يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الجمعة, 08-نوفمبر-2013
شبكة أخبار الجنوب - نجلاء البعداني نجلاء ناجي البعداني - شبكة اخبار الجنوب -
قد نحتاج ألف سنة أو يزيد لنغسل هذا الغشاء الذي علق بديننا وتطهير أنفسنا وعقولنا من ثقافة الحقد والكراهية للآخر ونكبح هذه الرغبة المجنونة في الانتقام والقتل وسفك دماء كل من يخالفنا الرأي أو يتعارض مع مصالحنا.. أنانية مفرطة وهوس بلاحدود هو من يسيطر علينا ويتحكم بكل تصرفاتنا وهو أيضاً من يحدد علاقتنا مع الطرف الآخر عدونا الافتراضي.

قبل أيام صادف وجودي في مكان كانت تعقد فيه ندوة فكرية حول واقع العرب والمسلمين اليوم نظمتها إحدى الجاليات المسلمة في الغرب الأمريكي، فأردت أن أكون من زمرة الحاضرين رغبة في الاستفادة وحباً بالمعرفة ليس إلا.. فأنا من أمة العرب والمسلمين يحزنني ما يحزنهم ويفرحني ما يفرحهم.. ومع بدء الفاعلية أعطي الحديث لأحد الإخوة المشائخ اليمنيين الذي بدأ حديثه بدعوة الحاضرين إلى الوقوف لقراءة الفاتحة على شهداء ميدان رابعة العدوية في مصر وعلى أرواح المجاهدين في سوريا... إلخ.. ولأني شغلت في البحث عن قلم في حقيبتي لم أنتبه لدعوته ولم أقف مع الآخرين.. هذا الموقف أثار استياء وغضب المشائخ وبعض الحاضرين الذين بدأوا يتهامسون، معتبرين أن ماقمت به كان مقصوداً، وبعد صمت سمعت أحد الحاضرين وهو يقول :عفواً يامولانا الأخت يمنية ومن بقايا النظام.. تعريف مختصر كشف لهم حقيقة من أكون، هز المشائخ رؤوسهم ومسحوا على لحاهم وبدأوا في إلقاء محاضراتهم التي لم تخل من لغة التحريض وإثارة الحقد والكراهية بين العرب والمسلمين بعد الحديث عن المؤامرة التي يتعرض لها الاسلام في مصر وتونس واليمن وسوريا... إلخ من قبل القوى المعادية بغرض إجهاض المشروع الاسلامي الذي بدأ يتشكل، وخلصوا إلى القول :إن كل من يعارض جماعة الإخوان هو عدو الله ورسوله والمسلمين، وحكمه حكم الخارج عن الاسلام وبعبارة أدق كافر.. وبحسب هؤلاء فقد حُصر المسلمون بجماعة الإخوان ومن يدور في فلكهم، أما الآخرون فهم من بقايا كفار قريش وجب جهادهم وتطهير الأرض من دنسهم.

إذاً هؤلاء فقط هم الفئة الناجية وهم وحدهم المسلمون، أما الآخرون بكل مسمياتهم ليسوا أكثر من علمانيين وخوارج وملحدين وروافض وشيوعيين ونصارى ومجوس... إلخ.. ولأنني من بقايا النظام فقد شملني هذا التصنيف ودخلت في إحدى الفرق الضالة ووجب على المشائخ أن يقدموا لي النصح ويطلبوا مني أن أستغفر لذنبي وأرجع إلى الله بقلب سليم، ولا أكون من الذين يحاربون الله ورسوله بمحاربة أوليائه الصالحين والمسلمين من عباده، ولم ينسوا أن يذكروني بأن بعض مقالاتي فيها انتقاص واستهزاء بعلماء المسلمين ودورهم واتهامهم بإثارة الفتن المذهبية، وهذا لايجوز، فلولا العلماء والمشائخ لضاع الدين واندثر.. وحين سمعت أذان العصر من داخل المسجد، حيث تعقد الندوة طلبت الانصراف لأداء الصلاة، هذا الطلب آثار استغرابهم وبدأوا يتلافتون والحيرة تملأ وجوههم وخلت أنهم يتساءلون :كيف هذا من بقايا النظام وتصلي؟ أم أن نصائحهم قد أثمرت وهذه أول خطوة في طريق الصلاح!!

فياهؤلاء مالكم كيف تحكمون؟ من كان معكم كان مسلماً خالصاً، ومن خرج عليكم خرج عن الدين الاسلامي، ومن خالفكم خالف الشريعة المحمدية ،ومن لم يناصركم ويصطف معكم ويقف إلى جانبكم مارق زنديق وممن أضلهم الشيطان.. إن كنتم تعتقدون أنكم عباد الرحمن المخلصين والاتقياء الزاهدين فعليكم أن تتحلوا بصفات وسلوكيات من تعتقدون أنكم منهم، وإن كنتم ترون أنفسكم حماة الدين والمحافظين على شرائع الاسلام وسننه فخذوا الرسول(صلى الله عليه وسلم)وأصحابه والتابعين لهم قدوة حسنة لكم في تعاملكم مع الآخرين من إخوانكم العرب والمسلمين واسترجعوا سيرتهم العطرة لتروا كيف دانت لهم الدنيا، وكيف كان سلوكهم وتعاملاتهم حتى مع ألد أعدائهم، وحينها ستدركون وتعرفون أن من تسمونهم بقايا النظام والمختلفين بالرأي معكم هم مسلمون أيضاً وإخوانكم وليسوا من بقايا كفار قريش كما تعتقدون.

"الجمهورية"
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)