يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 04-يناير-2015
شبكة أخبار الجنوب - اراء حره رجاء حمود الارياني - شبكة اخبار الجنوب -
أكتب لأني لا أتقن شيئا آخر غير الكتابة ...

أكتب لأقذف بكل مشاعر الحزن والفقد التي تستوطنني ...

أكتب لأنطلق عن كل الأقنعة ...التي تغطيني....

لم أكن أعلم ما الفقد ؟ حتى فقدتكما ، حينها شعرت أن الحياة ناقصة ، ولن تكتمل أبداً ،.

متعب هو الشوق حين يكون لشخص تستحيل عودته إليك ، وأعلم يقيناً أنكما لن تعودا ، ولكن من يفهم قلبي إنكما هناك تحت الثرى ؟!....

...

كنت أخاف من الموت ، وحينما أخذكما مني ، أصبحت لا أخافه وأتمناه ، لأنه سيجمعني بكما.

ليس بيني وبينكما سوى التراب ، ولكنكما في قلبي وذاكرتي أحياء، لم تغيبا قط عني ، فأعذراني أن قبلت الثرى الذي يعتليكما وبللته بدمعي ، فلا أحد في الحياة يدرك معنى دموعي سواكما.

لن أشتكي رحيلكما لأحد ، سأشتكيه للورق ، ولربي حينما تنام كل العيون التي لا أعرفها !...



لقد لحق أبي بأمي وأصبحت في عداد الأيتام.

هكذا شعرت وأحسست وآمنت وأدركت فيما بعد المعنى الحقيقي لليتم ، وكم من العسير أن يعيش المرء يتيما.

لحظتها فقط ، علمت علم اليقين كم أنا ضعيفة ، وكيف أن قلبي تحطم وتبعثر لحظتها وقعت ووقع كل شيء ، لأنني آمنت أيضا أن الركن الشديد الذي استندت إليه رحل ، والناصر الكبير الذي وجدته حاضرا في كل مواقفي لم يعد له وجود.

مع تسليمي وإيماني بقضاء الله وقدره ، لم أصدق حتى اللحظة أن أبي قد مات وأحسب نفسي في رؤيا مزعجة ، فمنذ رحيله وانا أعيش في صراع بين عاطفتي الشديدة وصبري الذي أجده مهزوما أمام شوقي وحنيني لذلك الأب الذي لم يكن له بين الآباء ند أو شبيه. لصفاته العظيمة وأخلاقه الكريمة أحببته حبا جمّا ، لا أستطيع وصفه وشرح معانيه ، فهو لم يكن أبي فقط ، بل كان أخي الأكبر وصديقي الوفي ، ومثلي الأعلى كمعلم فاضل نهلت من حكمته وتواضعه وصبره وكفاحه الكثير والكثير ، ، يكفيني منه تلك الابتسامة الملائكية والصبر الجميل والحنكة في التربية الواقعية والقول اللين في التوجيه. بل إنه علمني حب الناس واحترامهم جميعا دون النظر أو التأثر بمكانتهم الاجتماعية والمالية ، وهو وإن كان من أسرة عريقة بنسبها وعلمها وفقهها ورجولتها وصدقها فإنه لم يفاخر بذلك أبدا ، بل كان يقول ان تقييم الإنسان لذاته واحتفاظه بعزته وكرامته والسير في طريق الصلاح هي أسس قيمته ونسبه عند الله والناس في الدنيا والآخرة ، وهو بدون تلك المعايير لا يساوي شيئا ولو كان نسبه من أرفع الأنساب.

أبي...ذلك الإنسان الملائكي صاحب الوجه الباسم دوما واللسان الذاكر لله والحامد لجلاله ،

فقد كان رحمه الله مصليا قائما في الليل والنهار وصائما جل أيام السنة ، مؤديا حق أهله وأقاربه وجيرانه ، قارئا للقرآن وعطوفا على الفقراء والمحتاجين.

رحل والدي تاركا خلفه سيرة رائعة أعتز وأفتخر بها ، وأتحدث عنها بثقة ، داعيا المولى عز وجل أن يحسن ضيافته ويكرم وفادته

رَّبِّ ارْحَمْهُــمَا كَــمَا رَبَّيَانِـي صَغــيرًا
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)