شبكة اخبار الجنوب -
واشنطن: حققت أوبرا وينفري شهرة عالمية واسعة من خلال برنامجها "أوبرا وينفري شو" الذي يتابعه نحو سبعة ملايين شخص يوميا في 112 دولة، مما جعل إعلانها عن توقف بث البرنامج في سبتمبر/أيلول عام 2011 يحل كالصاعقة على مسامع عشاقها في مختلف أنحاء العالم.
كان هذا البرنامج بمثابة ساحة يبوح فيها ألمع النجوم والشخصيات في مختلف المجالات بأسرارهم، من منطلق سعي أوبرا الدؤوب لمساعدة المشاهدين على تغيير حياتهم عبر التعلم من تجارب الآخرين.
وبسبب هذا الهدف النبيل غزت أوبرا قلوب ملايين المشاهدين الذين أصبح البرنامج جزءا أساسيا من حياتهم اليومية مما جعلهم يتخيلون أن توقف البرنامج أمر بعيد عن الأذهان وفكرة غير مطروحة من الأساس.
وأعلنت أوبرا في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 خلال تقديم "أوبرا وينفري شو" أنها قررت بعد الكثير من الصلوات والتأملات المتأنية أن الموسم الـخامس والعشرين سيكون الأخير في عمر البرنامج.
وأكدت المذيعة البالغة 55 عاما: "أعشق هذا البرنامج، لقد كان حياتي" موضحة أنها تحب البرنامج بما يكفي لكي تعلم أن وقت الوداع قد حان.
وكشفت أنها لم تكن تتخيل عندما بدأت تقديم البرنامج في 1986 أنه سيكتسب تلك الشهرة الواسعة وأنها شعرت بالتوتر وقتها، وأضافت: "أشعر أن 25 عاما تكفي وأنه الرقم الصحيح في الوقت الصاحيح".
وتوجهت بالشكر لجميع المشاهدين الذين تابعوها بشكل يومي وسمحوا لها بالدخول إلى حياتهم ومنازلهم، وتوجهت لبعضهم قائلة: "أقول لبعض مشاهدي أوبرا إننا كبرنا سويا".
ينتظر أن تركز أوبرا بدءا من 2011 على القناة التلفزيونية التي ستطلقها باسم شبكة أوبرا وينفري، ولكنها لم تكشف بعد عن النشاط الذي ستقوم به في تلك القناة.
وأثار تخلي ملكة "التوك شو" عن عرشها جدلا واسعا داخل الولايات المتحدة، باعتبار أن برنامجها صاحب أعلى نسبة مشاهدة هناك، وأطول فترة بث.
وعلى الرغم من قرار توقف البرنامج في 2011 إلا أن أوبرا قررت مواصلة سلسلة الانفرادات في برنامجها حيث أجرت مقابلة خلال عطلة أعياد الميلاد مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما وأسرته.
وأشارت أوبرا في برنامجها إلى أن ما اطلقت عليها حلقة "عيد الميلاد المجيد في البيت الأبيض"، تجولت خلالها بالبيت الأبيض وصورت الديكورات الخاصة به والكلب الذي اقتنته الأسرة، كما طالبت أوباما بتقييم الفترة التي قضاها في رئاسة الولايات المتحدة.
ربما يخفى على الكثيرين من عشاق أوبرا وينفري، التي ولدت في 29 يناير/كانون ثان 1954 بولاية ميسيسيبي الأمريكية، أنها عانت الكثير من الصعوبات في بداية حياتها، ليس فقط لأصولها الأفريقية والحياة الفقيرة التي عاشتها ولكن لتعرضها خلال فترة المراهقة للاعتداء الجنسي.
ولم تتمكن أوبرا من استعادة توازنها النفسي إلى أن انتقلت للعيش مع أبيها، وهناك عشقت القراءة وشرعت في تنمية نفسها وقدراتها مع الوقت، وبدأت حياتها المهنية كمراسلة لإحدى المحطات الإذاعية وهي في التاسعة عشر من عمرها.
انتقلت عام 1976 إلى بالتيمور، وقدمت برنامج "الناس يتكلمون" "People are Talking" الذي كان نقطة انطلاقتها نحو عالم الشهرة بعد أن زاد عدد متابعيه على مائة ألف مشاهد.
دفع النجاح الكبير لهذا البرنامج محطة شيكاغو التلفزيونية، بولاية إلينوي، إلى تعيين أوبرا لديها وكلفتها بتقديم برنامج صباحي يومي بعنوان "صباح الخير يا شيكاغو".
وشهد عام 1986 خروج برنامج "أوبرا وينفري شو" إلى النور، وحقق في أول عام يعرض فيه أرباحا قدرت بـ125 مليون دولار، حصلت هي على 30 مليون منهم وهو ما دفعها إلى شراء البرنامج.
ساهمت شركة "هاربو برودكشن" الإنتاجية التي تملكها، في زيادة نجاح برنامجها التلفزيوني الشهير وبثه في وسائل إعلام آخرى بخلاف وسائل الاعلام الأمريكية.
وحققت أوبرا بجانب الشهرة الواسعة، مكاسب مادية طائلة جعلتها تتربع على قائمة الشخصيات العشرة الأعلى دخلا في العالم بين من تجاوزت أعمارهم الخمسين عاما، متفوقة على أكبر نجوم هوليوود أمثال جورج لوكاس وستيفن سبيلبرج، وفقا للقائمة التي نشرتها مؤخرا مجلة "فوربس" الأمريكية الشهيرة.
وبحسب فوربس، فإن أوبرا جنت في الفترة ما بين يونيو/حزيران عام 2008 وحتى الشهر نفسه من عام 2009 ما يقدر بـ 275 مليون دولار، كما قدرت ثورتها الاجمالية بـ2 مليار و700 مليون دولار.
وفي عام 2005 احتلت أوبرا المركز الثاني في تصنيف "فوربس" للشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم. "إفي"
بعد ربع قرن من النجاح.. وداعا "أوبرا وينفري شو"
