كل شيئ في هذه الدنيا يحتاج الى  بحث وتنقيب ومن ثم صقل وتهذيب  -   ابو شاعر المضلع شاعر الحب والجمال لم تكلف الجهات المعنية نفسها عناء البحث والتنقيب  عنه وعن امثاله لكنه وحده  من صقل موهبته وهذبها .

تأثر بمن جالسهم من كبار الادباء  وقساوسة الكلمة والمعنى  اخذ عن  كل من استهوته عباراتهم  لكنه كان وما يزال مقلا في عطائه الادبي  -  اسباب كثيرة قد تقف حجرا عثرة في طريق المبدع  وهي نفسها  تقف  في طريق  راهب الحرف والكلمة  ( ابو شاعر ) قد تكون الظروف الاقتصادية  للمبدع واحدة منها ان لم تكن معظمها .

شاعرنا استهوته في الدنيا امور كثيرة  لكن  اثنتين منها استوطنت منه موقع  القلب  وحقق فيها نصيب  ( العشق والزينه )  عشقه للمرأة وعشقه للطبيعة وعشقه للفن  ... الخ من امور عشق سرمدي لا ينتهي عند حد معين  واما الثانية  فهي الزينة ولا اقصد هنا زينة الملبس والبهرجة فابو شاعر رجل بسيط ببساطة الارض اليمنية  وطيب كطيبتها لكن المعنى هنا هي  الشطر الثاني من قوله تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )  .

زيجاته الكثيرة وعشقه  الذي تجسد في كل تفاصيل حياته  الادبية  والطبيعية  جعلاه  أب  بامتياز لذلك وبرغم جفاء الحياة الدنيا في حقه الا انه نال منها نصيبا  بزينة الابوة  .

رغم كتاباته وابداعاته  الا ان كل ذلك ظل حبيس الادراج او بداخل صاحبه حبيس المزاج  وحده الوزير الرائع / خالد الرويشان استطاع اقناع ( ابو شاعر المضلع ) باصدار باكورة اعماله  ديوانه الشعري ( قناديل النجوى )  الذي صدر ونزل الى الاسواق واختفى كما لو ان الارض انشقت وابتلعته  تاركا تساؤلات هل بيعت كل نسخه ام ماذا حدث  لكن الخلاصة ان الديوان رأى النور بل وشجع صاحبه على اصدار ديوانه الثاني الا ان  خروج  الاستاذ/ الرويشان من الوزارة  اخرج معه من رأس ابو شاعر فكرة تكرار التجربة  وتناسى او نسي موضوع اصدار ديوانه الثاني .

لا غرابة فابو شاعر مثله مثل اي مبدع في وطن النسيان  يستطيع ان يخرج من فمه  وعقله وقلبه درر من القول لكنه غير قادر على ادخال  اكثر من رغيف خبز ناشف الى فمه ومعدته  وكما قلت وكررت الظروف الاقتصادية لادبائنا وشعرائنا ومبدعينا  وقفت دون الابداع الغزير لكنها ولدت ابداع فقير هو اقوى وابلغ  واوضح  من ان تشرحه السطور ولعل تطفل المستشعرين على الشعر ورجالاته  والذي  بدوره  جسد القول اقلب حجر تلقى شاعر وكلهم  متأكدون انهم شعراء بل وفطاحلة في الشعر في الوقت الذي  لا يراهم الاخرون كذلك  كل ذلك حال دون ظهور ابو شاعر بالشكل المطلوب لكن الحال يقول اننا فيما يشبه البحر لا تطفو ولا ترى فيه الا الجيف  وتبقى الجواهر في الاعماق .

طلبت من ابو شاعر ان  يحضر معي عزومة خاصة لدى احد الاصدقاء الميسورين  خاصة وان العزومة اعدت خصيصا على شرف الدكتور/ عبدالعزيز المقالح والاديبة الكويتية / ليلى العثمان  والاستاذ/ محمد عبدالسلام  وكنت من وراء اصراري على صحبة ابو شاعر ارغب في تقديمه لهولاء العمالقة مستغلا فرصة العزومة  لكن المفاجأة كانت عند وصولنا وقبل ان اقدم ابو شاعر لهم وجدت الدكتور / عبدالعزيز المقالح اطال الله في عمره يقول اهلا بشاعرنا الرائع  يقصد ابو شاعر المضلع عندها وجدت ان ابو شاعر هو من يجب ان يعرفني  وليس العكس  - واتضح لي من ذلك الموقف ان ابو شاعر معروف بشكل جيد لدى عملاق الادب العربي المقالح وهو كذلك الحال لدى الاستاذ الكبير / محمد عبدالسلام  .

يعرف الكثير ويعرفه الكثيرون لكنه يؤثر الصمت على الكلام بالرغم من ان  بضاعته الكلام  باختصار شديد هذا هو الشاعر البسيط ( ابو

شاعر المضلع )  ابن دمت  المحب للجمال  العاشق للطبيعه   .

ارجو  اخي وصديقي ان اكون قد  اوفيتك ولو جزءا يسيرا مما تستحق  لانك  بحر من الصعب سبر اغواره  .

وهي رسالة الى الجهات الرسمية  مفادها اين الاهتمام بالمبدعين حقا وليس المنافقين والمتزلفين وحملة المباخر فمن تحدثنا عنه هو شاعر من اجل الشعر واديب من اجل الادب  وعاشق من اجل العشق  لا يريد  ظهورا ولا يحمل بخورا وكفى  .