الجمعة, 30-سبتمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - جمال جمال محمد حميد - شبكة اخبار الجنوب -

اليمن ... وطن الجميع وكل من ارتبط اسمه بهذا البلد الذي قال عنه الله تعالى “بلدة طيبة ورب غفور” وقال عنه أفضل خلق الله الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم “بلد الإيمان والحكمة” بالقول: “الإيمان يمان والحكمة يمانيه” فهل أصبح الجميع يعي حقوق هذا الوطن عليناً وواجبنا تجاه العمل على انتشاله مما نمر به من أزمات متتالية أتت آثارها على الجميع باستثناء المتاجرين باسم الشباب والمواطن اليمني.


خرج الشباب يطالبون بحقوقهم القانونية والدستورية وهو ما أيده النظام والحكومة في حينه وكانت الأمور تسير على خير ما يرام إلى أن جاء المتاجرون بتلك القضايا وانخرطوا بدون أي مقاومه في أوساط الشباب وسلبوهم حقوقهم ومطالبهم حتى أمضت تلك المطالب وسيله بيد شخصيات معنية تبتز بها من تريد وتحارب بها وتستغلها لمصالحها الشخصية والحزبية والقبلية بينما الشباب اليوم يتفرج وهو صامت في حين كان بالأمس يصيح بأعلى صوته مطالباً بحقه في ظل نظام وقانون ودستور يحكم الجميع وديمقراطية وحرية رأي ورأي آخر فوصل بفعل من سلبوهم حقوقهم إلى الصمت بعد أن اشتدت ضدهم أفعال الإرهاب من قبل اولئك الانتهازيين إذا ما عارضوهم مثل التهديد بإنهاء حياته وهو ما نقله بعض الشباب المستقلين من خلال معاناتهم لما يدور في ساحات الاعتصام داخل البلاد.


هي دعوة لإعادة النظر في الوضع الراهن من جميع الشباب المستقلين ولنضيف المتحزبين مع أنه من الصعوبة بمكان أن يراجع المتحزب تفكيره وبمعنى يتجرد في دراسة الوضع الراهن من باب أن مصلحة الوطن فوق الجميع لأن بعضهم أصبح بمثابة آلة الكترونية تتبع قيادات حزبها والتي غرست في عقولهم مبدأ الحزب وقياداته فوق الجميع بما فيها الوطن.


تسلقوا على ظهور الشباب ومطالبهم واستغلوا كلمة الدولة المدنية وعملوا على قبلية الدولة والمتاجرة بدماء اليمنيين وزرع الفتن والغوغاء وأعمال الشغب وقطع الطريق ومنع وصول الخدمات الأساسية حتى يثور الشعب ضد دولته ونظامه الذي وجه وعبر فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ـ رئيس الجمهورية الكثير من الدعوات الداعية إلى إخراج البلاد مما تمر به والتي كانت آخرها عبر خطابه بمناسبة العيد ال49 للثورة السبتمبرية حيث أكد التزامه بما تضمنته المبادرة الخليجية كحل ومخرج وحيد من الأزمة الحالية.


ولعل ابرز ما يمكن أن يتنبه له الشباب المستقل وقراءة واضحة لواقع الأزمة الراهنه والوضع الحالي هو ما حدث بما يسمى بالمجلس الوطني الذي أكد في طياته أنه شكل كمجلس أكبر للقاء المشترك وشكل أغلب أعضائه من المنتمين لهذه الأحزاب التي طالما حلمت وعملت عبر قياداتها للوصول إلى كرسي السلطة بعيداً عن الطرق القانونية التي كفلها الدستور والقانون النافذ في الجمهورية اليمنية.


التغيير لا يكون بقتل المواطن لأخيه المواطن، فما يحدث سيجر البلاد إلى مستنقع دماء يروح ضحيتها المواطن البسيط لا غيره ليدفع ضريبة تعنت البعض ورفضهم لكافة الحلول السلمية كونهم سيخسرون من خلالها ما تم دفعه كما صرحوا وأهابوا للجميع عبر الوسائل الإعلامية أنهم يمتلكون الحقوق الحصرية للمطالب التي خرج بها الشباب واحتكروها لهم وبمالهم كما يدعون وبعقد حصري، والشباب وافقوا على ذلك بانجرارهم وراء تلك المخططات التي قد تعصف بالوطن إلى أتون صراعات دموية الشعب في غنى عنها..


أخيرا
أيها الشباب الأعزاء.. الوطن فقط يحتاج منكم شيئاً واحداً هو التفكير بالعقل والمنطق وبالمصلحة الوطنية من باب المصلحة العامة وهو ما يوجب من الجميع العمل الجاد على وقف كل أعمال العنف التي تتسبب بإراقة دماء أبناء اليمن التي يبدو أنها أصبحت رخيصة عند البعض الذي يدفع بها للواجهة وهو يترقب من خلف ترساناته الكثيرة وحراسه المغرر بهم وينتظر الفرصة لاستغلالها وحشد المجتمع الدولي معه لكي يصل إلى ما اثر به نفسه وباعها للشيطان وأهوائه ومحاولة للوصول للسلطة عبر إقدامه على التخطي من فوق دماء اليمنيين وتملكهم للسلطة واسترجاع كل فلس خسروه في هذه الثورة المزمع امتلاكهم لها.


فهل سيظل الشباب ضحية لتلك المؤامرة التي تزهق الأرواح وتسيل الدماء اليمنية الطاهرة البريئة أم سيكون لهم كلمة أخرى في وجوه كل من يحاول المساس بأمن واستقرار الوطن ...؟ إن غداً لناظره قريب.

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 11:45 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=8184