الخميس, 27-أكتوبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - عاصم عاصم الساده - شبكة اخبار الجنوب -
لعلنا نتذكر تلك الصورة الكبيرة التي نصبها الشباب داخل ساحة التغيير في صنعاء للجنرال علي محسن باعتباره ثاني رجل فاسد وسفاح في النظام ،لابد من محاكمته مجرد سقوط النظام ونجاح الثورة الشبابية ..!! وما أن مضى شهر -تقريباً- من أيام الثورة حتى انظم علي محسن إليها متعهداً حماية الشباب وثورتهم السلمية، حيث أزيلت تلك الصورة للجنرال من الساحة وكذا الشعارات المنددة والمطالبة بمحاكمته، وأحل عنها عبارات المديح بأنه قائد عسكري بطل ضحى من اجل صون كرامة الوطن على مدى 33 عاماً..!! وفي يوم واليله أصبح اللواء الأحمر رجلاً وطنياً من العيار الثقيل، إذ تحول فجاءه من شخص مطلوب للعداله كمجرم حرب إلى شخص ثوري مرغوب به لدى الشباب المعتصمين في الساحة..!! وبعد انضمام علي محسن للثورة في ذلك الوقت حدث صدع كبير جزء الساحة إلى ثلاثة أقسام : مؤيدين وهم جماعة الإخوان المسلمين ، ورافضين وهم الحوثيين ، ومكرهين الشباب المستقل..ناهيك عن احد المكونات في حزب الإصلاح ذاته الذي اعترض وبشده قبوله في صفوف الثورة .. في الواقع شكل انضمام علي محسن لهذه الثورة نكسة تاريخية بل قصمت ظهور الشباب الثوريين إذ صرفت الأنظار عنهم وصوبت نحوه ..وبالتالي صار هو المتحدث باسمها والمتحكم بقرارات مضيها قدماُ حتى المنصة التي وضعت للجميع لإبداء أراهم احتكرها في أيدي قومه ..ومن يعترض ذلك مصيره سجن الفرقة أولى مدرع..!! يعتقد الشباب أن انضمام اللواء الأحمر إلى صفوفهم يعد مكسب عظيم لثورتهم ومصدر قوة تمكنهم من الانتصار على النظام في حين أن ذلك ليس لا ضعف منهم فهو لا يقل شأناً عن عبد الفتاح يونس الذي حصر الثورة الليبية في مصراته والزينتان وبعد أن تم اغتياله تمكن الثوار الليبيين من توسيع رقعة ثورتهم حتى ظفروا بالعقيد القذافي .. إن الهدف من انضمام علي محسن للشباب في ساحة التغيير في بادئ الأمر كان لغرضين رئيسيين : الأول أن ينجي بنفسه من الرئيس و أولادة من أن يفتك به والثاني إدراكه بما قد ارتكبه من أخطاء فادحة في حق الجنوبيين وكذا الشماليين من حروب طاحنة وفساد مقذع ،فأراد أن يبيض صفحاته السوداء من خلال انضمامه وتعهده بحماية الشباب ..! ولعل الجنرال بحمايته هذه يمارس ذات الطريقة التي سلكها في حرب صيف 94م والحروب الست في صعده مع الشباب ولكن بطرق سلمية..؟! إن نجاح الثورة الجماهيرية في أي بلد في العالم يظل مرهون بانضمام قسم من الجيش إليها ولكن شريطة أن يكون هذا الجيش المنظم من الفئة المثقفة والمستنيرة التي تحمل أفكار تقدمية أما إذا كان عكس ذلك إي "رجعياً" فأن الثورة تكون مهددة بالنكوص وبالتالي يطول أمدها وربما تجهض . ولعل المشكلة الحقيقية التي تعاني منها الثورة الشبابية اليوم لاسيما في طول أمدها هو ذلك الجيش المنظم إليها لأنه لا يحمل في جنبات تأريخه إي مبشر تقدمي يمكن أن يشجع على نجاح مثل هكذا ثورة شعبية..ناهيك عن إيمانه بالثالوث الأقدس فقط: الجيش الكنيسة الاليجاركيه (ملاك الأرض)..؟!
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 03:59 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=8507