يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الخميس, 04-مارس-2010
شبكة أخبار الجنوب - فتحي الشرماني فتحي الشرماني - شبكة اخبار الجنوب -
لم تفرغ مدينة تعز من معركتها الشرسة مع الأوبئة , ولن تفرغ ما دامت حماية البيئة تقف عند حدود التوعية وتوزيع البروشور , وأكثر من ذلك أن تبدو هذه المدينة مثقلة بمخالفات جسيمة يشتم منها رائحة الاستهتار بإنسانية الإنسان .. يحدث ذلك عندما ترى الموت بقدم وساق يمشي مع الناس في الطرقات وينام حيث ينامون .. لكن هؤلاء الناس في غفلاتهم وضمائر جهات الرقابة والضبط نائمة , فلا يصحو الجميع إلا على صوت كارثة .
السلامة في مدينة تعز كلمة مهملة , وإجراءات لا يوجد من يهتم بها أو يتشيع لها مع أنها مدينة مزدحمة وأكثر سكانًا , وهذا يجعلها أكثر من غيرها في مرمى العواقب الوخيمة , ولهذا فقد كان لتعز أن دفعت الثمن في أكثر من جولة كارثية كان آخرها «حمى الضنك» التي ما فتئت تعز تدفع لها من خيرة شبابها قرابين حتى يخمد سعيرها .
من يا ترى سينتصر للبيئة وصحة الإنسان وشغفه بالأمن والسلام فيكون قد انتصر لهذه المدينة الساحرة , الحالمة , الفاتنة , الغصن النضير في دوحة التاريخ العربي كما سماها المؤرخ المرحوم محمد بن محمد المجاهد .
نريد أن نشهد موقفاً جاداً من الجهات المعنية حيال محلات بيع الأسمدة والمبيدات الزراعية التي تتوسط أحياء المدينة , وهل نحن بحاجة إلى إثبات أن روائحها النفاثة تنفذ إلى حيث الساكنين في الطوابق العلوية والمساكن المجاورة فتكون سبباً في انتشار السرطانات والأمراض القاتلة .
ولتنظروا إلى أي مدى هانت نفوس البشر عند بعض مالكي العمارات الذين يحصلون على مبالغ مغرية مقابل أن تضع شركات الاتصالات أجهزة البث وشبكات التغطية على أسطحها ، مع أن هذا قد ثبت تعريضه حياة الساكنين لأخطار عديدة منها أمراض السرطان أيضاً .
وأفظع من ذلك أن تصبح بعض محلات المدينة مخازن لتجارة مشبوهة وبضائع ممنوعة تجد طريقها إلى الأسواق بعيداًَ عن أعين الرقابة كالألعاب النارية ومتفجرات الشق والحفريات .. لكن الدرس كان قاسياً هذه المرّة , فلم تكن النتيجة - كالعادة - عين طفلٍ فقأتها ألعاب نارية , أو ساقاً بترها متفجّر .. فإن فجر المدينة قد شهد بالأمس الأول دوي انفجار مروع هزّ أرجاءها , وأسفر عن سقوط بضعة وعشرين من الأبرياء بين قتيل وجريح , ولا زال التحقيق جارياً في هذا الحادث والبحث عن مسبباته الحقيقية .
وإذن , فما معنى احترام إنسانية الإنسان في عرف التجارة الحمقاء .. هل أصبح الإنسان حقل تجارب لجنون بعض التجار وإهمالهم ومخالفاتهم التي يتمادون فيها تمادياً يكشف عن استرخاصهم لحياة الناس بحثاً عن الربح مهما كان الثمن ؟
فلنترك العشوائية قليلاً حتى نعطي القانون فرصة لإدارة الحياة , وعندها سنرى كم هي حياة الإنسان مقدسة وقيمته عظيمة في ظل سيادة النظام والقانون وحضور الرقابة واستحضار حب الوطن عند الشروع في تطبيق القوانين لا استحضار حجم العائد المالي من إعفاء فلان أو علان من الالتزام بالقانون ورعاية أخطائه .
باختصار .. تعز بحاجة إلى حملة تصحيحات مكثفة تجتث كل مكامن الفساد والتلاعب بالقوانين وأنظمة السلامة المجتمعية ؛ لأن جرعات الموت توزعها حوادث الدراجات النارية في الطرقات , وتلف البضائع منتهية الصلاحية في المتاجر والمستودعات , وتهريب البضائع الممنوعة وتخزينها في أحياء المدينة .. وكل هذا جعل “تعز” تبدو كما لو أنها عجوز متهالكة الأعضاء , فهل من ينتشلها من براثن الإهمال إلى حيث تستعيد عافيتها وشبابها ؟! .
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)