هاشم الشيخ - شبكة اخبار الجنوب -
لايزال الجميع يتذكر ذلك التصريح للقيادي في حزب الاصلاح الدكتور/عبد الرحمن بافضل رئيس الكتلة البرلمانية للاصلاح في مقابلة معه على قناة الجزيرة في بداية الأزمة اليمنية حين قال بالحرف الواحد سنتعاون مع الجانب الأمريكي في محاربة الارهاب وسنفتح أمامه البلاد لمطاردة وقتل عناصر القاعدة لمدة سنتين وسنثبت لهم أننا شركاء حقيقيين معهم وسنكون أفضل من نظام صالح..

من جانب أخر قال القيادي في الاصلاح محمد قحطان سنقدم للجانب الأمريكي ما لم يقدمه صالح طيلة فترة حكمه وسنكون البديل الأفضل وستثبت الأيام ذلك.
كنا نعتقد في حينه أنها مجرد مناكفات حزبية وتشنجات لا أكثر لكن الأيام أثبتت صحة تلك التعهدات وبالفعل تمكن حزب الاصلاح التابع لجماعة الاخوان المسلمين من ابرام صفقة مع الطرف الأمريكي قام بموجبها بالتعاون الكامل مع الجانب الأمريكي في مجال مكافحة الارهاب يقوم بموجبه بمد الجانب الأمريكي بما لديهم من معلومات وملفات بخصوص تلك الجماعة وقياداتها والعناصر الفاعلة فيها بالاضافة الى مساعدة الجانب الأمريكي في اختراق صفوف تلك الجماعة بما يسهل على الجانب الأمريكي تنفيذ عمليات دقيقة للطائرات بدون طيار ضد تلك العناصر .



من جانب الطرف الأمريكي تعهد الطرف الأمريكي بمساعدة الاصلاح على الوصول للسلطة وتمهيد الطريق أمامهم للوصول للسلطة من خلال ازاحة العقبات التي تعيقهم في سبيل ذلك وفي مقدمتها ازاحة اقارب الرئيس صالح من الأمن والجيش واستبدالهم بقيادات مقربة من الاصلاح وكذلك تفكيك واضعاف المؤسسات العسكرية والأمنية التي يصعب على الاصلاح اختراقها وفي مقدمتها جهاز الأمن القومي وقوات الحرس الجمهوري.

ومن خلال متابعة تطورات الأحداث في اليمن عقب رحيل الرئيس صالح عن سدة الحكم وانتقال الحكم الى الرئيس هادي وامساك الاصلاح برئاسة الحكومة وعدد من الوزارات السيادية في مقدمتها الداخلية والمالية والاعلام.

ظهرت على السطح معالم تلك الصفقة حيث عمل الجانب الأمريكي من خلال سفيره بصنعاء على الضغط على الرئيس هادي لازاحة القيادات العسكرية والأمنيةالمقربة من صالح بشكل ممنهج
والعمل على استبدالها بقيادات مقربة من الرئيس هادي ومن حزب الاصلاح بحيث تبد الصورة وكأنها عملية تغيير روتينية .

في المقابل فتحت الأجواء اليمنية على مصراعيها أمام الطائرات الأمريكية وأستباحت المخابرات الأمريكية الأراضي اليمنية عبر عملائها ومخبريها الجدد بحيث تمكنت خلاله الطائرات الأمريكية من استهداف عناصر القاعدة المفترضين بكل دقة على كل ربوع الوطن وبشكل غير مسبوق وصولا الى العاصمة صنعاء بل ومسقط الرئيس السابق علي عبدالله صالح واللواء المنشق /علي محسن من خلال العملية الأخيرة التي تمت في سنحان.

وكانت معلومات قد تحدثت عن أن نجاح عمليات الطائرات الأمريكية في اليمن في الأونة الأخيرة وبتلك الدقة المتناهية راجع الى التعاون الكبير الذي قدمته أطراف سياسية في اليمن مع الجانب من حيث تقديم المعلومات وتوفير العملاء على الأرض وتجنيد عناصر داخل تلك الجماعة تسهل على الجانب الأمريكي تنفيذ عملياتهم بكل دقة وبعيدة عن الأخطاء التي قد تسبب ضجة للجانب الأمريكي.

بالأخير تكون الصفقة قد نجحت في مرحلتها الأولى ولكن مراحلها الأخرى تبقى (رجما بالغيب)نظرا لعدم الاستقرار في اليمن ومخاوف الطرفين من بعضهماخاصة في ظل بقاء قيادات دينية في الاصلاح على قمة الحزب تقبل الصفقة عن مضض في حين يرى الطرف الأمريكي فيها خطرا مستقبليا في ظل بقاء جامعة الايمان.
بالاضافة الى عدم قدرة الجانب الأمريكي على تذليل كل الصعاب أمام الاصلاح لما في بعض تلك الخطوات من صعوبة في اقناع الرئيس هادي بتلبيتهاوعدم قناعة الجانب الأمريكي بهانتيجة مخاوف الأمريكان من عدم التوازن على الساحة اليمنية وتفرد الاصلاح بالقوة بمايجعلهم في وضع أقوى في اي مفاوضات مع الجانب الأمريكي وبالخصوص بما يتعلق باضعاف وحدات الحرس الجمهوري وتغيير قيادته