شبكة اخبار الجنوب - حاوره - فيصل الغياث -
النائب البرلماني الشيخ سنان العجي لـ»التميُّز» :

نحن لازلنا «النظام الحالي» والحكومة لم تقم بشيء

تقرير أراضي الحديدة تناول 300 نافذ و 80 % من الأراضي المنهوبة ملك للدولة
هل انتهت أعذار المشترك أم اكتملت عُقده في مناشير الأزمة الوطنية ؟

نتمسك بالتنفيذ الحرفي للمبادرة الخليجية
وكرة الحوار في ملعب الأحزاب والقوى السياسية

النائب البرلماني الشيخ سنان عبدالولي العجي - مقرر لجنة الشؤون الدستورية والقانونية بمجلس النواب – رئيس اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق التي نزلت إلى محافظة الحديدة خلال العام 2010م ميدانياً واطلعت على ما يدار هناك من نهب للأراضي سواء ما يخص المواطنين منها أو الدولة ، ورفعت هذه اللجنة تقريرها ليشمل أربع جهات حكومية ملزمة بالتنفيذ .
حاورته التميز واتخذ الحوار ثلاثة محاور رئيسية هي : قضية الأراضي في محافظة الحديدة وأين وصلت ؟ وقضية الحوار الوطني وإمكانية نجاحه ، والجديد الذي يدور على الساحة اليمنية وكيفية المخرج من هذه الأزمة .. بالإضافة إلى قضايا أخرى كانت على هامش هذا الحوار الذي لا تنقصه الصراحة والوضوح فلنتابع .
حوار / رئيس تحرير صحيفة التميز

-إلى أين وصلتم في قضية أراضي الحديدة التي ترأسون اللجنة البرلمانية التي قامت بالنزول إلى المحافظة ورفعت تقريرها إلى مجلس النواب ؟
أشكركم أولاً في صحيفة التميز التي أتمنى لها أن تكون متميزة فعلاً ، وتكون متميزة في استنباط وعرض الحقائق ، وأتمنى كذلك أن تكون متميزة في الحيادية التامة والانحياز التام للمصلحة العليا للوطن قبل أن تكون منحازة لأية جهة أو حزب أو فئة ؛ لأن المصداقية في الصحافة أعتقد أنها المعيار الكبير ، وهي الرصيد الأكبر بالنسبة لكم إذا ما نهجتم هذا المنهج .
الحقيقة قضية أراضي الحديدة قضية شائكة ، ومرت عليها فترة أكثر من ثلاث سنوات ، وبالتالي أجزم بأنكم اطلعتم على تقرير أراضي الحديدة .. تقرير أراضي الحديدة خرج بعدة توصيات ألزمت أربع جهات منها :
الداخلية والدفاع والعدل وهيئة الأراضي والمساحة والسجل العمراني .. هذه كلها ملزمة بموجب التقرير بأن تنفذ كل التوصيات التي تطرق إليها تقرير تقصي الحقائق للجنة البرلمانية المكلفة بالنزول والتي تشرفت برئاستها .
وأعتقد أن الأزمة التي دخلت على البلاد أعاقت متابعة المجلس لتنفيذ هذه التوصيات من قبل الجانب الحكومي ، ومحافظ المحافظة يتابع ذلك ومشكوراً على تعاونه معنا ، وقبل شهرين أو أقل بدأ العمل في حل مشكلة حرم مطار الحديدة ، وهذه مقدمة المشاكل الكبيرة جداً . وهناك تعسفات كثيرة كانت تحصل سواء كان في حق المواطنين أو أملاك الدولة . أيضاً قرية منظر وأجدها فرصة عبر صحيفتكم أن أشد على يد المحافظة أكرم عطية بأن لا تظلم هذه القرية وهو محافظ لمحافظة الحديدة .. صحيح بدأت حلول للكثير من القضايا فيها ، لكني أتمنى أن يرفع الظلم عنها كونها بالنسبة لي تمثل أكثر ماساة واجهتها في محافظة الحديدة .
طبعاً الوضع هذا لا يمكن السكوت عليه وإنما الكرة أصبحت في مرمى الجهات التنفيذية أي الحكومة على اعتبار أن الأربع الجهات يجب أن تنفذ هذا الجانب ، ونحن في المجلس يجب أن نذكر بين كل حين وآخر ونسعى إلى الزام هذه الجهات بتنفيذ توصيات لجنة مجلس النواب . وبالتالي أيضاً الأخوة في السلطة المحلية في محافظة الحديدة لهم الحق أن يستعينوا بهذا التقرير ويطالبوا الجهات المعنية بأن ينفذوا ذلك على أرض الواقع .

لسنا سلطة قضائية

- هناك لغط وغموض يكتنف بعض الحقائق .. هل بالإمكان توضيحها لنا ؟
أعتقد أن هذا اللغط  للأسف الشديد سواء كان عند الأشخاص أو الإعلام  مردود عليهم أولاً نحن كلجنة تقصي حقائق لسنا قضاة أو المحكمة المعنية بإدانة الناس أو تبرئتهم .. نحن لجنة تقصي حقائق تلقينا شكاوي من المواطنين ، ومن الحرص ومن باب المسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقنا أن نتعامل مع كل الشكاوي التي تلقيناها من المواطنين وعكسناها على تقريرنا ، وبالتالي أيضاً تقبلنا ردود المشكو بهم .ومعنى ذلك أن اللجنة كانت منصفة ، وهذا ليس من باب المجاملة لأنفسنا كلجنة ولكن أعتقد أن هذا هو الواقع الذي حصل
فبما أننا عملنا مصفوفة الشاكي وموضوع الشكوى والمشكو به ورد المشكو به ، فأعتقد أنه إنصاف كبير جداً ؛ على اعتبار أنه في البداية والنهاية الذي يجرم أو يبرىء هو القضاء ولسنا نحن .
وبالتالي أؤكد وأكرر وقلتها في أكثر من مناسبة أنه لا يعني بأي حال من الأحوال أن هذه الأسماء التي وردت أنها مدانة ولا يعني بالتالي أنها مبرأة .. وللمرة الألف أكررها حتى لا يأخذ الإعلام الجانب الخطأ وكذلك المشكو بهم ؛ فلو أن هناك قصداً لأحد أعتقد من المعيب جداً على اللجنة أن تعمل مثل هذا الكلام .
وكذلك من المعيب على من اطلع على الأسماء أن يقول أن هناك شخصاً مقصوداً دون آخر ؛ لأن التقرير تناول أكثر من 300 شخصية اعتبارية .

سذاجة مذمومة

• ماهي الصعوبات التي واجهتكم ، وهل انتهت مهمة اللجنة إلى الآن ؟
عادة لجنة تقصي الحقائق تعمل تقريرها وتوصياتها وترفع ذلك إلى الحكومة للإلتزام بالتنفيذ ، لكن في هذه القضية بالذات المجلس منحنا حق متابعة الجانب الحكومي وكلف بجانبنا نائب رئيس مجلس النواب المحافظ الحالي لمحافظة الحديدة المهنس / أكرم عطية الذي نكن له كل احترام وتقدير .
لكن المعني الآن بذلك هو الجانب الحكومي ، والمجلس يفترض أن يتابع ذلك . أما الصعوبات فكانت كثيرة وكثيرة جداً ، من قبل بعض المسؤولين التنفيذيين وبعض النافذين والأمر الأكثر إيلاماً أن المشكلة تكمن في بعض المواطنين ، ولا أقول أبناء تهامة كلهم فأبناء الحديدة وأبناء تهامة بشكل عام هم من أطيب الناس ، والرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال  أرق قلوباً وأطيب أفئدة يمكن المقصود بها أهل تهامة وليس اليمنيين ككل ، لكن هناك بعضهم - مع احترامي الشديد - تصل بهم هذه الطيبة إلى السذاجة ؛ فالبعض منهم أتى يشتكي وهو البائع ، والبعض أتى يشتكي وهو الشاهد على المبيع !
وهنا إشكالية .. أنا أوجهها من خلال صحيفتكم التميز نصيحة لبعض الإخوة من أبناء الحديدة أنهم يترفعوا نوعاً ما ؛ لأن النافذ الذي أتى يشتري معاد أو اثنين وأخيراً أصبحت عشرة أو عشرين معاد ، فإن السبب هم في هذا - للأسف الشديد - فأتمنى أن يعوا مثل هذه القضية . كما أنه يجتمع أكثر من 4 أشخاص ويقولون هذا حرم القرية أو حرم كذا ، ويبيعونه لشخص ما ، ثم يأتون يشتكون ! وهذه من ضمن الأخطاء والصعوبات . ولكن ذلك لا يبرر للنافذين استغلال مكانتهم ونفوذهم وإمكانياتهم ولأخذ كثير من الأراضي ، لكنني أقول - وهذا للأمانة - أن الأراضي المنهوبة فيها ما لا يقل عن 70-80% هي أراضي أملاك للدولة وما دونها حق المواطنين .

- ألم تلاحظوا أن هناك مواطنين كانوا مجبرين من قبل بعض المتنفذين ؟
 قد يكون هناك مجبرين لكن هناك من باع ومن شهد .. لا أعتقد ذلك ، لأنه لا يضيع حق ووراؤه مطالب على الاطلاق .

قضية حرم المطار

- ماهي قصة أرض حرم المطار باختصار ؟
قصة حرم المطار واضحة للأسف الشديد ؛ لأنه كانت هناك لجنة مكلفة من الدفاع الجوي والتخطيط والمساحة والأراضي ، والمعالم واضحة لحرم المطار .. الاعتداءات كانت تحصل على المواطنين من خارج حرم المطار ، لمسناه فعلاً ، وهناك نافذين إلا أنهم لم يتعرضوا لما تعرض له أبناء قرية منظر ، لكن هناك أراضي مملوكة لمواطنين . وعلى سبيل المثال مزرعة الحمادي الجميع يعرفها بأنها من أقدم المزارع في محافظة الحديدة ، هذا ملك شخصي فعلاً ، ولكن كونها داخل حرم المطار لا يمنع ذلك أن يكون التعويض العادل وفقاً للدستور أو يتركوا هذا المواطن يعمل في مزرعته . ومثلها كثير من القضايا ، لكن المطار مصلحة عامة للبلاد قبل الحديدة ، شريطة أن لا يكون ذلك عبر التعصب وقهر الناس وتعسفهم وقهرهم على أملاكهم .. هناك دستور يحمي الناس وفيه مادة صريحة تقول : تنتزع الملكية الخاصة لمصلحة عامة وبتعويض عادل ، وليست تنتزع لله في لله . وأعتقد أن الأخوة في السلطة المحلية قد قاموا بدور جيد في الفترة الأخيرة ، وأنا تابعت ذلك عبر الإعلام أو الاتصالات من قبل بعض المعنيين بأن القضية بدأت تتحلحل وأنا متأكد أنها ستحل في ظل جهود الأخ أكرم عطية وأيضاً الأمين العام .

- كيف كان تعاون الجهات المعنية معكم ؟
التعاون هناك كان موجوداً ولكن لم يكن بالصورة المطلوبة ؛ لأنه عندما تكون مسؤولاً في المحافظة يفترض أن تنصف أبناء المحافظة مبدئياً ولا تنتظر من الآخرين أن يأتوا لإنصاف المواطنين في محافظتكم !
ومن ضمن التصرفات الخاطئة أن هناك من قام بإقفال الشوارع بحجة أن الأرض ملكه ، وهذه مشكلة ومسؤولية الأمن والمحافظ والسلطة المحلية ، فالشارع مصلحة عامة وليس لشخص .. لكن الحمد لله هناك كثير من الأمور حلت ونحن هناك ، وعلى سبيل المثال : أذكر لك قضية مشروع الكنداسة .. هذا المشروع الذي حصلت بسببه الإشكالية الكبيرة فيما بيننا وشرطة الدفاع الجوي ؛ حيث لم يكن المشروع ضمن حرم المطار على الإطلاق لأنه خلف الشارع تماماً ، بعد الشارع بكثير ، وهناك أراضي ما قبل الشارع قريبة من المطار لنافذين لم التعرض لها ! كان أحد المستثمرين ويدعى جمال باشا كلما يحصل على موافقة منهم برفع السور إلى مستوى متر أو أكثر يقومون بهدمه !! اللجنة قامت بدورها ، ولم نتحرك من الحديدة إلا بعد ما بدأ العمل ولم يعترضه أحد .. وهذه مصلحة عامة للمحافظة وللعامة أيضاً ، وقد تعاملنا بحكمة وهذا واجبنا ولا بد أن نقوم به .

- وهل كان هناك دور للهيئة العامة لأراضي الدولة ؟
نحن استندنا على وثائق وأراضي الدولة ، ولسنا معنيين بالتحديد لنسبة هذه الأراضي .. لكن ما شاهدناه في سجلات مكتب أراضي وعقارات الدولة والشكاوي في المحاكم وغيرها- كما قلت - هذه النسبة تصل إلى 80% وبالتالي للأسف تضيع أراضي من أملاك الدولة . والمكتب يفتقر إلى أتعاب المحاماه ، والنافذ يدفع ملايين الريالات في المحاكم ليحصل على الحكم فيما الجانب الحكومي يتعثر في أتعاب المحاماة ! ولا أستبعد أن هذا حاصل في معظم المحافظات . ويفترض أن يعمل هناك إسقاط جوي لكل أراضي الدولة ، وأن تسور وتعلم وتحدد حتى لا يكون البسط والنهب موجوداً بهذه الصورة البشعة .. وهذه توصية للجانب الحكومي .
تغليب المصلحة الوطنية
- كيف تنظرون إلى عملية إنجاح الحوار الوطني ؟ وماهي الأمور التي تعيق الاستعدادات والتهيئة له من وجهة نظرك كبرلماني ؟
ليست نظرتي وحدي بل نظرة الشعب اليمني كله .. الشعب اليمني الآن يترقب ومتفاعل ، وأمله الوحيد للخروج من هذه الأزمة الخانقة في انجاح مؤتمر الحوار الوطني .
الكرة في مرمى قادة الأحزاب وقطبي العمل السياسي وبقية الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ، والمشاركة مفتوحة ، وأتمنى أن يأتي الجميع إلى هذا المؤتمر بنفوس منفتحة ونوايا صادقة ؛ لأن المصلحة العليا للوطن أكبر من الأحزاب وأكبر من مسميات الأشخاص وأكبر من كل المصالح الحزبية الضيقة والفئوية والمناطقية .. الوطن أسمى وأكبر . فإذا ما أتوا صادقين النوايا ، والنية تسبق العمل ، إن شاء الله تعالى سيكون الحوار هو المخرج الحقيقي للوطن من هذه الأزمة الخانقة .
هناك منغصات وأولها الإعلام ، سواء الرسمي أو الحزبي أو المستقل .. ما أتابعه عبر الإعلام - للأسف الشديد - لا يعمل على التهدئة ، وتهيئة الناس إلى مؤتمر الحوار الذي يجب أن يأتي الجميع إليه بنفوس منفتحة ومتفائلة .
الإعلام يضع العقبات والعقد في المناشير ، ومن المؤسف أن الإعلام الرسمي شريك في ذلك ،
حيث أصبح يأخذ من طرف واحد . ناهيك عن الطرف الآخر المعني بالحوار - المشترك وشركاؤه والمجلس الوطني - وبالأخص الإصلاح ، لأن المشترك لا حول له ولا قوة ، يضع عراقيل كثيرة . القرارات الأخيرة قطعت دابر كل المشككين وكل الذين لا هم لهم إلا الذرائع وأن ينسبوا فشلهم إلى النظام السابق .
اليوم أولاد صالح طلعوا من السلطة وكانوا أول المؤيدين والمباركين والمرحبين لقرارات رئيس الجمهورية .. العميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري ويحيى محمد عبدالله صالح قائد أركان حرب الأمن المركزي ، أول من بعثا برقية التهنئة والمباركة .
فأعتقد أنه بهذا الرد وعلى قدر ما نبارك ونؤيد هذه القرارات فالواجب يحتم علينا أن نوجه الشكر والتقدير لهؤلاء الشباب الرائعين الذين خيبوا آمال المشككين وسلموا احتراماً وتقديراً لقرارات رئيس الجمهورية وفوتوا الفرصة على كل المزايدين والذين لا يريدون أن يصل اليمن إلى مؤتمر حوار ناجحٍ ؛ لأنهم كانوا يعتبرون ذلك المعضلة الأكبر .
وعلى الخصوم يجب أن يحترموا مثل هذا القرار ويقولوا للمحسن أحسنت لمن فضلوا مصلحة الوطن واحترموا قرارات رئيس الجمهورية .. وهذه صفعة قوية لكل المشككين .
قفز على المبادرة

- هل ترى أن المبادرة الخليجية المزمنة تسير في طريقها ؟ وهل هي قادرة حسب بنودها على إخراج اليمن إلى بر الأمان ؟

 المبادرة الخليجية ارتضاها الشعب اليمني واقتنع بأن تكون المخرج لليمنيين من هذه الإشكالية والأزمة الخانقة ؛ فأصبحت بالنسبة لنا ملزمة . وأقولها صراحة : نحن في المؤتمر الشعبي العام لن نتمسك بها كبنود بل نتمسك بها حرفياً ؛ لأنها أولاً صناعة المؤتمر الشعبي العام ممثلاً بزعيمه علي عبدالله صالح ، ثم لكونها أصبحت ملزمة لكل اليمنيين ومن المعيب على أي طرف أن يتنصل عن أي بند من بنودها .
وإذا ما طبقت بكل بنودها وبالتسلسل فهي فعلاً مخرج حقيقي .. ورغم حصول قفز على بعض بنودها وانتقائية - للأسف الشديد - من قبل بعض الأطراف إلا أن المخرج لابد أن يكون بها .
الحكومة لم تقدم شيئاً

- كيف تنظرون إلى عملية الإصلاحات التي تسير ؟ وهل حدت من الأزمة ؟
أي إصلاحات ؟
التي تقوم بها الدولة والحكومة حالياً في مجال توفير الخدمات والطاقة ؟
أنا بالنسبة لي هذا سؤال مضحك ؛ لأنه ليس هناك من إصلاحات ملموسة . الحكومة لم تقم بمهامها على أكمل وجه ، بل قامت فقط بإيقاف الحرب . أما ما دون ذلك - وما يهمني كبرلماني و ممثل للمواطن - - أعتبر أنها لم تقم بشيء على الإطلاق ، مادام الانفلات الأمني قائماً في كل محافظة ومديرية وفي الطرقات ، وليس هناك من إصلاحات تستحق الإشادة .
وحتى لا أكون ظالماً للحكومة فهي عملت بعض الإصلاحات لكنها ليست ملموسة للمواطن العادي . تطرقت في سؤالك إلى أنه تمت إصلاحات في النفط والكهرباء وغيرها .. أعتقد أنه كل يوم أنبوب النفط يتعرض للتفجير وأبراج الكهرباء كل يوم تتعرض للضرب ، بل العكس ارتقى ذلك إلى مسألة الألياف الضوئية وصارت تنقطع في كل محافظة وأخرى . إذاً ، أي أمن واستقرار تتكلمون عنه وهو المطلب الأول والرئيسي المفقود للمواطن اليمني ؟

مقاطعاً .. أنا قصدي استقرار أسعار وتواجد المشتقات النفطية ، مثل الغاز والبترول والديزل ؟
هذه بسيطة جداً ؛ والأسعار استقرت أثناء الحرب لأن هناك دول مانحة ودعم . لكن مسألة أن نقول في النفط ؛ فأول ما قامت به حكومة الوفاق مكافأة المواطن الصبور ، الذي فعلاً يستحق أن تنحني هامة الحكومة بكاملها لأجله احتراماً وإجلالاً كافأوه برفع الديزل بنسبة 100% !!
المواطن كان ينتظر من هذه الحكومة أن تخفف عنه العبء ولو لفترة مؤقتة بالحيلولة دون رفع أسعار المشتقات النفطية ، الحد من التهريب ... أليست المسؤولية الكاملة على الدولة والحكومة في قمع ومحاكمة هؤلاء المهربين ؟
نحن نقول هذا الكلام ونحن مازلنا شركاء في الحكم ، حتى لا يزايد علينا الآخرون ويقولون أننا ضد حكومة الوفاق ، ونحن نمتلك فيها 50% .
لكن نقولها بأمانة ، وكنا نقولها ونحن منفردون بالحكم ، ما يؤلم أن بعض الأخوة والذين هم اليوم في الحكومة كانوا يعتبرون الارتفاع 50 ريالاً في الدبة جريمة وجريمة قاتلة ، كيف لهم اليوم يسمون الـ 1000 الريال في الدبة أنها مباركة ومنزلة من عند الله سبحانه وتعالى !! الله لا يرضى بالظلم على الإطلاق ، ولا أقولها تهكماً .
وأكررها للمليون مرة في هذا الجانب : نحن لا نزال شركاء في الحكم ، وكلمة نظام سابق هذا وهم لدى الآخرين .. نحن لسنا نظاماً سابقاً مازلنا نظام حالي ولا يزال رئيس الجمهورية هو نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام والأمين العام له ، وبالتالي لا يزال المؤتمر يملك 50% من الحقائب الوزارية .
إذاً ، نحن نتكلم عن مصلحة عليا للوطن والمواطن .
يا أخي العزيز .. ما دام لا تأمن على نفسك وأنت من أبناء الحديدة أن تخرج من الحيمة قبل أن يمسكوك القبائل أو المليشيات المسلحة ، فأعتقد أن هذه الحكومة لا تستحق إلا القول على الدنيا السلام .

نحن مع رفع كل الخيام

- مجلس النواب نادى مؤخراً بإزالة الخيام من التحرير والستين وبقية خيام المعتصمين في المحافظات .. ما مدى الاستجابة حتى الآن لذلك ؟
النداء كان عبر رئيس مجلس النواب أننا ننتظر من الحكومة رفع تلك المخيمات من كل الساحات اليمنية ، لكن للأسف الشديد الموضوع محلك سر !! ولم تنفذ الحكومة منه شيئاً رغم أن المبادرة الخليجية تضمنت رفع الاعتصامات ، فماذا قدمت هذه الحكومة التي تقولون أنها قدمت اصلاحات ؟! أليس من الظلم أن يظل أبناء الجامعة وطلاب الجامعة وأحياء الزراعة محاصرين حتى اليوم، وكذلك الخيام التي في ميدان التحرير ؟! نحن نتكلم بشفافية ، ومع رفع كل الخيام ؛ فنحن مع حرية المواطن في تنقله وحريته في منزله وسلوكه اليومي .

-أعتقد أن هذه الاعتصامات أصبحت غير مجدية بعد أن نفذت متطلبات الشباب ؟
عندما يأتي ذكر الشباب يجب أن نقف لهم احتراماً وتقديراً لأنهم عماد المستقبل وهم اليمن ككل ، إذ هم الحاضر والمستقبل ؛ فهم جاؤا بسريرة طيبة وهدف وطموح مشروع بأن تكون اليمن إلى الأفضل ، لكن للأسف الشديد من ركب موجة الشباب تنكروا للشباب تنكراً واضحاً ووصل الأمر بأن رئيس حكومة الوفاق يتهجم على الشباب الذين أوصلوه إلى كرسي رئاسة الحكومة! ماذا تسمي ذلك ؟
إذاً ، الشباب الله يعينهم ، ونشد على أيديهم ونحن معهم في تحقيق تطلعاتهم بمستقبل أفضل ووطن آمن ومزدهر .

-كلمة أخيرة تودون قولها ؟
أوجه من خلال صحيفة التميز بعض الأسئلة لرئيس الجمهورية المشير الركن عبدربه منصور هادي وللحكومة ؛ فأقول لرئيس الجمهورية : هل انتهت أعذار الأخوة في اللقاء المشترك؟ أم اكتملت العقد التي يطرحونها في المناشير ؟!
وهل سيأتي الجميع فعلاً بنوايا صادقة من أجل الوطن إلى مؤتمر الحوار الوطني ؟!
هذه الأسئلة أتمنى الاجابة عليها من قبل رئيس الجمهورية وكذا الحكومة .
السؤال الأخير .. اليمن إلى أين ؟
أنا دائماً وأبداً متفائل .. إن شاء الله إلى خير .


هل انتهت أعذار المشترك أم اكتملت عُقده في مناشير الأزمة الوطنية ؟

نتمسك بالتنفيذ الحرفي للمبادرة الخليجية
وكرة الحوار في ملعب الأحزاب والقوى السياسية