شرع الآلاف من حجاج بيت الله الحرام الاربعاء في التوافد من مقرات سكناهم المؤقتة إلى منى لبدء مناسك الحج وقضاء يوم التروية والمبيت هناك قبل الوقوف صباح اليوم بصعيد عرفات.

يأتي ذلك فيما تحوّل حجّ المسلمين إلى ظاهرة تستقطب اهتمام العالم مؤشرة إلى أهمية الكتلة البشرية التي تدين بالإسلام وقوامها أكثر من مليار ونصف المليار من البشر عانوا طوال السنوات الماضية حملات تشويه وسوء فهم بدأت بوادر زواله تلوح، من خطوات محمودة لبعض الساسة الغربيين.

فقد وجّه رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الأربعاء رسالة قدّم فيها أطيب التمنيات لجميع المسلمين الذين يؤدون فريضة الحج لهذا العام في السعودية.

وقال براون في رسالته: "إن 25 ألف مسلم بريطاني تقريبا يسافرون إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج السنوية، وأنا فخور بأن حكومة المملكة المتحدة كانت واحدة من أوائل الدول في العالم الغربي ترسل وفدا إلى هناك لتوفير الخدمات القنصلية والطبية للحجاج البريطانيين".

واضاف: "هذه الفترة هي بالطبع وقت للتأمل الشخصي العميق، ولكنها أيضا وقت لاحتفال كبير، واتمنى حجا مبرورا لجميع الحجاج وعيد أضحى مباركا لكم جميعا".

في الأثناء يشهد موسم هذا العام حج جدة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطوة قرأ فيها ملاحظون رمزا للجمع والتسامح بين المسلمين والمسيحيين ممثلين بأوباما المتحدر من أصول افريقية مسلمة.

وحلت سارة أوباما إلى مدينة جدة لأداء فريضة الحج هذا العام ضمن حملة ضيوف العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وذكرت صحف سعودية أن جدة الرئيس الأمريكي البالغة من العمر سبعة وثمانين عاما وابن عمه عمران وتسعة من أبناء مسقط رأسه في قرية كوجيلو الكينية لأداء فريضة الحج، واعتبروا أبرز الحاضرين ضمن بعثة الحج الكينية والأفريقية.

وبدأ موسم الحج يلقى اهتماما اعلاميا واحتفاء دوليا من مختلف وسائل الإعلام. وتجلى ذلك في مشاركة اكثر من ألف صحفي محلي واجنبي مسجلين لدى وزارة الاعلام السعودية في تغطية موسم الحج لهذا العام، منهم 85 يمثلون وكالات الانباء وشبكات التلفزيون العالمية و300 من الدول العربية والاسلامية و300 صحافي محلي من المملكة اضافة الى 400 صحافي من التلفزيون السعودي الرسمي.

و توفر وزارة الاعلام السعودية مراكز اعلامية في مكة والمشاعر المقدسة "منى وعرفات" لمساعدة الصحفيين على الحصول على المعلومات في اعداد تقاريرهم وفي بثها الى مؤسساتهم الاعلامية.

وتوجهت أمس حشود الحجاج سيرا على الأقدام أو بالحافلات باتجاه وادي منى إلى الشرق من مكة المكرمة، في استعادة لرحلة قام بها النبي محمد "ص" قبل 1400 سنة.

وعلى وقع دعاء التلبية "لبيك اللهم لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك"، أمضى الحجيج نهار أمس في الصلاة والتأمل، قبل أن يبيتوا ليلتهم في آلاف الخيم التي نصبت في منى.

ومنذ أمس فجر امتلأت كافة الطرقات والشوارع في مكة المكرمة بالحافلات المتوجهة إلى منى وسط ازدحام واضح ومع انتشار آلاف من عناصر الأمن لتنظيم حركة المرور.

واتسمت حركة السير بالسهولة واليسر نتيجة دقة التنظيم ورحابة الطرق التي تربط بين مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وتعددها واستخدام التقنية الحديثة في تصميمها.

ويتولى اكثر من 100 ألف ضابط وعنصر أمن تنفيذ خطة أمنية وضعتها المملكة لمواجهة كافة التحديات الأمنية على حد قول مدير الأمن العام السعودي الفريق سعيد بن عبد الله القحطاني.

كما تم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه.
يتبع ....

في رحلة إيمانية تجسد الوحدة الإسلامية والامتثال لأوامر الله وسنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم، توجه حجاج بيت الله الحرام اليوم إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية " اليوم الثامن من ذي الحجة " استعدادا ليوم الحج الأكبر بالوقوف بعرفات يوم غد.

حيث سيقف ضيوف الرحمن غدا على صعيد عرفات الطاهر رافعين أكف الضراعة والرجاء يطلبون مغفرة الله ورحمته ورضوانه.

وكانت لجان التوعية والإرشاد ببعثة الحج اليمنية، قد نفذت اليوم حملات توعوية إرشادية بين أوساط الحجاج لتعريفهم بالطرق المتبعة في أداء مناسك التروية والوقوف وقضاء أيام التشريق، اتفاقا وإقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وفي ذات الصدد وجه وزير الأوقاف والإرشاد حمود الهتار وكالات الحج بمتابعة أوضاع الحجاج اليمنيين، وعمل كل مايلزم لضمان راحتهم وسلامتهم في مخيمات منى.

وأكد أهمية إتباع التعليمات والإرشادات الخاصة بأداء المناسك حتى يتسنى لهم تأديتها بأمان وطمأنينة.