خالدعبدالرحمن - شبكة اخبار الجنوب -
بعث إلي صديق عبر بريدي الاليكتروني برسالة حملت الكثير من الرؤى التي تستحق التفكير فيها والوقوف أمامها بإمعان وطلب منى أن أعمم المضامين التي احتوتها الرسالة قائلاً في ختامها "إذا لم تعمم هذه الرسالة على شخص أخر فإنه لن يحدث لك شيء ولن ينقص شيء من حياتك ولن تمرض" ولكن إذا كنت تحب بلدك دع هذه الرسالة قيد التداول بين أكبر عدد من المواطنين عل ذلك يدعوهم للتفكير والعمل بصورة إيجابية أفضل وتحقيقاً لرغبة ذلك الصديق هاأنذا أضعها أمام القراء الكرام ليتأملوا في معانيها كما تأملت أنا (الفرق بين البلدان الفقيرة والغنية يعود إلى قدمها في التأريخ فمصر والهند يفوق عمرها 2000 عام وهي فقيرة أما كندا واستراليا ونيوزيلندا لم تكن موجودة قبل 150 سنة بالرغم من ذلك هي دول متطورة وغنية ولا يمكن رد فقر أو غنى الدول إلى مواردها الطبيعية المتوفرة .. اليابان مساحتها محدودة و80% من أراضيها عبارة عن جبال غير صالحة للزراعة أو لتربية المواشي ولكنها تمثل ثاني أقوى اقتصاد في العالم فهي عبارة عن مصنع كبير عائم يستورد المواد الخام لإنتاج مواد مصنعة يصدرها لكل أقطار العالم ومثال أخر هو سويسرا بالرغم من عدم زراعتها للكاكاو إلا أنها تنتج أفضل شوكولاته في العالم ومساحتها صغيرة لا تسمح لها بالزراعة أو تربية المواشي لأكثر من أربعة أشهر في السنة إلا أنها تنتج أهم منتجات الحليب وأغزرها في العالم أنها بلد صغير ولكن صورة الأمن والنظام والعمل التي تعكسها جعلها أقوى خزنة في العالم.
لم يجد المدراء من البلاد الغنية من خلال علاقتهم مع زملائهم في البلدان الفقيرة فروقاً تميزهم من الناحية العقلية أو من ناحية الإمكانيات عن هؤلاء في البلدان الفقيرة اللون والعرق لا تأثير لهما .. والمهاجرون المصنفون كسالى في بلدانهم الأصلية هم القوة المنتجة في البلدان الأوروبية ..إذا أين يكمن الفرق؟.. لاشك انه يكمن في السلوك المتشكل والمترسخ عبر سنين من التربية والثقافة وعند تحليل سلوك الناس في الدول المتقدمة نجد ان الغالبية يتبعون المبادئ التالية في حياتهم
- الأخلاق كمبدأ أساسي
- الاستقامة
- احترام القانون والنظام
- حب العمل
- حب الاستثمار والادخار
- السعي للتفوق والأعمال الخارقة
- الدقة
ومن المؤسف انه في البلدان الفقيرة لا يتبع هذه المبادئ سوى قلة قليلة من الناس في حياتهم اليومية..
لسنا فقراء بسبب نقص في الموارد أو بسبب كون الطبيعة قاسية معنا.. نحن فقراء بسبب عيب في السلوك وبسبب عجزنا عن التأقلم وتعلم المبادئ الأساسية التي جعلت وأدت إلى تطور المجتمعات وغناها.)
* إن الإشكالية الأكبر التي تعانيها الكثير من بلداننا النامية أن بناء الإنسان القادر على أحداث التغيرات الايجابية في الواقع يأتي في أدنى قائمة الأولويات لتلك الدول وحيث أن بناء الإنسان هو المرتكز الحقيقي لإحداث النهوض المنشود واستغلال الإمكانات والقدرات بالصورة المثلى .. ولهذا اهتمت الدول المتقدمة ببناء الإنسان تعليماً وتثقيفاً وتأهيلاً وتربية سلوكية ومعرفية وتكريس مفاهيم عميقة لمعاني الولاء والانتماء للأوطان والإخلاص والتفاني في العمل والإعلاء من شأن قيم الإنتاج والإبداع والتفوق والجدية والدقة في انجاز المهام والمسؤوليات وبهذه القيم حققت الدول المتقدمة طفرتها في كافة المجالات.
ولهذا فإن علينا الاهتمام ببناء الإنسان وبكافة المنظومة المتصلة بتحقيق ذلك البناء وفق أسس صحيحة وخطط تستلهم الحاضر والمستقبل وباعتبار أن ذلك هو المدخل الصحيح لتحقيق النهوض المنشود للوطن.