الثلاثاء, 29-سبتمبر-2009
شبكة أخبار الجنوب - زكريا الكمالي زكريا الكمالي -

يصارع العالم أجمع مرضاً عصرياً خطيراً، حصد الإعجاب بعدم تفريقه بين الدول الغنية والفقيرة، يُسمى «انفلونزا الخنازير» ويصارع أبناء تعز مرضاً بدائياً خطيراً أيضاً، زاد من سخونة المحافظة الملغمة بأنواع البعوض، وحقق أرقاماً قياسية بإصابة 100 مواطن خلال الساعة الواحدة، أطلق عليه «حمى الضنك».
من يقرأ الأخبار المتتالية عن إصابة العشرات من أبناء تعز بـ«حمى» طرحتهم أرضاً خلال إجازة العيد، وصادرت أرواح البعض، يصاب بالهلع .. هل يعقل أن العلم الذي نجح في محاصرة فيروس الإيدز، لا وجود له هنا، وأن المؤسسات الصحية «مجرد أسامي» كي لا نتعرض للإحراج عندما يتم مقارنتنا بخلق الله ؟!
طيلة إجازة العيد، تحولت المستشفيات في المدينة إلى «حدائق» اكتظت بالزوار والأطفال «المحمومين» الذين قضوا فيها أسخن أوقاتهم، وقضى عدد منهم نحبهم ، ولا من مغيث.
وزارة الصحة مشغولة باكتشاف أوبئة أكبر، من عيار «إتش 1إن1» وحصر الإصابات التي حققها المرض في اليمن، وكيف انتقل الفيروس، ولا علاقة لها بـ«حمى ضنك» تهدد حياة مدينة بأكملها، ولا بـ«بعوض» يقتنص ضحاياه بهدوء، وعلى مرأى ومسمع!!.
هي ناجحة فقط بإثارة الهلع في نفوس المواطنين بإعلانات مفزعة تدعوهم فيها إلى «الامتناع عن التقبيل» وتعالج المصابين بـ«مصل خاص بانفلونزا الطيور» كما صرح بذلك رئيس لجنة الصحة في مجلس النواب الأيام الفائتة!!.
أعتقد أنه من العيب أن يتحدث البعض عن أوبئة كـ«حمى الضنك» أو «الدودة الحلزونية» التي قضت على الماشية في بعض مديريات تعز أيضاً، ونحن في هذا العصر الذي أعلنت فيه كافة دول العالم خلوها من الأمراض المستعصية في وقت مازلنا نبتهج بخلو بلادنا من «شلل الأطفال».. ويا عالم على أي أساس أعلن هذا «الإعلان»؟!.
ومن العيب أن يدفن المسئولون في الصحة والسلطة المحلية رؤوسهم في الرمال إزاء تفشي أمراض معدية كهذه، قد تجعل من محافظة تعز «أضحوكة» بتحولها إلى مستنقع يلعب فيها البعوض بصحة الناس، دون مُساءلة!!.
هـبــة
«ليتها لم تعلن» هذه هي العبارة التي أطلقها الناس هنا في تعز مساء أمس الأول ساعة إعلان نتائج الثانوية العامة التي تأجلت مرتين، وحفظت فيها الطالبة «هبة عبدالرحمن محمد عبدالله» من مدرسة زيد الموشكي، ماء الوجه للمحافظة الحالمة، في ترتيب أوائل الجمهورية للقسم العلمي.
في السنوات العشر الماضية كان جميع الناس يذهبون لمشاهدة أوائل الثانوية من أجل إحصاء العدد الذين جاءوا من «ثانوية تعز الكبرى».. كانت «الثانوية» ترفد القائمة بـ8 طلاب على الأقل، واليوم لا وجود لها حتى في دكة الاحتياط !!
 ما يحدث للتعليم يحتاج إلى «عملية إنقاذ عاجلة» يحتاج إلى روح مسئولية تعترف بمكامن الفشل، وتتعهد بمعالجتها في أسرع وقت.
 لابد من إنقاذ سمعة المحافظة المعروفة بأنها «مصنع المتعلمين» وإعادة مجدها التعليمي الراحل.. وتحصينه أيضاً من «حمى الضنك» التي أصابته، نريد لتعز أن تعود كما كانت.. نريد أكثر من «هبة» في القائمة!.

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 10:28 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=957