرة من المقولة كاملة إلى حد يصبح المحسن المتفضل خائفا على نفسه وعلى من حوله من الشر الذي قد يرتد إليه من إشفاقه وإحسانه لغيره .. وهنا أنتقل بالحديث إلى السبب الذي جعلني استهل هذا الموضوع بهذه المقولة الشهيرة , فالمتتبع للمشهد السياسي في اليمن سواء ما يحدث في بعض المحافظات الجنوبية من قبل ما يسمى بعناصر الحراك أو بالأصح من قبل العناصر التي تنكرت ليمنيتها وهويتها الوطنية وما يرتبط بها من أسماء وأطراف داخلية وخارجية أو ما يحدث في محافظة صعدة من قبل المتمردين الحوثيين , هو مشهد لم يعد بحاجة إلى تفسير أو إلى تحليل مستفيض ففي الجنوب عناصر لها أهداف واضحة وتقولها بالصوت العالي وفي شمال الشمال للحوثيين أهدافهم التي لم تعد تخفى على أحد مثلما لهم في الخارج من يدعمهم مالا وسلاحا وخطبا وكلاما وإعلاما , ولم يكن يفعل ذلك خفية أو يتحرج مما يفعل , وبين هؤلاء وأولئك هناك أحزاب اللقاء المشترك التي ما إن ترى طرفا في حبل الفتنة أرخى من جهته مجبرا لامخيرا , إلا وحاولت شده لإبقاء الساحة اليمنية مشتعلة بالأزمات في رهان لن يطول على الشارع , لتثبت أنها لم تزل موجودة أولا وأن لها ثقلا ووزنا في الساحة , أملا في تحويل ذلك إلى ضغط سياسي على حزب المؤتمر وعلى الدولة والشعب لإجبارهم على القبول بشروطها واملاءاتها وفرض مشروعه السياسي على الجميع دون استثناء هذا من جهة , ومن جهة حتى إذا ما أتت الانتخابات النيابية والمحلية القادمة يكون المناخ الذي تطالب به أحزاب المشترك قد هيئ تماما لضمان حصولها على نسبة المنتصر في معارك الأزمات على حساب الوطن أولا على حساب المؤتمر وحلفائه والمستقلين لإعادة البلاد إلى مربع التقاسم الذي شهدته بعد قيام الوحدة , وثانيا لأن المحافظات الجنوبية والشرقية خرجت من يد الاشتراكي منذ قيام الوحدة وظلت كذلك إلى اليوم رغم أن فكرة الحراك كانت فكرته أصلا وكان مخططه أن يكون الحراك تحت مظلته , فقد تعدد اللاعبون وتنوعت تسميات وقيادات مكونات هذا الحراك حتى صار له أكثر من أب شرعي وغير شرعي , بعضهم في الداخل وبعضهم في الخارج , إنما يبقى الهدف من كل ذلك واضحا وهو تمزيق البلاد وهدم وحدتها والقضاء على كل ما أنجز منذ قيام الوحدة وتحويل اليمن إلى مشيخات وإمارات وسلطنات تحكم من الخارج عبر وكلاء أو مندوبين من الداخل , ويبقى شخوص قيادات الحراك بمن فيهم علي سالم البيض سواء اتفقوا أو اختلفوا فيما بينهم لهم مواقف واضحة رغم " شرها " وسوء نواياهم وأهدافهم وعدائهم الصريح للوحدة , فإنها ليست بالجديدة ولم تكن بالمفاجئة , ومثل هؤلاء من السهل استباق أي مخطط لهم أو مسعى باتجاه أطراف في الداخل أو دول في الخارج وإيقافهم إن لم يكن في منتصف الطريق فقبل الخطوة الأخيرة.


وأمام المواقف القديمة الجديدة الواضحة والصريحة لأولئك " ضد الوحدة " أو " ضد النظام الجمهوري " أو ضد الاثنين معا , كان من حسنات الأحداث الأخيرة التي شهدها اليمن أن كشفت صنفا ثالثا ذا وجهين لعملة واحدة , أحدهما فاجأنا في البداية وما يزال وأثار استغرابنا لسبب بسيط وهو أن تلك الوجوه كان مكانها الأنسب والأفضل والمنطقي هو في صف الموحدين وليس في صف المشطرين ومع بناة البلاد وحماتها وليس مع مخربيها والمتآمرين عليها , ومن الأصوات المنادية بما يحافظ على وحدتها وليس المجاهرة بما يمزقها والثاني فاجأ لكن المفاجأة ما لبثت أن تحولت إلى بحث في سر موقف ذلك الوجه والعودة إلى جذوره والموطن الذي قدم منه ليستوطن هنا..


 واستعرض من هذه الوجوه ثلاثة يمكن القول أن أصحابها يتشابهون في ظروف وعوامل فرارهم من الجنوب قبل الوحدة إلى الشمال إلى حد التماثل ويتفقون الآن في مواقفهم المعادية للوطن وللوحدة إلى درجة كبيرة من الانتهازية المفرطة ودرجة أكبر من الحقد والانتقام ومسابقة الزمن بهدف إسقاط وطن اسمه اليمن وتحويله إلى ساحة للصراعات والمعارك الدامية على غرار معارك " 13 يناير " وما كان قبلها في الجنوب من مجازر بعضها ظهر وعرف الناس مصير ضحاياها وكثيرها ما يزال إلى اليوم سرا من أسرار قيادة الحزب الاشتراكي وجزءا من تاريخ حكمه السيئ للجنوب .


ومن تلك الوجوه التي أشرت إليها أبدا بـ" علي ناصر محمد " , فالرجل بعد مجازر 13يناير الدموية التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا والتي كان القتل والتصفية فيها ببطائق الهوية لم يكن له من مأوى يأويه حين خرج من الجنوب بملابسه وبدون حذاء ووصل إلى محافظة البيضاء , سوى الشمال ليحتضنه وينقذه من حبل المشنقة ومن حكم الإعدام الذي صدر بحقه من قبل رفاقه الذين جزر منهم الآلاف في الحزب الاشتراكي , ففر علي ناصر محمد بجلده حافي القدمين بدون " شبشب " واستقبلته صنعاء بكل ترحاب كرئيس دولة وتعاملت معه كذلك ومنحته كل المزايا وصرفت عليه ما لم يصرف على غيره , وحظي بالاحترام والتقدير وكانت طلباته مستجابة , ولم تبخل عليه حكومة صنعاء في توفير الأمن له وإبعاد عيون وأيادي الحزب التي كانت تنتظر آية فرصة للنيل منه , فكان له قصر اشترته له في صنعاء وآخر في القاهرة وثالث في سوريا ورابع في باريس ثم خامس في عدن , وكان كل ذلك من أجل علي ناصر الذي يكفيه أن الرئيس علي عبدالله صالح بما قام به تجاهه وجميله الذي يعجز علي ناصر عن رده مهما فعل , قد أنقذه من سيف مسلط على رقبته اسمه الحزب , ومن دورات انتقامية ووجبات موسمية كان يمكن أن تستمر إلى اليوم اسمها " 13 يناير "


والى ما قبل أيام من تحقيق الوحدة كان اسم علي ناصر محمد رغم الاتفاق على الديمقراطية والتعددية السياسية وإغلاق الرئيس " صالح " أبواب الثأر السياسي بين قيادات الحزب المتصارعة , وعودة من كانوا خارج اليمن من المنفيين والسياسيين المبعدين من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية , أول اسم وضعه الحزب الاشتراكي ـ حسب علمي ـ مطلوب خروجه من اليمن لتتم الوحدة بين الشطرين وقابل ذلك رفض شديد من الرئيس " علي عبدالله صالح " , لولا ادعاء علي ناصر بتلبية رغبة قيادة الحزب حرصا على الوحدة ومغادرته إلى الخارج , رغم ما قيل بعدها وما أثير من قصص


ولما كان موقف علي سالم البيض من الوحدة بعد 15 سنة على محاولته الانفصالية الفاشلة هو نفس الموقف سوى تغيير في المصلحات الشطرية التي ظهر بها من " انفصال " عام 1994م إلى " فك ارتباط, " لم يكن مستغربا ولم يفاجئ أحدا سواء من هم في الداخل أو في الخارج , فان موقف علي ناصر محمد كان مستغربا جدا , فهو بدلا من أن يكون أحد الأصوات , ولن أقول أصحاب القرار , المؤثرة في الدعوة الصادقة للحفاظ على الوحدة إذا به أحد المتآمرين عليها وعلى اليمن ومن أشد خصومها والناقمين منها , وبدلا من أن يتعلم الدرس ويحذر تكرار شرب كأس 13 يناير على يد الرفاق إذا به يتحالف من جديد معهم ويصرخ بأعلى صوته مدافعا عن الحراك الانفصالي والحوثي الامامي , وكأنه نسي أية مكانة كان يمكن له أن يحافظ فيها على ماء وجهه ويبدأ في التكفير عن مجازر 13 يناير التي ما تزال ضحاياها تطل من قبورها ومدافنها مطالبة بمحاكمته


إن هذا الرجل لايمكن القول عنه إلا أنه من كبار حمقى السياسة وأغباهم , وغبي من يعتقد أنه " يلعبها صح " هذه الأيام , وناكر للجميل ولما قدم له بدءا من حفاوة الاستقبال بعد يناير 1986م وحتى اليوم , ليحول علي ناصر ذلك كله إلى مؤامرة واضحة الأبعاد والأطراف , راميا بشعاراته القومية والوحدوية خلف ظهره , وهذا الموقف إني لأستغربه عليه كثيرا لأنه يتنافي مع يمنيته وادعائه بأنه ينتمي إلى الحركة الوطنية .. فهل هذه هي الوطنية ؟


أما الوجه الثاني, فهو محمد سالم باسندوه والذي لايستغرب منه ما عمل ويعمل كونه لايمت لليمن بصلة إلا أنه خلق فيها فقط .. أما أصوله فهي صومالية واسمه الحقيقي محمد سالم شعلان, والذي يظهر هذه الأيام في مهرجانات أحزاب اللقاء المشترك , حينا في صورة ناحبة مستأجرة كما نشاهد في الأفلام السينمائية , وحينا في دور " أراجوز " في يد المشترك ما إن يرى العشرات يهتفون له بالتصفيق وهو يخطب حتى يخيل إليه وكأنه واحد من زعماء أمريكا الجنوبية , وقصة فراره إلى الشمال قريبة إلى حد ما من قصة فرار علي ناصر محمد , فقد فر بجلده في الستينيات من القرن الماضي من الجنوب " بدون سروال " خوفا من تصفيته على يد الجبهة القومية التي كانت تتهمه بأنه عميل للمخابرات البريطانية وأنه ركب موجة جبهة التحرير , فاحتضنه الشمال وكرمه وأحسن إليه وأوكل به عدة مناصب في الحكومة , لا لكفاءته أو أي اعتبار آخر غير أنه كان يجيد الرطين باللغة الانجليزية ومعروف أنه كان في الستينيات أن مت يتكلم الانجليزية , يعتبر نفسه عبقري زمانه وعلامة عصره وواحدا ليس من فطاحلة اللغة وجهابذتها فقط بل ومن السياسيين الدهاة


وباسندوه اليوم ( شعلان ) , وهو في أرذل العمر , وهو يرى علي ناصر محمد والبيض والمشترك والحوثه , وغيرهم يتسابقون إلى مطبخ رجال الله لحمل سكين ذبح الوطن لتقديمه قربانا لدافعي المال وصارفي شيكات تجزئته والإجهاز على وحدته , فلا يستغرب منه ما يقوم به من تآمر على البلاد ومن فيها , لأنه ليس من أصول يمنية , بل من أصول صومالية واسمه " محمد سالم شعلان " وما دام العرق دساس , كما يقول الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم , فلا استغراب إذا ما رأينا هذا الرجل وقد أصبح واحدا من القراصنة في البحر يترقب سفينة يمنية لخطفها ورمي من فيها البحر , لأن اليمن لاتهمه في شيء وما يهمه منها هو ما جناه من ثروة وما سطا عليه من أراض , فباسندوه يمتلك عقارات هائلة وورثته دولة الوحدة أكبر قصور الحزب الاشتراكي في العروسه , وأصبح يمتلك مؤسسة صحفية وتجارية كبرى ويدير ملايين الدولارات إضافة إلى ما سطا عليه من الأراضي التي كان يفترض أن تكون متنفسا للناس , وما قدم له الوطن خلال العقود الماضية وأحسن إليه أيما إحسان وأوصله إلى موقع رفيع في الدولة وصار له من العقارات ومن المال والثروة مالم يكن لهو كثير وأكثر مما جناه الكثير من اليمنيين بعرقهم وجدهم, ها هو اليوم يرد ذلك الجميل بشلالات الدموع وأحرها في كل مهرجان خطابي يرد فيه اسم الانفصاليين أو المتمردين.


 والوجه الأخير والذي هو من نفس الطراز , هو هشام باشراحيل , والذي بينه وبين باسندوه كثير من أوجه الشبه في الجذور ودوافع الهروب من الجنوب , فقد فر بجلده هو الآخر من عدن إلى الشمال هربا من بطش الحزب الاشتراكي مع والده وإخوته وعاش في الشمال معززا مكرما ومارس التجارة وامتلك العقارات وفتح المبارز وكان من أكثر المنظرين , وبعد الوحدة نال باشراحيل بفضل الوحدة والحرية والتعددية السياسية والديمقراطية ما لم ينله غيره , لكنه لم يكتف بذلك فالولاء القديم للتاج البريطاني وما يجود به ذلك التاج على المخلصين له في مشارق الأرض ومغاربها , انبعث في نفس الرجل من جديد , وما إن بدأ الحراك يتحرك في الجنوب حتى وجد نفسه منبرا له من خلال صحيفته " الأيام " وليس ذلك فحسب بل صارت الصحيفة لسان حال المؤامرة الانفصالية والناطق الرسمي باسمها , ومقرها تحول إلى قاعدة ومخزنا كبيرا لأسلحة المتآمرين على الوحدة وللمتفجرات والذخائر الموجهة ضد الوحدة وعلى المواطنين من أبناء المحافظات الشمالية , فانتهى الأمر بـ" باشراحيل " إلى أن يصبح قاتلا ومغتصب أراضي وأول رئيس تحرير صحيفة أهلية في العالم يتزعم عصابة مسلحة , صحفيا من خلال المواضيع التي وجهت بشكل مباشر لاستهداف الوحدة وتأليب أبناء المحافظات الجنوبية عليها والتبشير بعودة الانفصال , وعمليا بقيادة مسلحيه أكثر من مرة في مواجهات ومعارك دامية مرة مع مواطنين وأخرى مع رجال الأمن ليثبت أن الصحافة يمكن أن تدار بعقلية الإرهاب والعنف وإدخال مقالات وتحقيقات " الأيام " إلى عقول الناس بالرصاص وقذائف الـ" آر بي جي ".


ومثل هذا الرجل , لا أستغرب أيضا منه فعل أي شيء ضد اليمن الآن والانتقام منه ومن شعبه والعمل بكل ما يستطيعه لتمزيق وحدته , لأن الولاء لليمن معدوم لديه فولاؤه لمن يدفع أكثر ويخرب أكثر ويقتل أكثر , لسبب بسيط قد لايعرفه كثيرون وهو أنه ليس يمنيا أصلا وإنما جذوره هندية , فمن رآه يعزف آلته ليراقص ثعابين الحراك فلا يستغرب لأن تلك عادة متأصلة وموهبة بحكم الفطرة وبحكم الوراثة.


وختاما نقول : اللوم والعتب على أولئك الجاحدين ناكري جميل الوطن والذين تنطبق عليهم مقولة : " اتق شر من أحسنت إليه " !

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)