يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
شبكة أخبار الجنوب - نهله جبير

الجمعة, 22-نوفمبر-2013
نهله محمود جبير - شبكة اخبار الجنوب -
الموت!

بكل ثقله وجبروته، يستمر في التنامي فوق كل الأماني والأحلام، وفوق الآمال، وفوق الخذلان كذلك!

يستقوي على كل أمر، إن حضر خلت الساحات، وذهبت كل الأمنيات، ويصبح ما دونه سراباً!

لا نملك في حضوره المهيمن إلا الخنوع، وتقبله مهما كان موجعاً مفجعاً قاسياً، فالخيرة لله من قبل ومن بعد.

لطالما أمعنت التفكير فيه، ومخيلتي لم تستوعب مباغتاته تلك!

تلك المباغتات، التي تهزمنا، وتُخلف وراءها مرارات موجعة، قضاء الله ماضٍ شئنا أم أبينا، والحمد له رضاً بما قسمه علينا من أقدار، وإن غاب عنا فهم حكمته!

(اللهم لا اعتراض على حكمك).

لكن لمّا كان الموت قناصاً، أو خطأ طبياً، أو حادثاً مرورياً أو إهمال رعاية، أو رصاصة طائشة، عندها يحق لنا اعتراض سبيله، ورفض وجوده الأصفر بيننا، ولا لتلك الخيبات التي نُمْنا بها كل يوم.

قصص الموت في مجتمعنا مليئة بالتخلف والجهل الأعمى، مليئة بعنجهية الطغاة، مليئة بالتسيب والإهمال واللامبالاة، تقبع خلفها مؤامرات ولعنات، حتى يُخال أن هذه الأرواح هي أبخس سلعة تجارية في بلادنا!

الجميع يتعامل معها وكأنها ميراث شرعي يجوز بيعه واستخدامه!

حكوماتنا كلها بلا استثناء، تجاهلت حمايتها، من الجهل، ومن المرض، ومن قراصنة التهريب ومجرمي الطب، ومن نزق سلطة وجبروت المشائخ.

طفل يقتل أخاه، أباه، أمه، لا مشكلة في ذلك!

فلعبته الأولى كانت سلاحاً!

لا مشكلة في ذلك أبداً، ولم يستشعرها المجتمع كمشكلة يوماً، والأرقام في تصاعد مستمر، لمَ؟ لأن الأرواح رخيصة!

أخطاء طبية تحصد أفواجاً وأفواجا، لا رقابة، ولا نقابة يُفصل منها المخطئ، وهذا الطبيب لا موقع له في الإعراب، يستمر في عتهه وعمله وضميره مستكين، فليس هناك ما يضير في الأمر، إن هي إلا أرواح، والأرواح رخيصة، بالأمس فقط فقدت أم ابنها الوحيد، أخذ جرعته العلاجية التي أوصى بها الطبيب، دقائق وباغته الموت على هيئة نزفٍ حاد مفاجئ، لماذا؟

سيبقى الجواب عالقاً هناك في الذهول الذي أطاح بعقل تلك الأم..

في هذا التصنيف، القصص كثيرة وكثيرة جدا، إلى حد التعاسة!

ولو تكلمنا عن الحوادث المرورية والرصاص الطائش وغيرها وغيرها من الحوادث، سنجد أن الجهل، وغياب القانون والعقاب، أهم أسباب تفشيها، بل إنها أحياناً موسمية كفواكه بلادنا.

نحن شعب، ثقافته عنيدة تأبى الرضوخ للقانون، نتمسك بالعنجهية والمكابرة، وإن كلفنا ذلك أرواحنا.

ولا علاج لنا، فهي طبيعية من مكونات الإنسان اليمني الأصيل الذي لا يتخلى عن يمنيته مهما حدث.

مثلاً، نحن لا نهاب الموت عندما نريد الوصول بأقصى سرعة إلى مقاصدنا، نخالف كل قواعد المرور والعقل أيضاً، وأهم مقاصدنا "سوق القات".

ولا يقف الموت كذلك أمام رغبة طفلنا المدلل، الذي يريد تجريب قيادة السيارة!

ولا يعني لنا شيئاً أمام فرحتنا بأعراسنا وتفعيلها بعدد من الموتى!

خاصة وأن الأرواح رخيصة!

ماذا يمكن أن يقال ؟ لا كلمات ولا دموع ولا حسرات، كلها لا تفي بالغرض.

لن نستطيع استيعاب كل هذه المواجع!

نهرب منها إلى الهجرة، ونهرب منها إلى أحضان الحروب والاقتتال، وإلى الجنون في أقل تقدير.

الجهل وغياب القانون طرفا معادلة مؤداها الجنون بعينه، فالمنطق يرفض تقييم عقلية اليمني، ويعجز عن تصنيفه، لذلك...

الجنون هو صبغة لليمني الأصيل، أفعاله جنون، ردات فعله جنون.

شعب يقاوم القانون، ويقاوم النضوج، ويقاوم الجمال والحق والخير بكل جنون.

ملاحظة: لا تعتقدوا أن المنطق تحامل على الشعب اليمني، فالمسؤول والطبيب والكاتب والمعلم والمهندس والمثقف، والحكومة، كلهم صور ونماذج من هذا الشعب اليمني، لا تمايز بينهم إلا من رحم ربي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)