يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الإثنين, 11-يناير-2010
شبكة أخبار الجنوب - فيصل الشبيبي فيصل يحيى الشبيبي - شبكة اخبار الجنوب -
على مدى الأيامِ القليلةِ الماضيةِ وصلتني عدةُ رسائل إلكترونية وكذلك اتصالاتٌ كثيرةٌ من أشقاء خارج اليمن تُبدي قلقها ومخاوفها على بلدنا بالذات وأن حملة التهويل والتضخيم للأحداث الأخيرة التي أعقبت محاولة تفجير الطائرة الأمريكية فوق «ديترويت» من قبل النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب قد أضحت الشغل الشاغل لعددٍ من وسائل الإعلام إلى جانب ما رافقها من تحليلات وقراءات مُبالَغِ فيها، بل إن بعضها مُتعمدٌ لتشويه صورة البلد وإعطاء نظرة سوداوية تنعكس بلا شك على جميع مناحي الحياة وتحاول خلط الأوراق لغرض في نفس مُتبنّيها ومن يقفون وراءها ..
ليست هذه المرة الأولى التي أجدُ فيها أشقاءَ يتحدثون عن دور الإعلام في تصوير اليمن وكأنها ساحةُ حرب ويوجِّهون اللوم للإعلام بشكل عام وللمراسلين - وأنا واحدٌ منهم - بشكلٍ خاص ، باعتبارهم لا ينقلون إلا ما يثيرُ الخوفَ والرعبَ وتصوير ما يجري في أجزاء ضيقة بأنه يشمل الوطن بأسره ، فقد عاتبني أحدُ الأشقاء قادتني الصدفةُ للِقائه قبل فترةٍ وجيزة ،عند ما جاء لزيارة اليمن بمعيِّة قريبٍ له إلى جانب آخرين ، وعندما أخَذَنا النقاشُ إلى تناولِ الأحداثِ الأخيرة ، كان أحدُهم يتحدّثُ بمرارةٍ كبيرةٍ عن الصورة المؤلمة التي يرسمُها الإعلامُ عن اليمن ، وأول ما قاله لي: لماذا أنتم يا إعلاميون تظلمون بلدكم ، فلولا إلحاح قريبي لما زُرتُ صنعاءَ خشية أن يصيبني مكروهٌ مما نسمعُ ونشاهدُ عبر الشاشات المرئية ، وأضاف : إن أقاربَهُ في بلدهِ حذَّروهُ من السفر إلى صنعاء لولا قريبهم المضيف الذي يرتبطُ بعلاقات أسرية واسعة ويعرفُ اليمنَ أكثرَ من بعض سكانه قد أقنعه بالمجيء . وأضاف أنه لم يطمئن إلاّ عندما طاف بأسواق صنعاء وتعرف على الكثير من الناس ،، وعندما سألته عن انطباعه ؟ قال : لا قلق، فاليمن بخير وكبير بأهله ، لكن من سيُقنعُ الآخرين بذلك مادام والناس في الخارج لا يرون إلاّ صورَ المعارك والاحتجاجات ولا يسمعون سوى أزيز الرصاص ودوي المدافع ؟؟
ومع أن المسألةَ الإعلاميةَ متشعبةٌ وتحتاجُ إلى مقالاتٍ متعددةٍ ، لأنَّ كلَّ جزئيةٍ منها تستدعي تناولها من جميع جوانبها ، إضافة إلى ارتباط ذلك بالتوجه الإعلامي العالمي ، لكن العتبَ الكبيرَ هو على وسائل إعلامنا التي لا تتناولُ كلَّ حدثٍ بصورةٍ من التحليل الواقعي لعكس ما يجري على حقيقته ، خاصة ونحن نعيش واقعاً تعددياً مفتوحاً ، فمثلاً عندما يتظاهر مائة أو مائتان أو ألفٌ أو ألفان فهل يعني ذلك أنهم يُمثَّـلون أكثر من اثنين وعشرين مليون نسمة ؟؟ وعندما تجري حادثة اختطاف هنا أو هناك ، هل يعني ذلك انعكاسَ هذه الحادثة على أكثر من خمسمائة وثمانين ألف كيلو متر مربع ؟؟ وعندما تتمرد جماعة خارجة عن النظام والقانون في جزء عزيز وغال من الوطن ، فهل يعني ذلك أن الحياة توقفت وأصبحت مرتهنة بهذا التمرد الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة بإذن الله؟..
وأنا هنا لا أقللُّ من شأن أي حادثة ، فسقوطُ قطرةِ دمٍ من أي مواطن تدمي القلوب وتجرحُ الخواطر ، وكلُ مشكلة تحتاجُ إلى معالجةٍ سريعةٍ عن طريق البحث عن أسبابها ودوافعها ومن يقف وراءها والحلول الموضوعية لها ..
لابُدَّ أن نُدركَ أن الإعلامَ قد أصبحَ السلاح الأول في كل ساحات الحياة سواء السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الاجتماعية ، باعتباره في متناول الجميع ، وندرك أيضاً نحن ــ معشر الصحفيين ــ أننا مسؤولون أمام الله والوطن والأجيال الحالية والقادمة في تنقيةِ الأجواءِ من كل الشوائب التي تعتريها وفي تسخيرِ أقلامنا فيما يخدم المجتمع لا ما يضُرّه ، سواء في زرع قيم المحبة والتآخي والحفاظ على الوحدة المباركة باعتبارها الإشراقة الوحيدة للعرب في زمن الانكسارات ،أو النهوض بالتعليم كونه حجر الزاوية في النهوض بالمجتمعات، أو في مكافحةِ الفسادِ والمُفسدين وتعريتهم وإصلاح جميع المؤسسات.
نحن مسؤولون عندما نُحوِّلٌ خلافاتنا السياسية إلى خصامٍ بل وعداءاتٍ تنعكسُ سلباً على السكينة العامة وتُعكِّرُ من صفو السلم الاجتماعي ، وتُفكِّـكُ من نسيجِنا الواحد المُوّحد على مرِّ التاريخ ،، ومسؤولون كذلك عندما نؤطِّرُ قضايانا في الإطاراتِ الضيقة حزبيةً كانت أو مناطقية أو مذهبية أو جهوية . لذلك يجب أن نفكِّرَ ملياً بعقليةِ الصلاح لا التفريق ، البناءِ لا التخريب ،، بعقلية التقريبِ لا التباعد ، الإخاءِ لا الأنانية ،، وما علينا إلاّ أن نستثمرَ ديمقراطيتنا وصحافتنا الرسمية والحزبية والأهلية فيما ينيرُ العقولَ ويصلحُ الدربَ ويُوعّي المجتمعَ ويحاربُ الفسادَ المالي والإداري والأخلاقي ، إن كان هدفنا هو بناءُ بلدنا الذي لا يُبنى إلا بسواعدنا ولا يُخرَّبُ إلا بتواطؤِ جُزءٍ منَّا ،، ولنتقي الله فيه فهو في أمسِّ الحاجة لكل عقلٍ رشيدٍ وقلمٍ نظيف ..
alshabibi2000@hotmail.com
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن
التعليقات
مجاهد (ضيف)
15-01-2010
اعتقد اننا لو نظرنا الى الواقع بنظرة نريد معرفه الحقيقيه وليس طمسها وفرض الكذب عليها عن قصد او غير قصد ... سنعرف الكثير من الاشياء التي تحاول وسائل الاعلام طمسه كما اسلفت اخي الكريم .. الواقع في اليمن لا يدعو الى الغلق اطلاقاً .. امن وامان لا مثيل له في اي دوله من دول العالم .. ما يحصل الان هو بسبب جماعة صغيرة لا يتجاوز عددها العشرات تريد زعزعه الامن وتشتيت اليمن الذي كان مشتتاَ في الماضي واصبح اليوم بفضل الوحدة من دول العالم المتقدم .. ما اريده واطلبه من اي قارئ لهذا المقال ان يتمعن كثيراً وان يفكر بعمق عندما يصل له خبر من وسائل الاعلام اذا ما اراد ان يحكم على الوضع في اليمن.. لأن بعض وسائل الاعلام تخدم اطراف دون اخرى .. لذا ارجو التمعن قبل اتخاذ القرار .. دمتم بخير



جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)