يمن موبايل تنظم حفل استقبال وتوديع مجلس إدارتها    شركة يمن موبايل توزع عائدات حملة دوائي السادسة للأطفال المرضى بسرطان الدم    برعاية السلطة المحلية البورد العربي يدشن برنامج اعداد المدرب المعتمد في دمت   يمن موبايل تختتم فعاليات اسبوع اليتيم العربي بيوم ترفيهي لطلاب دار الايتام    وزارة الاتصالات تعمم بتطبيق قانون صندوق مكافحة السرطان   بطولة النصر الشتوية بدمت تواصل نألقها والريادة يحصد نتيجة اليوم التاسع للبطوله   مقاضاة مسئولة سابقة بتهمة التخابر مع صنعاء    شركة يمن موبايل تدشن الخطة الإستراتيجية 2019-2023م   لاعب منتخب الطاولة جبران يحرز بطولة البحرين الدولية للناشئين والأشبال    تعيين الاستاذة/ أم كلثوم الشامي مديرا تنفيذيا للمدرسة الديمقراطية   
الأحد, 17-يونيو-2012
شبكة أخبار الجنوب - عبدالكريم المدي عبدالكريم المدي - شبكة اخبار الجنوب -
أعتقد جازماً إن إخوان اليمن ( التجمع اليمني للإصلاح ) ومنذ مطلع العام 2011م لم يتعاملوا مع المرحلة والفرصة التي سنحت لهم ولليمنيين كافة في كسب المرحلة , وفق ثقافة ذات بعد واقعي تتضمن موضوعات وقضايا إجتماعية قادرة على نيل ثقة الناس وتقريب وجهات النظر بين الشرائح المختلفة , وبدلاً من ذلك تعاملوا بكثير من الأنانية والغطرسة والتزييف .. لهذا وبعيداً عن أي تحيز .. يمكن القول إن أي قوة لا يمكن لها – بهذا الفكر والأسلوب – أن تقدم للناس أكثر من حشدها لليأس والفوضى والجنون والكراهية القابلة للإشتعال في كل لحظة , فإلى جانب تفشي الجريمة وإنعدام الخدمات ودخول اليمنيين قاطبة تحت خط الفقر والتغيب الكامل للقوانين والتنمية , فقد ساهم ( إخوان اليمن ) وبصورة كبيرة في جعل الناس يعيشون في الدرك الأسفل من الفقر والبؤس والرجعية والقبول بتدهور حياتهم وواقعهم بما في ذلك القيم , حتى أوشك كثير من الناس وكأن لا صلة لهم بنوعهم .. الأمر الذي جعل معظم المراقبين والمحللين السياسيين داخلياً وخارجياً مقتنعين كلياً أن من شوه فكرة التغيير السياسي البنّاء في اليمن هم الإخوان المسلمين , وهم أيضاً من دفع ببعض الناس إلى أن يصيروا وحوشاً حائرين ومستعدين للعمل بشروط العبودية لبيع وبيع كل الأشياء وأغلاها في حياتهم كالسيادة مثلاً .. *** *** *** لا أريد أن أقسو على جماعة الإخوان في اليمن ولكنها الحقيقية التي تقول إنهم حاولوا مصادرة فكرة التغيير وتحويلها إلى ماركة مسجلة باسمهم , حيث عملوا في كل الإتجاهات على إقصاء الآخر وباسم الدين والله ... وبوعي منهم أو غير وعي سعوا جاهدين , ومنذ فبراير 2011م وحتى اللحظة , على أن يثبتوا أنهم الحق وغيرهم الباطل وهم الراشدون وغيرهم القاصرون , كما أرادوا إثبات أن الطريق إلى النعيم وكرسي الحكم – حسبما يرون وحاولوا تلقين ذلك للمجتمع .. مبلطة بالخطاب الديني , الإقصائي تارة والنوايا الحسنة تارة أخرى . غير أن هذا الأسلوب والفكر لم ينجحا , بل ربما أنه جنى عليهم الخسران وعرّاهم , بدليل أن الكثير من الشباب اليساري والمستقل الذي تحالف معهم بداية الأمر في الساحات والفئة الصامتة وتيار الحوثي , أدركوا أن كل تلك الشعارات والمثالية وأحلام التغيير والمدنية ووعود الجنة والحور العين و السماء التي ستمطر ذهباً بفضلهم وفضل الوجبات التي يقدمونها للشباب في الساحات , بشروط الطاعة طبعاً , ماهي إلا مجرد أوهام ومزايدات وكذب , مصدرها مراكز أشبه ما تكون بمراكز جهل وتضليل وجمعيات خيرية ووسائل إعلامية يديرونها , كما أدرك معظم الناس وشباب الساحات أن الإصلاح حولوا الساحات وتلك المراكز إلى معسكرات قمع وإخفاء قسري وتعذيب مشرعن بالفتوى الدينية وشعار ( المدنية ) الراقي , الذي ظُلم ونـُهش بألسنتهم وسواطيرهم وأسواطهم . *** *** *** يمكنني القول وبدون أي تردد إن الفشل وبدرجة إمتياز قد لحق بثورة الشباب السلمية بسبب (شـِـباك ) الصيد اللاقانوني الذي ظل الإصلاح يرميه في مياه الثورة العذبة .. حيث خطفها وخطف معها أحلام الشباب والأجيال , وإلى زمن غير معلوم .. أجهز الإصلاحيون وحلفاؤهم التقليديون على الثورة السلمية , مقنعين أنفسهم بأنهم المنتصر الأوحد في الساحة الوطنية الذي ستدان له البلاد والعباد , وذلك حينما زينوا للشباب وللمجتمع عامة كل شيء بأنه سيسير وفق إرادة ربانية يعلم سرها هم فقط وملائكة العرش , ليدفعوا بالأبرياء والبسطاء للمعارك كي يتصدو بصدورهم العارية للرصاص وقذائف الـ ( ا ربي جي ) من أجل أن ينالوا شرف الشهادة في معارك ( جلال آباد ) شارع هايل , و( كشمير ) الدائري و ( تورا بورا جولة كنتاكي ) و ( غروزني ) الصمع والفريجة وبيت دهرة في أرحب وغيرها ..! وتأسيساً على ما سبق .. هل ترغبون بالمزيد عن أبرز سقطات و ( ودّافات ) إخواننا في الإصلاح ؟ بلا أدنى شك يبقى أهمها شعاراتهم الزائفة وشهيتهم المفتوحة للعنف والإقصاء والتنكر للآخر وحقه ودوره ووجوده بأسلوب عنتري فج , لا يجد أي شخص عناء في إكتشاف ذلك التهور والتعالي والاستهتار بعقول الناس وإرادتهم وحقهم في الحياة وقناعتهم .. وقد وسّع من دوائر خسرانهم القاتلة لمشروعهم غرور كبير واعتقاد جارف في أن المجتمع كبيراً وصغيراً , مثقفاً وجاهلاً , مدنياً وعسكرياً , رجلاً وامرأة , غنياً وفقيراً سينساقون وراءهم كطابور من عبيد أفريقيا المكبلين الذين كان الغرب في القرون الوسطى وحتى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر يسوقهم لموانئ التصدير في ساحل العاج والسنغال لشحنهم لمزارع أوربا ومصانع أمريكا .. . أما أكثر أوهامهم فتتمثل في ثقتهم المطلقة بأن الناس في هذا البلد والعالم من ورائهم قد استسلموا لعنتريتهم المصحوبة بإدعائهم امتلاك أفضل المبادئ وأن كان أسلوبهم والواقع يعكس عنهم أسوء القيم .. وإلا ماذا نفسر الإعتداءات على نشطاء الساحة من رجال ونساء ومثقفين ومتطلعين أحرار ومستقلين ويساريين وحوثيين وغيرهم ممن لا يغردون في فلك ( الإصلاح ) ولا يسبّحون بكرة وعشيا بحمد الشيخ / حميد الأحمر ولا بركات اللواء / علي محسن ولا كرامات ومعجزات الشيخ / عبد المجيد ,, وخير دليل على ذلك هي تلك الإعتداءات المتكررة التي حصلت في حق وشخص النائب ( أحمد سيف حاشد وأمل الباشا وهدى العطاس ووداد البدوي ورياض السامعي والشباب والناشطين المحسوبين على الحوثي ) وغيرهم الكثير من الذين طالتهم همجية وضحالة فكر ميلشيات الإصلاح والفرقة في ساحة جامعة صنعاء .. وما خفي من إنتهاكات وخطف وتعذيب وسجن قسري وغيره كان أعظم .. *** *** *** في الواقع هناك الكثير والكثير جداً من السلبيات والمفاسد لنظام الرئيس السابق / علي عبد الله صالح , كان بإمكان القوى الثائرة الشريفة أن تستفيد منها وتحدث تغييراً في النظام السياسي ونهوضاً في حياة اليمنيين لكن القوى التقليدية المتمثلة بالإصلاح وبما تمتلكه من مال وإعلام وشهية مفتوحة لممارسة واستخدام العنف والإقصاء .. قد قتلت فرصة التغيير الإيجابي البناء تماماً , وبقدر ما أسرفوا في إستخدام العنف في الساحات وخارجها فقد وظفوا أيضاً الكذب والعاطفة الدينية في مخاطبة الناس مقابل تغيبهم للعقل والوعي العام الذي اختصروه بوعي شعب الإصلاح والقبيلة ( المختار ) مع قليل من بهارات الخرافة والأسطورة والمعجزة التي اشعروا الناس إن الله أكرمهم بها .. لأنهم يعملون ويجاهدون باسم الرب . ويقابل هذا كله النفور من العصر والواقع وتفصيلاته وأدواته ومفاهيمه التي لم يعد لها مكان في قواميسهم كونهم الخلفاء والوسطاء الوحيدين بين الأرض والسماء . ليصبح القول ومن دون أي مبالغة زائفة أننا لم نطلق هذا الكلام في حق إخواننا في التجمع اليمني للإصلاح بدوافع سياسية أو مقابل مصالح معينة , لأننا والحمد لله , لم نكن من أصحاب الحظوة في نظام صالح وما زلنا , لكننا فقط نقول ما نراه بأم أعيننا وما نسمعه بآذاننا , ومع كل هذا مازال يحدونا الأمل في أن عقلاء أخوان اليمن ( الإصلاح ) سينتبهون في لحظة ما إلى أن ما كانوا يقومون به خلال الفترة من فبراير 2011 وحتى اليوم هو غلط .. ألف مرة , حيث أثّر على مستقبل وشعبية تنظيمهم خاصة وعلى الحياة السياسية والحريات في البلد عامة . كما يحدونا الأمل أيضاً إن قيادات الإصلاح ومن غرد في فلكهم من الشباب المغرر بهم سيدركون أنهم كانوا كمن يمشي في حلم وفي طريق مظلم يتطلع للنجوم البعيدة متوهماً أنها تعطيه ضوءاً بينما هو لا يعلم شيئاً عن المطبات والحفر التي تعترض طريقه . أو كمن يقفز في الهواء , معتقداً أنه يقفز من الضفة الشرقية إلى الضفة الغربية في المحيط الأطلسي . *** *** *** أضيف وأقول وأنا أحاول أختتم هذا حديثي هذا المليء بالعتاب الصادق كأي إنسان ينتمي لبلده ويهمه استقراره وأمنه ووئام أبنائه , أقول وأنا أراقب الأحداث منذ فبراير 2011م وتحديداً منذ يونيو وبعد أن شاهدت ما شاهدته من جنون واستهتار وإقصاء مارسه أخواننا في الله ( التجمع اليمني للإصلاح ) .. كنت أردد كثيراً مقولة الفيلسوف والأديب الكبير ( فولتير ) : ( ما رأيت شيئاً يسوق الناس إلى الحرية والوعي بعنف مثل الطغيان ) ,, ففي ظني المتواضع إذن أن هذه المقولة أو بعضاً منها على الأقل تنطبق على الإصلاحيين الذين اعتقدوا أن كل شيء قد دان لهم بالولاء وأن الشوارع والوظيفة العامة والمعسكرات والطرقات وما يدور في الصدور قد صار ملكهم المطلق , وهذا ما شجعهم لممارسة الطغيان والظلم والمصادرة وإحتكار المنصات وكل شيء يدب أو يسكن ووقع تحت سيطرتهم بطول هذه البلاد وعرضها .. *** *** *** أما نقطة الختام وأرجوا أن لا أكون قد أطلت , فهي أني أود هنا التأكيد من جهة وكذا التنبيه الناصح لقيادات وقواعد الإصلاح من جهة ثانية بأنهم ربما نسوا أولم يحضروا الدرس الذي يحمل حقيقة للناس مفادها : إن الوصول إلى السلطة وخاصة في عصر كهذا لا يأتي عن طريق بالفجاجة والإقصاء والكذب والتحقير من الآخر والإستهانة به , وإنما بالحكمة والوضوح والذكاء والشراكة والحوار والتسامح , أو كما يرى كل السياسيين والفلاسفة والمثقفين بأن إقناع الناس وكخطوة أولى يأتي عن طريق الصدق والتسامح الذي يعني أن تؤمن بأن جميع الناس والثقافات لديهم شيء جوهري لا يمكن التعويض عنه ولا يمكن أيضاً لثقافة وفكر آخر أن يزيحه أو يعبر منه بالدرجة نفسها من الكثافة والجمال لذا فمن البديهي أيها الطامحون أنه ليس هناك أي مشروع سياسي يـُكتب له النجاح في أي بلد في العالم مالم ينطلق من الشراكة والتعدد والتنوع والقبول بالآخر والإيمان به وبقدراته وبحقه في العيش والحياة والتعبير وذلك عبر الإصغاء له وقراءته ومحاورته . Almedi2009@hotmail.com


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسال
طباعة
RSS
إعجاب
نشر
نشر في تويتر
اخبار اليمن


جميع حقوق النشر محفوظة 2024 لـ(شبكة أخبار الجنوب)