يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
السبت, 23-يناير-2010
شبكة أخبار الجنوب - اراء حرة خالد الصوفي - شبكة اخبار الجنوب -
في الموت لا فرق بين كبير وصغير وقوي وضعيف وغني وفقير (إنك ميت وانهم ميتون) و (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون).

فالله حق والجنة حق والنار حق والموت حق.. ولا اعتراض على مشيئته ولا راد لقضائه (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) و (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).


رحل المهندس فيصل بن شملان.. وبرحيله أثيرت علامات الاستفهام حول قضايا عدة، تردد الكثير في الحديث عنها بعد ان قصد البعض اعطاء الحدث نوعاً من الهالة والقداسة في محاولة لتغييب عدد من الحقائق واغلاق الملف، وكأن مجرد إثارة التساؤلات (تشفي) أو (شماتة).


وهذا القول لا يمت للواقع بصلة فرغم التداعيات الأخيرة في صحة المهندس بن شملان والتي كان بالامكان توظيفها كمادة للمكايدة إلا ان الاعلام الرسمي والتابع لـ "الحزب الحاكم" ترفع عن ذلك، وكان للجانب الانساني دور في رفع الأقلام عن تناول هذا الموضوع أو حتى الاشارة إليه، رغم تلك الحملات الاعلامية المحمومة التي شهدتها الانتخابات الرئاسية وما تلاها من أحداث في المسرح السياسي اليمني، أثبتت ان "الراحل" كان مجرد "بريق" في مشروع آخر اتضحت معالمه بمجرد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة.


قبل تلك الانتخابات لم يكن أحد يعرف عن المهندس فيصل بن شملان الكثير حتى أولئك المختلطون بالشأن السياسي والاعلامي، عدا بعض التفاصيل "وزير سابق وبرلماني" لكن ذلك لم يحل بينه وبين ان يتقدم صفوف اللقاء المشترك ويقفز على قيادات تلك الاحزاب وكوادرها وأكاديمييها وسياسييها، ويخطف بطاقة الترشح باسم تلك الاحزاب للانتخابات الرئاسية.


ذاع صيت الرجل.. واحتلت اخباره وتصريحاته عناوين صحافة المعارضة التي بدأت حملة اعلامية لتحسين صورة بن شملان والاشادة بمناقبه ومآثره وقدراته الفذة في انتشال اليمن من "النفق المظلم" في حملة كان شعارها : (رئيس من أجل اليمن.. لا يمن من أجل الرئيس).


لمع نجم بن شملان وبدا أنه ند قوي لمرشح الحزب الحاكم في معركة انتخابية تحدد شكل الرئيس القادم لليمن.. وهو ما أثار حينها الكثير من علامات الاستفهام حول ابعاد اختيار هذه الشخصية كمرشح للانتخابات الرئاسية، واسباب الدفع بسياسي مأمور لخوض الانتخابات باسم اكبر تكتل لأحزاب المعارضة اليمنية وفي منافسة شخصية بحجم علي عبدالله صالح لتكشف تالي الأيام كامل تفاصيل المخطط.


فسر الأمر في حينه على أن الرجل يمثل قاسماً مشتركاً لأحزاب اللقاء المشترك الذي يضم بين جنباته قيادات (يمينية ، يسارية) فابن شملان اشتراكي الانتماء اسلامي التوجه والاعتقاد، والأهم من ذلك انه يقف على مسافة واحدة من الجميع.


لذلك كان الاعتقاد ان أحزاب اللقاء رأت في الرجل مخرجاً لخلاف كانت نذره تلوح في الأفق في ظل حرص كل طرف سياسي على فرض أجندته وتغليب خياراته اضافة إلى ازمة فقدان الثقة بين مختلف الفرقاء (هكذا قال المحللون).


هرب الفرقاء من خلافهم فأجمعوا على فيصل بن شملان وخاض اللقاء المشترك الانتخابات الرئاسية ليس من باب "المناورة".. فقد دفع اللقاء بكل ثقله خلف مرشحه واستخدم كل الأوراق بما في ذلك العزف على الوتر المناطقي واستغلال كل التناقضات القائمة في سبيل انجاح الحملة الدعائية للمرشح.


وعلى مسافة قريبة من الحدث كان يقف الشيخ حميد الأحمر بكل ثقله "السياسي، القبلي، التجاري" خلف مرشح اللقاء المشترك ومرشح حزبه "التجمع اليمني للاصلاح".


انتهت الانتخابات الرئاسية واعلنت النتائج بفوز مرشح الحزب الحاكم وسقوط بن شملان، وعلى الفور كان الشيخ حميد الأحمر يخرج على الصحافة بدعوته لما أسماه حينها "الثورة الشعبية" لاسقاط النظام وان اضطره ذلك للاستعانة بالخارج.. وهو ما علق عليه الشيخ الراحل عبدالله الأحمر بقوله "كلام فارغ".


هكذا كانت ردة فعل حميد الأحمر.. ثورة وغضباً على نتيجة الانتخابات وتصريحاً تجاوز كل الخطوط الحمراء ولم يستطع أحد فهمه في حينه.. كونه لم يصدر عن المرشح الفعلي في الانتخابات "بن شملان" الذي فضل حينها الصمت ليسارع حميد الأحمر بإقامة احتفالية عدها البعض "مهرجان اعتزال" لابن شملان في فندق موفمبيك بصنعاء.


طويت صفحة الانتخابات واحرقت معها ورقة "بن شملان" الذي أثبتت الايام انه لم يكن سوى "بيدق" في رقعة شطرنج وان لاختياره أسباباً لا تتعلق بـ "القاسم المشترك" أو "اليد النظيفة" أو "المشروع الوطني" بحسب ما اعتقد كثيرون.


فالرئيس الذي سوق له قيادات اللقاء المشترك بـ "رئيس من اجل اليمن" لم يكن إلا رئيساً من اجل المشروع الاخواني المتمثل بالوصول إلى السلطة وإقامة الخلافة الاسلامية كهدف لا تنكره قيادات الاصلاح ووثائقهم الداخلية.


وفيصل بن شملان الذي وصف بانه رئيس من اجل اليمن كان في واقع الحال رئيس من أجل حميد الأحمر.


اليوم وبعد ثلاثة اعوام من الانتخابات تتضح تفاصيل السيناريو الذي أجاد حميد الأحمر حبك تفاصيله حين دفع بمرشح كهل من ابناء المحافظات الجنوبية كـ "رئيس الجمهورية".. بينما يحتل هو موقع "نائب الرئيس" ولو سار السيناريو وفق ما أعد له لكان حميد الأحمر يعلن نفسه قبل أيام رئيساً للجمهورية اليمنية، وفوق ذلك فإن حميد الأحمر كان بمثابة الحاكم الفعلي لـ "اليمن" منذ انتخابات 2006م بالنظر للوضع الصحي الذي مر به المهندس بن شملان في سنواته الأخيرة.


تلك السنوات الثلاث التي تلت الانتخابات الرئاسية والتي قضاها بن شملان متردداً على المستشفيات بعد اصابته بمرض خطير.. بعد ان كان نجمه قد بدأ أصلا بالخفوت بعد مهرجان موفمبيك الذي قيل حينه انه لم يحضره.. لتتنقل الاخبار بعد ذلك تعرضه لوعكة صحية الزمته الفراش.. وما بين الداخل والخارج قضى بن شملان آخر أيامه على فراش المرض أو بالاصح "سرير الموت" لتثبت الأيام صحة الملاحظات التي اثيرت في الانتخابات الرئاسية حول جاهزية المهندس بن شملان الصحية للقيام بمهام رئاسة الجمهورية اليمنية، تلك الملاحظات التي اختزلت بالقول "يده نظيفة لكنه لا يصلح لرئاسة اليمن" ومن الذي يستطيع اليوم انكار ذلك؟!..


قد ينكر البعض ما أشير إليه في هذا الموضوع من باب ان الانتخابات انتهت وابن شملان أفضى إلى ما قدم، والسيناريو على افتراض صحته لم يمر.. فلماذا يفتح مثل هذا الباب للتأويلات والتقولات؟!.


ولهؤلاء أقول: إن إدراك حقيقة السيناريو السابق هو مدخل لفهم وقائع ما يحدث اليوم.


فـ "تباكي الاخوان" على رحيل بن شملان ومبالغتهم في تضخيم الرجل والحديث عن الدور الذي كان سيلعبه في الخروج باليمن من أزمتها.. هو تباكٍ كاذب وحديث مردود على اصحابه، لأن الأحداث اثبتت ان المهندس فيصل بن شملان "رحمه الله" لم يكن مؤهلاً لحكم اليمن، فكيف سيتجاوز بها "النفق المظلم" الذي يتحدثون عنه.


كيف سيواجه التمرد في صعدة ودعوات الانفصال الصادرة من خارج اليمن والتهديدات الارهابية المتصاعدة والمخططات الاقليمية والحسابات الدولية.


ثم إذا كان الراحل فيصل بن شملان بهذه المنزلة منهم فأين كانوا يوم كان يصارع المرض خلال السنوات الماضية، فلم يلتفت إليه أحد بما في ذلك رجل الأعمال حميد الاحمر لتصدر التوجيهات الرئاسية بعلاجه وترحيله إلى الخارج على نفقة الدولة؟!.


إذاً فالدموع كاذبة والتباكي ليس على بن شملان ولا على ذلك المسمى (حلم اليمن) الذي جسده الاخوان في شخصه، بل على سقوط سيناريو الامارة و (حلم الخلافة) الذي بدا قاب قوسين أو أدنى مع شخص بمواصفات (بن شملان).


فهم السيناريو يفسر لنا الكثير من تصرفات حميد الأحمر في الفترة (2009-2010م) والذي يحاول اليوم بـ "الفوضى" تحقيق ما فشل في تحقيقه من باب السياسة و "صندوق الاقتراع".


وليس أدل على ذلك إلا دعمه للأعمال التخريبية هنا أو هناك والمسرحية الهزيلة التي يرسم فصولها منذ عامين وينفق المئات من الملايين على انجاحها وتحت مسميات "الانقاذ الوطني"، وهي في ابعادها السياسية والقانونية محاولة فوضوية للانقلاب على نتائج انتخابات سبتمبر 2006م والالتفاف على ارادة الجماهير.


الوقوف على تفاصيل السيناريو يضعنا أمام خلفيات المواقف المتشنجة والتصريحات المنفعلة والمواقف المستغربة التي أطلقها حميد الأحمر منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية الماضية، ومساعيه لاحتكار الفعل السياسي في البلد (سلطة، معارضة).. (معارضة داخل، معارضة خارج) في لجنة شكلية للحوار انفق على اعضائها الملايين وبدا انها جزء من استثماراته ومقتنياته.


الوقوف على تفاصيل سيناريو (رئيس من أجل حميد الأحمر) يشير إلى العقلية البرجماتية الوصولية التي تسيطر على الأخير الذي ادار لابن شملان ظهره بمجرد انتهاء دوره (حرق كرته)، ولم يكلف نفسه مجرد تحويل جزء من مصاريف علاجه اثناء فترة مرضه أو حتى المشاركة في تشييع جثمانه في محافظة عدن.. ليستمر الاستثمار "لرصيد بن شملان ويده النظيفة" لما بعد وفاته بالتغني في فضائية "سهيل" ولقاء لا يخلو من دلالات سياسية اقيم بأحد قاعات الافراح في صنعاء لتلقي التعازي في وفاته.


فهم السيناريو والوقوف على تفاصيله يكشف لنا السر في استعانة حميد الأحمر حاليا بشخص كمحمد سالم باسندوة (وهو رجل يحمل ذات مواصفات المهندس فيصل بن شملان) والذي كلف مؤخراً رئاسة لجنة التشاور الوطني في الوقت الذي اسند حميد الأحمر لنفسه مهام الأمين العام في تكرار لنفس المنطق ونفس الأدوات، وهو ما سيتم تناوله في الحلقة الثانية من الموضوع.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
عارف السقا (ضيف)
24-01-2010
رحم اللة الشيخ عبداللة بن حسين الاحمر لو كان يعرف ان الملايين التي ستصرف من اجل زعزعة الامن ومن اجل الفوضى في البلاد وايقاظ الفتن تحت اسم المعارضة او الانقاذ هي من مال ابنه كان تبراء منه الى يوم القيامة

وحدوي اصيل (ضيف)
24-01-2010
انا مستغرب من ابن الاحمر ليش يجيب شخصيات اخرى للمنافسة ليش ما يكون اول المتقدمين في المعارك السياسية اكيد الامر واضح الخبير معاه فلوس يقدر يبيع ويشتري بكل سهولة لكن من الصعب عليه ان يشتري حب الناس واسهل شي عندهم ان يبيعوا مبادئهم من اجل كرسي الرئاسة ورحم اللة امرى عرف قدر نفسه

د. فائد اليوسفي (ضيف)
23-01-2010
تحليل رائع وهى الحقيقة بارك الله فيك يا فارس القلم وشكرا لموقع اخبار الجنوب.



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)