السبت, 22-أغسطس-2009
شبكة أخبار الجنوب - الكاتبة : نجلاء نجلاء البعداني -
بالنسبة لنا نحن المواطنين العرب لم نعد نطالب الأنظمة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك والتي تسمى مجازاً الجامعة العربية بضرورة إحياء التضامن العربي وإخراجه من التابوت الذي وضع فيه منذ قرون كما لم نعد نطالبهم بتحقيق معجزة الوحدة العربية الشاملة الحلم العربي الذي هان واندثر.. كما لم نعد نطمح بتحقيق أي شيء يحتوي على كلمة وحدة عربية، وأسقطنا من ذاكرتنا كل مايتعلق أو يخص أو يؤدي إلى توحيد العرب عدا توحدنا بالمأساة والجرح العربي الدامي.
 فلا تكامل عربي ولا سوق عربية ولا دفاع عربي مشترك ولا قرار ولا أي شيء من هذا القبيل حتى على المستوى الرياضي، فدائماً مانسمع في كرة القدم عن كأس الاتحاد الأوروبي وكأس أمم افريقيا وأمريكا الجنوبية وكأس آسيا ولكننا لا نسمع عن كأس العرب أو دورة الألعاب العربية.. لدرجة أننا أصبحنا على يقين مطلق وقناعة تامة بأن كلمة وحدة عربية في أي مجال من المجالات تثير الكثير من التحسسات وتصيب الأنظمة العربية بداء الحقد والكراهية لكل مواطن يحلم بالوحدة العربية أو يطالب بها، ولهذا فقد أسقطنا كلمة وحدة عربية من ذاكرتنا ومحينا كل ماضينا وتاريخنا الذي كنا فيه يوماً متحدين، ومع ذلك لم نغضب ولم نتذمر وقلنا هذه أمور دنيوية ورؤى سياسية لها حساباتها، وقادتنا وأنظمتنا أعلم بمصالحنا ولا يمكن أن نكون أكثر منهم دراية ووعياً وإدراكاً لما ينفع الشعوب العربية وما يضرها، وقلنا في أنفسنا ربما هم يدرأون الضرر الأكبر بالضرر الأصغر، وحسابات قادتنا يرون أن بقاءنا ممزقين ومفرقين ومشتتين وإن كان فيه ضرر وضعف وهوان إلا أنه أقل بكثير من الضرر والضعف والهوان إن تمت الوحدة ولم الشمل وتجمعنا.
ولهذا فلا داعي لتقليب المواجع ونبش الماضي المؤلم.. نعم نحن راضون ببقائنا على مانحن عليه وراضون أيضاً ببقاء الأنظمة العربية بكل أشكالها واتجاهاتها.
وفي مقابل هذا لنا طلب واحد فقط لا علاقة له بالوحدة العربية والمصير المشترك ولا يحقق أي تكامل أو تضامن عربي.. كما أن هذ الطلب البسيط لا علاقة له أيضاً بالحكام العرب وكيفية توليهم السلطة ومدى التزامهم بحقوق الإنسان العربي والديمقراطية والارتقاء بشعوبهم وبناء الاقتصاد والحد من البطالة ومحاربة الفساد ولا غير ذلك مما قد يؤثر على أمزجة الحكام ويعتبرونه بداية لصحوة عربية قادمة فهذا الطلب يتعلق بديننا وعقيدتنا ولا شأن له بأمور الدنيا والسياسة وعلاقة الحكام والأنظمة العربية ببعضها، فنحن لا نريد أكثر من وحدة في الصوم، باعتباره ركناً من أركان الإسلام وأن تكون رؤية هلال شهر رمضان موحدة في كل الدول العربية وألا يخضع صومنا لتباينات الحكام واختلاف العلماء.. وكل مانرجوه أن تكون دور الافتاء وهيئات الأهلة ومراصد الرؤية.. الخ بعيدة كل البعد عن التجاذبات والأهواء والأغراض وأن تكون فتواهم خاضعة لأمور أخرى كما يحدث كل عام، حيث نجد أن كل دولة عربية لها هلالها الخاص بها.. فمتى سيتحقق هذا الحلم العربي في صوم رمضان متحدين في جميع الأقطار العربية؟

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 12:57 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=698