يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الثلاثاء, 13-نوفمبر-2012
شبكة أخبار الجنوب - جميل مفرح جميل مفرح - شبكة اخبار الجنوب -
أين هو المُثَقَّفُ اليمنيُّ ممَّا تشهدُهُ السَّاحة اليمنيةُ من أحداثٍ مُتعلِّقةٍ بمصيرِ الوطنِ والمواطن؟!
* ينطلق هذا التساؤل من مشهدٍ ملاحظٍ بقوةٍ للغيابِ شِبهِ التَّامِ من قِبَل المُثقَّفين عن مُعتَركِ وتحوُّلاتِ الأزمةِ الخانقةِ التي شهِدَها الوطنُ منذُ الثُّلثِ الأوَّلِ منَ العامِ المُنصرِم.. وهوَ الذي ينزعُ بنا إلى المقارنةِ بين أدوارِ وحضورِ المُثقَّفِ في السِّياقِ الوطنيِّ العامِ في الماضي وبين ذلك في الوقتِ الرَّاهن.. ولعلَّ التَّاريخَ والزَّمنَ والأحداثَ وإن أصابَها البِلى لا يمكنُ بأيِّ وجهٍ من الأوجهِ إنكارُ تلك الأدوار أو مغالطةُ ونسيانُ ذلك الحضورِ القويِّ والفعَّالِ للمُثقَّفِ في كلِّ تحوُّلاتِ ومُتغيراتِ الأحداثِ الوطنيةِ والسِّياسيةِ أيّاً كانتْ ومهما كانَ حجمُها ومدى فاعليتِها.. بل وأكثر من ذلك مدى حضورِهِ الفِعليِّ والمؤثِّرِ في صياغةِ القرار..
* مِنَ المعروفِ أنَّ اتِّحادَ الأُدباءِ والكُتَّابِ اليمنيين كانَ قَدَْ أعلنَ عن توحُّدِهِ منذُ العام 1970م أي قبل التوحُّد السِّياسي المدلوقِ على وَرَقِ الاتِّفاقياتِ بعشرين عاماً.. وكانَ مقرُّ الاتِّحاد في الحبيبةِ عدن ويُذكرُ أنَّ الأديبَ أوالكاتبَ هو وحدُهُ مَنْ كان يُسمحُ له العبورُ والتنقُّلُ بين الشَّطرين ببطاقةِ عضويةِ انتمائِهِ لهذه المؤسَّسةِ الوحدويةِ العريقةِ والرَّائدة.. ويحكي التَّاريخُ والأحياءُ من أبناءِ الوطنِ أن النِّظامين في شطريِّ الوطنِ قبلَ الوحدةِ كانا يقفان على قدمٍ وساقٍ حين يعقدُ اتِّحادُ الأُدباءِ والكُتَّابِ مؤتَمَراً عاماً أو استثنائياً.. في انتظارِ ما ستخرجُ به تلك المؤتمراتُ من توصياتٍ وقراراتٍ, ستكونُ في الغالبِ نافذةً ولا بدَّ من تلبيتِها مِنْ قِبَل أيِّ نظامٍ سياسيٍّ أيّاً كانَ، نظراً لما تحتلُّهُ هذه الشَّريحةُ مِنْ مكانةٍ وما لها من قوةٍ فعليةٍ وفاعلةٍ..
* بالطَّبع ذلك كانَ في سالفِ العَصْرِ والأوانِ يومَ كان المُثَقَّفُ هو الأقدرُ على قيادةِ السِّياسيِّ وتوجيهِهِ بما يخدمُ كلَّ أبناءِ الوطنِ، ويومَ كانَ المُثقَّفِ لا يسعى إلى مصلحةٍ أو غايةٍ تسبقُ المصالحَ العُليا للوطنِ والمصالحَ العامةِ لكاملِ أفرادِ الشَّعبِ.. ويومَ كانَ جُزءاً لا يتجزأُ من منظومةِ مؤسَّساتِ المُجتمعِ الفاعلةِ ما جعلَهُ أحدَ شُركاءِ صناعةِ وصياغةِ أيِّ قرارٍ وطنيٍّ أو حكوميٍّ يتعلَّقُ بمصالحِ الوطنِ والشَّعب.. أمَّا الآنَ فيكادُ الأسفُ يقدُّنا ونحن نُراقبُ الغيابَ أو التَّغييبَ شِبهِ التَّام للمُثقَّفِ وأدوارِهِ ومُساهماتِهِ وفاعليتهِ في كلِّ القضايا تقريباً التي يشهدُها الوطنُ سواءٌ فيما يتعلَّقُ بقضاياهُ الخاصَّةِ أو ما يعني وطنَهُ وأبناءَ شعبِهِ وكأنَّهُ أعلنَ انفصالَهُ عن كُلِّ ما يحيطُ به من منظوماتٍ أو تكويناتٍ، ابتداءً من شخصيتِهِ وانتهاءً بمجتمعِهِ.. وذلك بالطَّبع يحصلُ حينَ يتجرَّدُ المُثَقَّفُ من شخصيتِهِ المُفترضةِ ويتبرأُ- عن رضاً أو عن غير رضاً- من أدوارِهِ بشكلٍ يجعلُها في شكلِ التُّهمةِ والجريرةِ التي ينبغي أن يُحاسَبَ ويُعاقَبَ عليها..
* وبذاك تحوَّلَ المُثَقَّفُ من مؤثِّرٍ إلى مُتأثِّرٍ ومن صانعٍ وموجِّهٍ للرَّأي والقرارِ إلى متلقٍّ مطواعٍ بل وأداةِ تنفيذٍ سواءٌ أرضي بذلك أمْ لمْ يرَضَ.. لأنَّهُ غدا رهيناً للسِّياسيِّ الذي استطاعَ التَّغلُّبَ عليه وتحويلِهِ من قوةٍ تُخشى ويُحسبُ لها ألفَ حسابٍ، إلى أداةِ تأثيرٍ وفعلٍ مُرتهنةٍ لصالحِ السِّياسةِ والسِّياسي فحسب.. وذلك رُبما ما كادتْ وتكادُ تؤكِّدُهُ أحداثُ الأزمةِ الرَّاهنةِ في الوطن.. ولا نكادُ نُصدِّقُ أو ندري كيف قَبِلَ المُثّقَّفِ ذلك التَّحوُّلَ في شخصيّتِهِ ومستوى حضورِهِ ومدى فاعليتِهِ واستقلالِهِ.. سواءٌ أكانَ كشخصيةٍ منفردةٍ أو كانَ منطوياً تحتَ رايةٍ مؤسسيةٍ تُمثِّلُهُ ويُمثِّلُها.. ولعلَّ أنَّ الإجاباتِ على أسئلةٍ كهذه حريٌّ بمؤسَّسةٍ كاتِّحادِ الأُدباءِ الإجابةُ عنها ومناقشتُها بجديَّةٍ مُطلقةٍ نظراً لأهميَّتِها ولما لوحِظَ بقوَّةٍ منْ غِيابٍ شِبْهِ تامٍ لهذه المؤسَّسةِ التي كانتْ وما تزالُ تنعقدُ عليها الكثيرُ مِنَ الآمالِ والطُّموحاتِ ابتداءً من استعادةِ مكانتِها واستردادِ شخصيَّتِها وشخصياتِ أعضائها، ووصولاً إلى تَجسيدِ حضورِها وأدوارِها الرِّياديةِ التي انتظرَها واستنجدَ بها الكثيرونَ، ولكنْ لا تجاوب ولا حتَّى صدى لتلك النِّداءاتِ الضَّاجةِ التي وجِّهتْ إليها!!
* وهاهو المُثقَّفُ اليومَ يعيشُ نتيجةَ قبولِهِ للهوانِ والاستغلالِ وارتهانِهِ البشعِ لسطوةِ واستغلالِ السِّياسيِ باستبعاده من كُلِّ الحِساباتِ والمُناسباتِ ويُقصَى أيَّما إقصاءٍ ويُنسَى وكأنَّهُ غيرُ موجودٍ إذا لم يُزاحِمْ ويبحثْ عن نفسِهِ ويفرضْ تذكُّرَهُ بنفسِهِ لأنَّه لم يعدْ ذا حضورٍ وفاعليةٍ وقوَّةٍ كما كانَ عليه سابقاً..

يوميات صحيفة الثورة


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)