شبكة اخبار الجنوب -
ما زال اليمن يبذل الجهود الكبيرة على المستويين الشعبي والرسمي من أجل تهيئة محافظتي عدن وأبين في الساحل الجنوبي لاحتضان منافسات خليجي 20 في موعدها المحدد بالثاني والعشرين من نوفمبر وحتى الرابع من ديسمبر 2010، وهذا ما أكده لنا وزير الشباب والرياضة حمود عباد في حوار مفتوح مع صحيفة "الشرق القطرية"، أجري على هامش مشاركتنا ضمن القافلة الإعلامية التي نظمتها الوزارة لمراسلي وسائل الإعلام الخليجية وممثلي الإعلام اليمني للاطلاع على الجهود التي تجري حاليا في المحافظتين لتهيئة وبناء المنشآت الخاصة بهذا الحدث الذي جند له اليمنيون كل طاقاتهم وقدراتهم على الرغم من الظروف والتحديات الكبيرة التي تعيشها البلاد .
وما أثلج الصدر فعلا أننا لمسنا جهودا واضحة وقد تحوّلت محافظة عدن إلى ورش عمل مفتوحة في كل الاتجاهات في سباق مع الزمن من أجل الانتهاء من كافة اللمسات في موعدها المحدد , كما أن الموقف الذي أعلن الوزير عباد حيال ملف قطر المونديالي كان فائق الروعة، وهو ما يؤكد أن قطر لن تخذل عشاقها عند ما قدمت ملفا مستوفي الشروط ومتجاوزا لها في كل شيء, وأن هذا الأمر بات اليوم مفخرة لليمنيين وللعرب جميعا, وهذه حصيلة اللقاء:
** ملف مونديالي
* قطر تقدّمت بملف متكامل لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022م.. كيف تنظرون إلى هذه الخطوة في اليمن..؟
- الحقيقة قطر ستكون قادرة على احتضان أي فعالية رياضية عالمية سواء كانت في مجال كرة القدم أو غيرها, وهذا الأمر سيكون مفخرة لكل العرب ولكل أبناء الشرق الأوسط، وللعرب على وجه الخصوص.
وأنا أعتقد من الناحية التنموية ومن ناحية وجود كل متطلبات إقامة هذه البطولة من الإيواء والبنية التحتية أن قطر مؤهلة لتكون حاضنة للمونديال العالمي الكبير في أي لحظة بفضل القيادة الحكيمة التي انتهجها سمو أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني، والذي أحدث نهضة كبيرة في هذه البلد الشقيق والعزيز علينا جميعا, وستكون مناسبة كبيرة لكل الرياضيين العرب بأن يبذلوا جميعهم جهودهم لإنجاح ملف الاستضافة وإنجاح الفعالية, ونحن في وزارة الشباب والرياضة وقيادات الحركة الرياضية والشبابية في اليمن سنبذل أقصى جهودنا لدعم هذا الطلب وهذا المقترح الذي يشكل أهميّة كبيرة لدينا.
ولا ننسى ما أحدثته قطر من قفزة نوعية في مختلف المنتخبات القطرية وتفوقها على المستوى القاري والعالمي، وكذلك تنظيمها لأكبر الأحداث الآسيوية والعربية ونجاحها في حصد اهتمام مختلف وسائل الإعلام العالمية في وقت قياسي مقارنة بما قام به الآخرون في الدول المتقدمة.
** علاقات منقوصة
* كيف تنظرون وتقيمون علاقة اليمن بقطر في المجالات الرياضية والشبابية..؟
- أولا أحب أن أوضح أن علاقتنا بقطر تأتي ضمن منظومة كافة دول الخليج العربي, في إطار كرة القدم بما يتعلق بدورات كأس الخليج فقط, وللأسف الشديد هذه العلاقات لم تصل بعد إلى مستوى طموحات الرياضيين في البلدين الشقيقين , ونتطلع إلى أن تكون هناك علاقات متوازية تماما مع مستوى العلاقات الحاصلة بين القيادتين السياستين فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وسمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر, وبما من شأنه أيضا تحقيق طموحات أبنائنا الشباب بالقُطرين الشقيقين -إن شاء الله.
** الإعداد لخليجي 20
* ماذا عن الإعداد لخليجي 20، وما وصلتم إليه حاليا من تنفيذ المشاريع المرتبطة بالبطولة..؟
- نحن في اللجنة الوزارية العُليا لخليجي 20 ننظر إلى هذا الحدث باعتباره حدثا وطنيا وخليجيا هاما يكشف روحية اليمنيين وقدرتهم في استيعاب إخوانهم في الخليج العربي والعراق.
ويعكس شخصيتهم الحضارية بقدر من الإبداع والخصوصية، فالأعمال التأهيلية في إستاد 22 مايو بعدن لا تقتصر على الترميمات فحسب ولكنها تطويرية تؤهله لأن يكون من أجمل الملاعب في الوطن العربي، وهو يخضع حاليا لإضافات جديدة تجعله منشأة رياضية عالمية, ولجنة خليجي 20 والوزارة تتابعان أولا بأول سير العمل في مختلف المشاريع , حيث نؤكد أن العمل يسير بوتيرة ومعدلات إنجاز عالية, وقد رأيتم أنتم بأنفسكم من خلال مشاركتكم القافلة الإعلامية الزائرة إلى عدن وأبين, حيث عمدنا إلى تنظيم هذه القافلة لإطلاع وسائل الإعلام بما يدور على أرض الواقع ووضعها في الصورة الصحيحة عن كثب لسير العمل في مختلف المشاريع والاستعدادات المختلفة المرتبطة باحتضان هذا الحدث.
ومن أبرز المشاريع التي يمكن الحديث عنها ملاعب التدريب الجاري تنفيذها وتتمثل في ملعب "حقات" التابع لنادي التلال الرياضي بمديرية صيرة، والذي يجري بناؤه ليكون استادا رياضيا تكلفته 850 مليون ريال يمني، ويتضمن المشروع الذي تجاوزت فيه نسبة الإنجاز 60 بالمائة ومن المقرر الانتهاء منه في مايو القادم، إنشاء مدرجات تتسع لـعشرة آلاف متفرج وأعمال الإنارة وتعشيب الأرض وإنشاء مقصورة رئيسية ومركز إعلامي تابع للملعب وموقف سيارات يتسع لأكثر من 1500 سيارة.
وهناك مشروع تأهيل ملعب التدريب لنادي شمسان بمديرية المُعلا البالغ تكلفتها 250 مليون ريال ويتسع لثلاثة آلاف متفرج وملعب نادي شباب الشعلة بمديرية البريقة البالغ تكلفته 300 مليون ريال ويتسع لثلاثة آلاف متفرج أيضا .
وهناك مشروع إعادة تأهيل استاد معاوية في لحج القريبة من عدن بمبلغ 400 مليون ريال ويتسع لأكثر من عشرة آلاف متفرج , ويتضمن إعادة تعشيب أرضيته وتركيب المقاعد وتنفيذ عدد من المرافق التي تتفق مع مواصفات الفيفا لجعله بالمواصفات الدولية , وسيكون أحد ملاعب التدريب في خليجي 20 , وفيما يتعلق بأستاد الوحدة الدولي بمحافظة أبين وموقعه الجغرافي نؤكد أن الملعب ليس في صحراء كما يشاع لكنه في منطقة حيوية تتضمن مدن الجمعيات السكنية ومدينة الصالح لذوي الدخل المحدود وسيرتبط بخط ساحلي وستنشأ إلى جواره حدائق، وهناك دراسة لكيفية إنعاش المنطقة بما يضفي قيمة جمالية وتنموية لمحافظة أبين بالاستفادة من خليجي 20.
وقد بلغت نسبة الإنجاز في مراحل بناء الكتل الخرسانية الأربع الخاصة بالأستاد التي يجري تشطيبها بموازاة مع استكمال الصبيات الرأسية الخاصة بها , تجاوزت 85 في المائة, فيما يتم تنفيذ جميع خدمات البنى التحتية الأخرى بموازاة مع بناء الأستاد الرياضي وتهيئة المنطقة المحيطة بالأستاد من حيث الطرق والإنارة.
وفيما يتعلق بالسعة الإيوائية فقد وصلت إلى ضعف السعة المطلوبة للفعالية وتجاوزت 900 غرفة، كما أن هناك مشاريع سياحية فندقية يمكن أن تناسب الجمهور الخاص بالفعالية.
ونحن في وزارة الشباب وبالتنسيق مع وزارة السياحة ندرس مع عدد من الجهات توفير شقق سكنية للإيواء خلال الفعالية في عدد من المدن السكنية وذلك حرصا على تحقيق ضيافة مشرفة للأشقاء والزوار لمدينة عدن خلال الحدث الكروي.
ولا ننسى أيضا أن هناك مشاريع عملاقة في مجال الطرقات والتحسين والصيانة وأعمال السفلتة والتشجير الجاري تنفيذها لإظهار المدينة بشكل جمالي لائق وحضاري.
وفيما يتعلق بالجوانب الأمنية، فقد أعدت الأجهزة الأمنية خطة متكاملة لتأمين سلامة الزوّار وفق أحدث الإمكانيات التكنولوجية المتطوِّرة الحديثة.
** تأهيل كوادر خليجي 20
* رئيس الاتحاد القطري الشيح حمد بن خليفة بن أحمد أكد في تصريحات صحفية لـ"الشرق" أن لدى قطر الاستعداد لاستضافة وتأهيل الكوادر اليمنية التي ستعمل في لجان خليجي 20, وذلك ضمن منظومة اللجنة المنظمة لكأس آسيا في الدوحة 2011.. فما رأيكم بهذه المبادرة..؟
- نحن نثمّن عاليا هذه المبادرة الكريمة ونتعز بها وستكون أيضا معززة للعلاقات بين البلدين الشقيقين, ونحن نرى أيضا أن بإمكاننا أن نستضيف بعض المنتخبات القطرية في مجال ألعاب القوى, حيث نرى أن العاصمة صنعاء ومدينة ذمار قادرتان على احتضان كبير لمنتخبات ألعاب القوى وكرة القدم في معسكرات تدريبية نظرا لطبيعتها المرتفعة عن سطح البحر وما تمثله من فائدة كبيرة على المعسكرين فيها فنيا , ونتمنى أن تطور مثل هذه المنشآت التدريبية التي يمكن الاستفادة منها, من هذه العلاقات بالإخوة في قطر وغيرها من دول الخليج العربي.
ولا شك أننا سنكون قادرين على تنمية مثل هذه العلاقات, وقد سبق لمدينة ذمار أن استضافت بعض المنتخبات الخاصة بقطر في ألعاب القوى, وحققت هذه المنتخبات نتائج عالية جدا في المنافسات العربية والعالمية نتيجة نجاح معسكرها في ذمار, وسنكون مستعدين لتطوير قدرات هذه المنشآت التي تناسب إقامة المعسكرات للمنتخبات المختلفة, وهذه دورات تدريبية متبادلة -إن شاء الله.
** مصاعب في الطريق
* ما الذي مثله لكم نجاح مؤتمر صنعاء لرؤساء اتحادات كرة القدم الخليجية واليمن والعراق في الطريق إلى خليجي 20.
- الحقيقة أنها كانت نقلة كبيرة جدا عززت مشاعر الاستعداد لدى الحكومة اليمنية لإنجاز ما تبقى من استعدادات خليجي 20, ونحن فخورون بما خرج به الإجماع الخليجي والثقة التي أوليت لليمن بقدرتها على تنظيم الحدث ووقوف الأشقاء معنا باتخاذهم قرار الإجماع الصائب.
* هل هناك أية مصاعب أمامكم كلجنة عليا للإعداد والترتيب لخليجي20..؟
- لا أتصوّر أن هناك أية مصاعب يمكن أن تواجهنا، خاصة وأن الحكومة اليمنية وبتوجيهات فخامة الأخ الرئيس قد وفّرت كل ما من شأنه تحقيق أسباب النجاح.
** إيجابيات الحرب الإعلامية
* تابعتم في الفترة الماضية ما يشبه الحرب الإعلامية على اليمن من خلال التصريحات والأخبار الصحفية التي شككت بقدرة اليمن في استضافة خليجي 20 في عدد من وسائل الإعلام الخليجية. كيف تعاملت مع مثل هذه التصريحات..؟
- أولا نحن نشكر كل وسائل الإعلام والأجهزة الإعلامية المختلفة سواء الوطنية أو الخليجية التي أكدت اقتدار اليمن على تحقيق استضافة خليجي 20, ولسنا معنيين بما يُقال عن اليمن, ولكننا معنيون بما سنعمله, ومعنيون بقدرتنا على ما سنحققه على أرض الواقع, وما يقوله الآخرون.. إن كان محاكيا للواقع فنحن نعززه ونتقدم بجزيل الشكر لكل من ساندنا, ولكن حتى الإعلام الآخر الذي يطلق عليه الإعلام السلبي في هذا الأمر فقد كان إيجابيا بالنسبة لنا؛ كونه وضعنا أمام تحديات أكبر وعزز لدينا الشعور بضرورة مضاعفة الجهود حتى نسقط الرهانات, وحتى لا يتحقق مثل هذه المقولات التي لا نعتقد إلا أنه قدر من الوهم.
** تقصير في الإعداد
* فيما يتعلق بمسألة إعداد المنتخب الوطني لخليجي 20.. كيف تنظرون إلى هذه المسألة..؟
* سنقوم في وزارة الشباب والرياضة على تهيئة الأسباب التي من شأنها إنجاح مهمة الجهاز الفني, ونحن لا نستطيع أن نتدخّل في التفاصيل الفنية المرتبطة بأداء الاتحاد أو الجهاز الفني, مع أننا في لجنة خليجي 20، أكدنا ضرورة توفير كل المستلزمات المتعلقة بإنجاح الخطة الفنية التي تقدم بها المدرب والجهاز الإداري.
* كل المُعطيات تشير إلى أن الاتحاد مقصر إلى حد الآن في إعداد المنتخب بالصورة المُثلى.. وهناك شكوى من الجهاز الفني بخصوص ذلك.. كيف تنظرون إلى الأمر؟
- في الاجتماع الأخير للوزارة مع رئيس اتحاد كرة القدم ومدير الجهاز الفني أكدا لنا أنهما يدققان النظر في كل التفصيلات المتعلقة برفع مستوى جاهزية المنتخب من الناحية الفنية, لأننا أيضا نقلنا لهم بعض الملاحظات الواردة من بعض أجهزة الإعلام الرياضي, والحقيقة ربما يعود بعض العذر المتعدد في توفير بعض الإمكانيات المالية من وزارة المالية. ووزارة المالية ولجنة خليجي 20 أكدتا على ضرورة توفير كل المستلزمات المالية لإعداد المنتخب حتى لا يكون هناك أي أعذار, سواء فيما يتعلق بالإعداد أو فيما يتعلق بتمويل المنشآت الرياضية, وأنا على يقين أن الاتحاد العام لكرة القدم سيبذل جهودا كبيرة لإعداد المنتخب؛ ليقينه أن المسألة تتعلق بمستقبل اليمن ومستقبل الاتحاد أيضا.
** متابعة رئاسية مباشرة
* نود أن نعرف من خلالكم كيف تنظر القيادة السياسة إلى استضافة اليمن لخليجي20؟
- الحقيقة القيادة السياسية كانت السبب الرئيسي لإنجاح مؤتمر صنعاء وإنهاء الجدل الدائر حول ذلك, وكان ظهور فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في قناة دبي الرياضية، قد أعطى إشارة مهمّة جدا غير قابلة للتراجع في أن اليمن قادرة على الاستضافة، وبأن الجميع عازمون على إنجاح هذه الفعالية, وقد وجّه فخامته الحكومة وكل الأجهزة المعنية بضرورة توفير كل المتطلبات, وسنكون في الحكومة مسؤولين مسؤولية كاملة عن ضرورة توفير كل هذه المتطلبات, كما أن دولة الأخ رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور يتابع بشكل تفصيلي شبه يومي كل مجريات متطلبات الإعداد والتنظيم لخليجي 20.
** وهم التحديات الأمنية
* يتحدث البعض عن تخوفهم من الجوانب الأمنية وبالغوا في تصويرها.. هل لكم موقف في هذا الشأن؟
- الحقيقة هذا كلام يندرج في سياق الوهم, ونحن نتحدث عمّا هو حاصل, بعض الصحف اليمنية للأسف الشديد تحدثت أيضا أننا قد نوزع واقيات من الرصاص للضيوف, وأنا أتصوّر أن هذا أمر لا يليق, هم أصلا لا يسيئون للحكومة أو الوسط الرياضي فقط، وهم يسيئون لليمن بشكل عام, وعلى كل الإخوة الذين يطرحون مثل هذه الأكاذيب أن يراجعوا أنفسهم؛ لأنهم يقفون أمام امتحان حقيقي أمام وطنهم, والقضية تتعلق بالوطن وكل الإعلاميين الرائعين سيكونون إلى جانب وطنهم -إن شاء الله.
* هل ستقام مباريات خليجي 20 في عدن وأبين كما هو مقرر, أم في مدينة عدن فقط لدواع أمنية؟
- الأمر قائم كما هو مقرر في عدن وأبين، ونحن نقول إن الحكومة اليمنية تبني منشأة كبيرة في محافظة أبين وهو أستاد الوحدة بمواصفات عالمية وسيكون جاهزا لخليجي 20 في الموعد المحدد, وبقية التفصيلات المرتبطة بإقامة هذه البطولة وتوزيع المباريات في الملاعب المحددة هذه قضية فنية مرتبطة لوقتها المحدد بالأجهزة الفنية والإدارية المعنية بالبطولة، وأنا أعول على الإعلام فهو صوت اليمن الكبير والصوت الذي سيقدم الحقيقة للعالم، وسيؤكد بالفعل أن عدن وهي أجمل المدائن العربية ستكون قادرة على احتضان هذه الفعالية.
صحيفة السياسية + الشرق القطرية |
وزير الشباب والرياضة :اليمن سيكون جاهزا لاحتضان بطولة خليجي20 في موعدها المحدد
