يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - لبنى ياسين

الخميس, 01-أبريل-2010
لبنى ياسين - شبكة اخبار الجنوب -
يبتلعه المساء، فيوغل في أحشاء الصمت، و من ذا الذي يستطيع فراراً إذا عسعس الألم داخل النفس، وتوغلت الأحزان في حنايا الفؤاد، يتآكل قلبه ...تتساقط أشلاؤه... يتمزق صوته على حدود الزمان، و لا من مجيب، تقوم جاهلية القرن الحادي والعشرين بوأد مشاعره و كرامته، بينما يتجمد القوم متفرجين على طقوس صلب بقايا إنسانيته.
أبعد هذا الموت موت آخر؟؟
أين الملاذ؟؟يريد أن يفتح جناحيه و يهرب من ظمئه، من حدود مشاعره، ومن عري أوجاعه،يريد أن يحلق حيث لا أحد... لا أحد أبداً.
ووسط كل تلك البعثرة التي تنتابه لم يشعر بنفسه إلا وقضيب من النار الملتهبة يندفع من جوفه، فإذا به يفتح فاه حد التمزق، و يصرخ ملء صوته متقيئاً بكلمة واحدة  : لا ...
وما كاد يغلق فمه، ويبتلع الفضاء صوته، حتى وجد نفسه محاطاً بعشرات المسلحين، ببدلاتهم العسكرية، و ملامحهم الجافة جفاف الصحارى، ترافقهم في هذا الحصار الكلاب البوليسية الضخمة، تمهيداً لاقتياده إلى  (هناك).
وضعوا على عينيه منديلاً أحكموه جيداً لكي لا يرى، و ُقيد معصماه، واُلصق شريط عريض فوق فمه، و مضوا به إلى (هناك).
و(هناك) قام أحدهم بنزع  القيود التي كانت على حواسه، فتح عينيه ليجد نفسه في مكتب فاخر يشغله ضابط  تتشاجر الشرائط على كتفه لتجد مكاناً كافياً لها، وهنالك من هو مثله انتزعت قيوده قبل صاحبنا بدقائق فقط ...
قام أحدهم بطلي إبهامه بسائل قاتم لزج، ثم نزع يده، وألصقها على ورقة بيضاء،  وأخذ يضغط عليها، و يحركها يميناً و يساراً، حتى حصل على صورة كاملة لبصمته، في هذه الأثناء كان الضابط ذو الشرائط الكثيرة  يطابق بصمة المواطن الذي سبق صاحبنا إلى (هناك)، مع بصمة كبيرة تحتل وحدها صفحة من الورق المقوى، و قد كُبّرت حتى أضحت واضحة تماماً  بكل تضاريسها، صاح الضابط بأحد العساكر مشيراً إلى المواطن:
 (إنه هو... المتمرد ... خذوه) .
ثم التفت إلى صاحبنا، و سحب رسم بصمته الذي كان قد جف، وطابقه مع نفس البصمة المُكبّرة، و عاد يقول : (إنه هو...المتمرد... خذوه).
 وإذا بالعسكري يندفع إليه منقضاً، كما لو أن صاحبنا  سبق وصفعه، والعسكري يريد الثأر لصفعة باغتت وجهه، انتابته الدهشة و الحيرة في آن واحد معاً، قال للضابط بتأدب مفتعل :
 عفواً  يا سيدي ... ألم تتطابق ذات البصمة مع المواطن الذي سبقني؟!
 أجاب الضابط و هو يرتدي ابتسامة تجمع بين التعالي و السخرية : نعم ... و ماذا في ذلك؟! بالتأكيد تطابقت مع بصمته ... فهو  الآخر متمرد.
............................................
لبنى ياسين.. كاتبة وصحفية سورية
عضو اتحاد الكتاب العرب، عضو فخري في جمعية الكاتبات المصريات
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)