أذكر وعاد إحنا صغار كنا بنلعب بالحجار -- لعبة عدن * أما الكبار فلعبهم كان الحروب
تلك الحروب ذي بأرضنا دارت وأجرت دمنا -- سيول في وادي بنأ حتى نبت حزن القلوب
تلك الحروب المحزنة فيها العمر راح أحسنه -- فكلما جتنا سنة كنا نقضيها هروب
من كثر ما كنا نعيش في خوف عشنا في الجروف -- في وقت به كنا نشوف الشمس تبكي للغروب
في حينها كان السكوت يبني بيوت العنكبوت -- داخل بيوت جدرانها عنوان من كثر الثقوب
في ما مضى كان العمر يمضي كما لمح البصر-- كانت مدارسنا شجر وألا حجر من دون بوب
أيامنا كانتااسىء في صبح وإلا في مساء -- والناس كانوا بؤساء يتمنوا الكيس الحبوب
والمقبرة في كل عيد كانت تقل هل من مزيد -- هل منكم واحد يريد ثوباً جديد ماله جيوب
ما بين نيران الدروع عشنا ولكن كالشموع -- عشنا نناضل بالدموع ضد الألم ضد الكروب
كل الطرق في المنطقة كانت كئيبة مغلقة -- لان ما فيها ثقة فالموت في كل الدروب
كان العشاء بالليل فخ يصطاد فيه الأخ . أخ -- فا للي أكل واللي طبخ كلاً على الثاني يلوب
كم لا هنا جاءت جيوش لكنها عادت نعوش -- تحمل بداخلها نقوش خطت نهايتها الخطوب
كنا نرى في كل يوم قدامنا أكثر من هجوم -- كنا نرى كم به نجوم تمسي تساقط بالشعوب
فيما مضى كلاً فقد من أسرته كمن ولد -- واللي بجلدة قد شرد اقل شي قد فيه صوب
حتن رعيان الغنم لم يسلموا هم والغنم -- فاللغم خلاهم قطم والقاذفة كانت حلوب
كم ناس من أعمارهم أمحى الزمن أثارهم -- للآن عاد أخبارهم في علم علام الغيوب
وبعد تلك التضحيات شفنا انتصار الأمنيات -- حين التقى بعد الشتات ابن الشمال بابن الجنوب
في يوم به كان اللقاء آخر محطات الشقاء -- وأول محطة للنقاء من الرواسب والرسوب
والحمد لله أفتهن من العنا شعب اليمن -- وعانقت صنعاء عدن وأيوب إنشاده طروب
تحقيق وحدتنا قدر مكتوب علينا تستمر -- وما لنا منها مفر فما يفر الا اللعوب
فهي لتوحيد العرب خطوة وأعظم مكتسب -- تبت أياديهم وتب من يلصقوا فيها العيوب
والارتداد عنها جنون يا من بهذا تحلمون -- أصحوا . فما يمكن يكون شعب اليمن عدة شعوب
إن الجنوب لن ينفصل عن الشمال مهما حصل-- لان شعبي متصل كله مع بعضه يذوب
وحدة وطنا غالية وبا تضلي باقية -- وفي بقاها التضحية بالدم في حكم الوجوب
ما دام به واحد احد فهي ستبقى للأبد -- ومن يعاديها فقد ارتد وأحسن له يتوب
قد ربما رب العباد يغفر ذنوب أهل الفساد -- أما لأهل الارتداد لن يغفر الله الذنوب
بالأمس يكفي ما جرى يا من تريدوا للوراء -- نرجع نقاتل في القرى والأسلحة فوق الجنوب
فاحنا بوحدتنا كبار صرنا ولن نرجع صغار -- ولن تصير يوما عدن لعبة لتجار الحروب