محمد محمد المقالح - شبكة اخبار الجنوب -
القاعدة في جزيرة العرب أو أنصار الشريعة في حالة يرثى لها لا يعرفون الوجهة التي يتجهون إليها بعد خروجهم من أبين أو إخراجهم منها.

هذا تنظيم إرهابي ولكنه ساذج جدا والى درجة أن الآخرين هم من يحددون له أهدافه والجبهات التي ينبغي له أن يقاتل أو أن ينتحر فيها.
عندما نشاء التنظيم في أفغانستان قبل أحداث 11سبتمبر 2001م بتحالف بين الشيخ أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري وآخرين أعلن حينها أن هدفه الأول هو إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب ... والمعنى ضرب القواعد الأمريكية في السعودية أولا وفي أراضي ومياه دول الخليج ثانيا وهو ما شرع فيه فعلا والى حين.

غير أن “الجماعة” غيروا وجهتهم وأولوياتهم بعد سنوات قليلة من الحرب الأمريكية -الغربية التي شنت على القاعدة وبدأ التنظيم يحارب بتفجيرات انتحارية في العراق وباكستان ثم في اليمن وضد يمنيين ومصالح يمنية ونسي الأمريكان ووجودهم في جزيرة العرب والخليج عموما وبدون تفسير أو تبرير لماذا سابقا ؟ولماذا لاحقا ؟.

منذ إعدام زعيمه الكبير الشيخ أسامة بن لادن على يد الجيش الأمريكي في ظروف غامضة ومن ثم رمي جثته في قعر المحيط إمعانا في الاهانة لأتباعه وللمسلمين عموما والتنظيم يتلقى الضربة تلو الأخرى من قبل الطيران والاستخبارات الأمريكية دون أن يبدي أي محاولة للمقاومة أو الرد.

ومع ان تنظيم القاعدة اليمني معنون باسم كل دول “جزيرة العرب” إلا أن كل أعماله وجرائمه اليوم تقتصر على اليمن وفوق رؤوس ومصالح اليمنيين وحدهم ..ومنذ سنوات طويلة لم يحدث أن وقعت عملية واحدة في السعودية وفي بقية دول جزيرة العرب وخليجها،ما يعني انه موظف بدون وعي لضرب وإضعاف اليمن وتنفيس غضبه فيها بعيدا عن السعودية وعن القواعد الأمريكية أيضا !!!
بعد إخراجه من مدن ومديريات في محافظتي أبين وشبوة والكثير يبحث له اليوم عن جبهة جديدة للقتال أو للانتحار فيها .. هناك من ينصحه بالذهاب إلى سوريا وآخرون بالذهاب إلى “كتاف” بصعدة و”عاهم” بحجة وثالث ينصحه بممارسة مهنة مشتركة هي “ الاغتيالات والتفجيرات بصنعاء “ او بالذهاب إلى الضالع والمناطق الوسطى - حيث الاشتراكيون - وهات يا نصائح مخلصة للتنظيم !

والتنظيم يستجيب في كل مرة وكأنه ليس لديه رأي أو إستراتيجية محددة سلفا هكذا يتم التلاعب به عبر الخطاب الاعلامي العام “ الاسلام في خطر” وكل يوم و”الخطر” موجود في مكان ما من العالم أوممثل في دولة أو جماعة أو طائفة هنا أو هناك وهنا مأزق التنظيم الحقيقي .....تحويله إلى أداة ارتزاقية لتنفيذ أعمال الآخرين بدون وعي من قبل قيادته ومن عناصره سواء بسواء .

لن أقول كما يقول البعض انه لا وجود لتنظيم القاعدة وانه واجهة وهمية يمارس من خلالها أطراف عديدة جرائمهم فمثل هذا القول اهانة للحقيقة بقدر ما هو اهانة للتنظيم نفس الذي قتل له المئات من القيادات وقتل هو ألاف من البشر ظلما حتى الآن ولكنني أقول بأنه تنظيم إرهابي ساذج يستغل اليوم ومنذ وقت مبكر من نشأته خطاء وفي لحظة انحراف شديد في الفكر والممارسة .

ومن هنا اقول ناصحا : ...يا تنظيم القاعدة ويا أنصار الشريعة أنا والله رغم استنكاري لجرائمكم المتوحشة ضد اليمنيين وضد غير اليمنيين اعتبركم ضحية كبيرة وأنصحكم بان تراجعوا أنفسكم وتشوفوا كم انتم اليوم بعيدين عن الأهداف التي سبق وان رسمتموها لأنفسكم من قبل وستجدون- وبغض النظر عن صحتها - أنكم في واد والأهداف التي تريدون تحقيقها في واد آخر وانه لم يعد لكم من مهمة سوى ممارسة الجريمة والقتل المجاني بدون هدف ولمصلحة اخرين وعلى رأسهم من تعتبرونهم أعدائكم ..تذكروا انهم يحولنكم اليوم الى مرتزقة ويقودونكم الى محرقة جديدة

يريدون ان يتخلصوا منكم في “كتاف” وبفلوس سعودية وانتم مش عارفين كم يستلم أمراء الحرب من أموال باسمكم وباعتباركم مرتزقة عند علي زعطان وحسين فلتان واكثر من 15مليون شهريا يستلمونها باسم محاربة الروافض التي هي الآن وبقدرة قادر حربكم الهمجية بدون وعي وبدون مقابل أيضا .