يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 25-أكتوبر-2009
شبكة أخبار الجنوب - نزار العبادي نزار العبادي -
رغم أننا كدول نامية متهمون بالتخلف، إلا أننا في كثير من الظروف العصيبة نكون أكثر تحضراً من سوانا، واكثر حكمة ممن يفوقوننا بمجالات التعليم والثروة - كما جرى حال ذلك مع حادث سقوط إحدى طائرت شركة الخطوط الجوية اليمنية.
أمس كشف خبراء الطيران سر سقوط الطائرة اليمنية بعد تحليل بيانات الصندوقين الأسودين، وقد تبين أن الطائرة سقطت إثر تعرضها لصاروخ حربي.. وهو الأمر الذي أثبت قوة التحريات اليمنية التي ذهبت في وقت مبكر من الحادث إلى ترجيح أن تكون الطائرة تعرضت لـصاروخ أطلقته القوات الفرنسية المرابطة في المياه الإقليمية لجزر القمر.
ما استوقفني في الحادث كله هو الطريقة الهمجية التي تعاملت بها فرنسا مع الموضوع، فالحكومة الفرنسية أدركت جسامة الجريمة التي أودت بأرواح «351» مسافراً معظمهم فرنسيون، لكون قواتها البحرية كانت تجري مناورات حربية غير معلنة، وفي ذلك انتهاك للقوانين الدولية لما قد يترتب عنها من مخاطر على أمن وسلامة الآخرين - مثلما حدث بالضبط - لذلك وبدلاً من معالجة الموضوع بطريقة حضارية تنم عن وعي بأصول العمل المؤسسي، بادر المسئولون الفرنسيون إلى خطف زمام الفرصة واستباق الجانب اليمني وشن حملة إعلامية ظالمة اساءت كثيراً لسمعة الشركة، ثم لسمعة اليمن بشكل عام.
الفرنسيون أغرقوا وكالات الأنباء والفضائيات بتصريحات حول عدم سلامة الطائرة نفسها، في نفس الوقت الذي توصلت اليمن إلى معلومات تؤكد تورط سلاح البحرية الفرنسية بالحادث ولكن لم يجرؤ أحد من المسئولين اليمنيين على البوح بذلك رسمياً - مثلما فعل الفرنسيون، لإن هناك بروتوكولات وأصول يتعاملون بها تمنع من توجيه أصابع الاتهام قبل بدء أية تحقيقات متخصصة.
ربما حاول الفرنسيون التهرب والمماطلة في انتشال الصندوقين الأسودين أملاً في تفويت الفرصة لمعرفة الحقيقة، لأنهما سيتلفان بعد ما يقارب الثلاثة الأشهر من بقائهما في قاع البحر، لكن كان الجانب اليمني متنبهاً وتحرك بسرعة كفلت له انتشالهما في الوقت المناسب، لينتهي الأمر أخيراً بفضيحة فرنسية لن يجد المسئولون عنها مخرجاً للانعتاق من الإعلام الفرنسي قبل غيره الذي سيضع مئات علامات الاستفهام أمام الطريقة التي تعاملت بها فرنسا مع الحادث، وتلاعبت من خلالها بمشاعر مواطنيها من أسر الضحايا.
يبدو لنا أن السلوك الحضاري لم يعد مرتبطاً بثراء الدول وتقدمها ومستوى تعلم أبنائها بقدر ما يرتبط بالمصالح المادية البحتة التي هي نفسها كانت وراء حملة التشهير الرسمية بشركة الخطوط الجوية اليمنية.
إلا أنني مازلت محتاراً في التكهن بردود الفعل اليمنية القادمة.. فياترى هل ستطالب اليمن بتعويضات إسوة بضحايا طائرة «بان أميركان» التي سقطت في لوكربي ؟ وهل ستطالب شركة طيران اليمنية بتعويضات عن حملة التشهير التي كبدتها خسائر فادحة ؟ أم سيتعامل الجميع بثقافة قبلية و«عفا الله عنكم» سنترك الجواب للأيام القادمة.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)