أكدت مصادرأن حالة إنكسار وإحباط نفسي غير مسبوق دبت في أوساط عناصر الإرهاب الحوثي خلال اليومين الماضيين، وأن ذلك تسبب في تاجيج خلافات واسعة بين القيادات الحوثية بلغت حد الاشتباك بالأسلحة النارية بينها البين، وإعلان أخرى عصيانها، فيما تقاطرت أفواج غفيرة من المسلحين الحوثيين خلال الـ24 ساعة الماضية لتسليم أنفسهم، بعد قيام السلطات بتوزيع منشورات تمنحهم الأمان.

وأفادت المصادر: أن تبادل الاتهامات في تحميل مسئولية الهزائم التي منيت بها مليشيات التمرد على الجبهتين اليمنية والسعودية أجج صراع قيادات التمرد الذي بلغ أمس الخميس حد الاشتباك بالسلاح بين "علي السياني" وقيادي آخر يدعى "أبو حزام"، وإصابة الأول بطلقين ناريين ومقتل أحد مرافقيه، وقاد أيضاً إلى إنهيار القوة التي كانت مرابطة في منطقة "الجبل الأسود".

 في نفس الوقت تؤكد الأنباء الواردة من مدينة صعدة أن أحد فصائل التمرد التي يقودها شخص يكنى بـ"أبو حمد"، أعلنت مساء أمس الخميس عصيانها، ورفضت تنفيذ أوامراً أصدرها عبد الملك الحوثي للانضمام إلى القوة التي شنت الهجوم الـ(20) على القصر الجمهوري بصعدة، وترددت- أنباء لم يتم تأكيدها بعد- بأن المسلحين التابعين لـ"أبو حمد" سلموا أنفسهم فجر اليوم للسلطات المحلية بصعده، غير أن قائدهم "أبو حمد" ما زال مختفياً ومجهول المصير، ويسود اعتقاد بانه قد تمت تصفيته من قبل الحوثي.

مصادر رسمية بصعدة أكدت أن عناصراً قيادية "مهمة" في التمرد أجرت اتصالاتها أمس الخميس عبر وسيط ثالث، وأنها تفاوضت على ترتيبات معينة– رفضت المصادر الكشف عنها- تمهيداً لتسليم نفسها.

وأكدت المصادر ذاتها: أنها تلقت بلاغات مؤكدة من عدد من المشائخ في "كتاف" و"الصفراء" تفيد بقيام عشرات   المسلحين بتسليم أنفسهم، في نفس الوقت الذي أشارت إلى أن قيادة القوات المسلحة في مدينة صعدة استقبلت خلال الـ(24) ساعة الماضية ما يزيد عن (250) مسلحاً ممن قاموا بتسليم أنفسم عبر وسطاء مختلفين، فيما تنتظر وصول مئات أخرى ممن لا زالوا في عهدة مشائخ وأعضاء مجالس محلية، وشخصيات اجتماعية بعد ان سلموا أنفسهم لهم عقب النداء الذي وزعته قيادة القوات المسلحة. 

وعلى صعيد سير المعارك، فقد واصلت القوات اليمنية اليوم الجمعة زحفها في محور سفيان، وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن وحدات الجيش نجحت خلال اليومين الماضيين في تقطيع أوصال سفيان وفصل مناطقها بعضها عن بعض، وإحكام الحصار عليها.. إذ واصلت وحدات من لواء العمالقة وسرايا أخرى متجحفله معه اليوم الجمعة عمليات اقتحام وتطهير واسعة لمعاقل الحوثيين في "البركة، وبسطت سيطرتها الكاملة عليها.. فيما حلق الطيران بكثافة، موجهاً ضربات موجعة للحوثيين في المناطق المحاصرة، تمهيداً لاقتحامها.

غير أن العمليات في قطاع الملاحيظ كان أشد ضراوة، حيث أحرزت وحدات عسكرية وأخرى شعبية تقدماً كبيراً أسفر عن فرار مئات المسلحين باتجاه الحدود السعودية من جهة شمال جبل الدخان، وغربي جبل "الدود"، إلاّ أن القوات السعودية كانت لهم بالمرصاد.

وتفيد مصادر أن المملكة العربية السعودية رفعت منتصف الأسبوع الماضي من جاهزيتها وعززت هذا المحور بقطاعات إضافية بينها فصائل من الوحدات الخاصة "الصاعقة"، استعداداً لمواجهة المسلحين الحوثيين الذين يواجهون زحفاً شرساً على الجانب اليمني، يضطرون على أثره إلى الفرار باتجاه المنفذ الحدودي الوحيد مع المملكة، والذي تمنحهم تضاريسه الوعرة فرصة الاحتماء به، ريثما تسنح لهم فرصة التسلل إلى جبل الدخان أو الدود المواجه لقطاع الملاحيظ.

ومع اشتداد الهجوم اليمني على الملاحيظ، فقط خاضت القوات السعودية خلال الـ(72) ساعة الماضية معاركاً شرسة للغاية بمواجهة المسلحين الحوثيين، وأسقطت منهم ما يزيد عن (90) قتيلاً وضعف العدد من المصابين خلال أقل من ثلاثة أيام- طبقاً لتقديرات مصدر عسكري سعودي، الذي أشار أيضاً إلى إلقاء القبض على ما يزيد عن (150) آخرين، حاولوا التسلل عبر عدة مناطق حدودية مع اليمن.

وقد شوهد الطيران السعودي صباح اليوم وحتى الظهر وهو يسدد ضربات جوية على معاقل الحوثيين في تباب جبل الدخان، وجبال الدوّود، ووادي الموقد، والحصامة.. كما تواردت أنباء عن حدوث اشتباكات في "الخوبة" بين مجموعة مسلحة حاولت اختراق المنطقة وبين وحدة من قوات الصاعقة السعودية، واستمرت المواجهات لحوالي الساعة والنصف، تم خلالها دحر المهاجمين وقتل العديد منهم.