السبت, 24-سبتمبر-2011
شبكة أخبار الجنوب - فيصل الصوفي فيصل الصوفي - شبكة اخبار الجنوب -

كثير من السياسيين في المعارضة اعتبروا عودة الرئيس علي عبد الله صالح
الى صنعاء يوم الجمعة 23 سبتمبر امرا مفاجئا وتساءل بعضهم لماذا عاد؟
وقارعو طبول الحرب اعتبروا ان عودته في هذا الوقت تأتي لتصعيد الازمة
السياسية والانتقام ممن حاولوا قتله، اما السخفاء منهم فقد قالوا انه عاد
لكي يحاكمه الثوار، وتكهن كاهنهم ان عبد اللطيف الزياني امين عام مجلس
التعاون الخليجي عاد من صنعاء الى الرياض وقال للرئيس عليك مغادرة
المملكة!! وكعادتي في عدم التعاطي مع السخافات واصحابها فلن اعلق على
الفقرات الاخيرة لان مكانها بين القمامات وليس صفحات الرأي.
ان عودة الرئيس الى صنعاء امر طبيعي بحكم انه رئيس الجمهورية خاصة بعد
استكمال علاجه في مستشفى الحرس الملكي في الرياض وتعافيه من الاصابات
التي تعرض لها جراء محاولة الاغتيال السياسي الجماعي المعروفة، وبالتالي
لا مبرر للقول ان عودته كانت مفاجئة خاصة وان مسألة العودة كانت محسومة
منذ البداية والتأكيدات بهذا الصدد تكررت خلال الفترة الماضية وكان موعد
عودته مرتبط باستكمال العلاج وفترة النقاهة.
واذا كان امر عودته طبيعيا فلا مجال للتكهن حول اسباب عودته ايضا لذات
السبب السابق، فهو رئيس الجمهورية ومن الطبيعي ان يشرع فورا في مواصلة
صلاحياته الدستورية ومهام منصبه كرئيس للدولة ورئيس لكل اليمنيين، ولعل
قارعي طبول الحرب والمتشائمين قد صححوا خطأهم بعد ان تأكدوا ان أول ما
قام به رئيس الجمهورية وبعد وقت قصير من وصوله ارض الوطن وجه دعوته الى
كافة اطراف العمل السياسي والعسكري والامني في السلطة والمعارضة الى هدنة
كاملة وايقاف اطلاق النار تماما بما يتيح فرصة للتوصل الى اتفاق ووفاق
بين كل الاطراف السياسية، واكد ان حل الازمة لا يكمن في فوهات البنادق
والمدافع بل بالحوار والتفاهم وحقن الدماء والحفاظ على الامن والاستقرار
ومقدرات الوطن.
ودعوة الرئيس هذه هي فاتحة المهام التي سيقوم بها خلال هذه المرحلة
المعقدة، فهي اذا لا تتعلق بتصعيد ولا انتقام، بل لا يليق وصف الرئيس
بمثل هذه الاوصاف التي اطلقوها على الرئيس فجأة والتي لم يعرف بها منذ
تولى السلطة وحتى اليوم، بل عرف بالتزامه تجاه القيم والخصال الرفيعة
كالحوار والتسامح والعفو ونبذ العنف وتجنب استخدام القوة لحل الازمات
السياسية، ونثق ان هذه الخصال والقيم اللصيقة به والتي ميزت طريقته في
الحكم وحل الخلافات ستكون هي الحاكمة لجهوده في حل الازمة ونقل السلطة
عبر انتخابات رئاسية مبكرة، وهذه الجهود لا تتناقض بالطبع مع المبادرة
الخليجية ولا قرار الرئيس الذي صدر قبل نحواسبوعين بشأن تفويض نائبه
بالصلاحيات المذكورة في القرار المعروف.
ان دعوة رئيس الجمهورية لكافة اطراف العمل السياسي والعسكري والامني في
السلطة والمعارضة الى وقف اطلاق النار لاتاحة الفرصة للتوصل الى اتفاق
ووفاق لحل الازمة، هذه الدعوة قد بددت كل الشكوك والتوقعات المتشائمة
التي صدرت من سياسيين معارضين تناسوا ان الرئيس صالح- وهم يعرفوه جيدا-
يلجأ دائما الى الاحتكام ولا يعرف الانتقام ولم يعرف عنه انه مارس
الانتقام يوما، وشكوكهم وتوقعاتهم الكريهة تلك لا تتسق اصلا مع نهج
الرئيس وتفكيره وتجربته في السلطة.
والمؤسف ان المعارضين قابلوا هذه الروح وهذه الدعوة المخلصة بالنفور- على
الاقل حتى هذه اللحظة-  وتجاوز بعضهم ذلك الى الاصرار على المضي في طريق
العنف بل وزيادة مستوى العنف والاساءة الشخصية لرئيس الجمهورية واستفزاز
ناخبيه واعضاء حزبه بغية مزيد من التأزيم والتعقيد. وعلى اية حال هذا هو
الفارق دائما بين رئيس الجمهورية وبين معارضيه. يتمسك بنهج الحوار وهم
يتمسكون بالفوضى والعنف ويدعو الى الوئام فيردون بالانقسام ويدعو الى
السلم وهم يدعون الى الحرب ويدعوهم للاحتكام وهم يدعون للانتقام.


 

تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 01:11 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=8112