شبكة اخبار الجنوب - فؤاد المحنبي -
فؤاد المحنبي‏ -
أُحَـيِّـيكِ يا نجـمَـةً مِن ذهَبْ
ويَا نَغمَةً في زَمَانِ الـتَّـعَبْ

تَـسَـلَّـلـتِ في خَـاطِـرِي نَسـمَـةً
وفي صَمتِ قَـلـبي أَثَرتِ الصَّخَب

وكُـنتُ عَـلَى جُرُفٍ مِن جَـحِـيـمٍ
وكُـنتِ سَنا جمـعَـةٍ في رَجَب

لَكِ اللهُ كَيفَ أَمَرتِ الهوَى
بأَن يخـتَـفِـي في بحارِ اللَّـهَب

وسَافَرتِ بي في عُــيُـونِ الرَّبـيـعِ
وذوَّبـتِـني في حَــنُـونِ الطَّرَب

وكُـنـتِ الجدِيدَ.. الحنَانَ.. الشُّموعَ
عَـلَى ذِكـرَيَـاتِـي الحدِيدِ الخـشَـب

تَـعـلَّمتُ مِن شَعـرِها الانسِـيـابَ
وكَم في قَراطِـيـسِ رُوحِي كَـتَب

وأُلهِــمـتُ فوقَ شُطُوطِ الجُـفُـونِ
مُغازَلَةَ السِّـحـرِ أَنَّى احـتَـجَـب

وعَـلَّـمـتُ أَهدَابَـها الأُغـنـياتِ
لِـتـمـحـو الأَسَى وأَزِيزَ الشَّـغَـب

فصَارَت سَحَـابَ المنَى والـنَّدَى
لِـيُـزهِـرَ شِعـراً برَوضِ الأَدَب

ومِن قَـبلِـهَا لم تُضِـيءْ أَحرُفي
ولا خَـطَـرَت في ثِـيابِ القَـصَـب

ولا رَاقَـصَـتْ أَنجُـماً خَـاجـِـلاتٍ
عَـلَى وَصلَـةٍ مِن رَنِينِ العَـجَـب

أُنَادِيكِ نصراً بحَربِ النُّـجُـومِ
وقد آنَ عِـثـيرُها واقـتَرب

فـمِـنّي الخُـيُـولُ ومِـنـكِ السِّـهَـامُ
ولِي الفَـتـحُ مِـنـهَا وأَنتِ الـنَّـشَـب

تَـعَـالَي تَـسَـامَـي ولا تَـغـضَـبي
فكمْ أغرَقَ الكَونَ مَوجُ الغَـضَـب

ومِـن رُوحِكِ الـنُّـورُ يُـلـقِـي الجَلالَ
ويَرسمُهُ في ابـتِـسـامِ العِــنَـب

وفي لَونِكِ الهادِئِ الفُسـتِــقِـيِّ
جمَالٌ يُـلَـخِّـصُ كُلَّ الحِـقَـب

أَيَا حَـاضِـراً لا يُـريـدُ الرَّحِـيـلَ
دَمِي لاضطِـرَامِ الحَـكَايا حَـطَب

ويَا وَردَةَ الذِّكـرَيَاتِ اسمَــعِـي
صُرَاخَ الشَّـذى في بلادِ العَرَبْ