الأربعاء, 23-مارس-2011
شبكة أخبار الجنوب - اراء حرة شبكة اخبار الجنوب - وفاء عامر -

في معظم الثورات في العالم- قديمة وجديدة- يكون هناك أهداف يلتف حولها ويتفق عليها مجموعة من الناس ويقومون بالثورة لتحقيقها وتكون تلك الأهداف في معظم الأحيان أهداف نبيلة تجتذب حولها المواطنون ولكن سرعان ما يحصل ركوب للموجة من قبل أناس آخرين لديهم القدرة على أن يتلونون ويتكيفون مع الوضع الجديد ويلتفون على أولئك النفر الصادقين الذين أوقدوا شرار الثورة ورويدا رويدا يتم إزاحتهم عن الواجهة وعن الثورة برمتها ويصبح المتسلقون هم قادة الثورة بامتياز وليتهم يحافظوا عليها بل يعملون على مسخها وتحويلها عن المسار الذي قامت من أجله إلى مسار آخر مغاير تماما لما أراده القائمين بها وهذا يحصل بعد غترة من نجاح الثورة فما الذي حصل لثورة الشباب في اليمن؟


لقد بدأت ثورة نقية صافية يطالب فيها الشباب بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لهم ويطالبوا بمحاسبة المفسدين من العاملين في جهاز الدولة وهي مطالب مشروعة ويقبل بها كل ذي عقل سليم. وعلى حين غرة دخل على الشباب مجموعة من الناس الذين ظهروا فجأة ورويدا رويدا أزاحوا الشباب عن منصة الخطابة ثم تحت ذريعة التنظيم والمحافظة على الأمن استولوا على الساحة بكاملها وأصبحوا يتعاملون مع الشباب بأسلوب يشعرهم أنهم مجرد متواجدين داخل الساحة كتكملة عدد ولا قيمة لرأيهم أو سماع لصوتهم.


وقد أدى هذا الأمر إلى انسحاب الكثير منهم خاصة بعد أن زاد عدد أصحاب الذقون الذين ينظرون إلى الموجودين في الساحة بريبة ويتصرفون بالناس الموجودين فيها وكأنهم في معسكر على الجميع السمع والطاعة وأصبح هناك شرطة منهم أصحاب قلوب غليظة بل وأصبح لديهم حبس ومكان للتحقيق بأسلوب غريب..


وهذا الأمر جعل الكل يذعن لأوامر أصحاب الذقون الذين يتجولون في الساحة مراقبين لكل من فيها ومحاسبين لكل من يلحظون أنه يتحدث بأسلوب حر فهم لا يقبلون بالرأي الآخر على الإطلاق وأصبح الشباب خارج نطاق اهتمام الموجودين وإن كانوا يستخدمون أسمهم على مدار الساعة باعتبار أن الثورة هي ثورة الشباب وهذا لذر العيون فقط أما الواقع فقد أصبح الشباب لا حول ولا قوة لهم وأصبحت المبادئ التي ينادي بها الموجودين بعيدة كل البعد عن طموح الشباب الذي اضطر بعضهم إلى مجارة الوضع وركوب التيار.


لقد جاءت القشة التي قصفت ظهر الجمل وهي المتمثلة في التحاق علي محسن الأحمر بثورة الشباب وهو الذي كان المطلوب رقم واحد للمعتصمين باعتباره أحد أهم أعمدة الفساد فهو موغل في الفساد إلى درجة يصعب فيها تصور أن يتم مسامحته على ما فعله من جرائم بحق الوطن والمواطنين طوال ثلاثة عقود من السرق والنهب لمقدرات البلاد، فهو متخصص في نهب الأراضي وتوزيعها على من يريد، وقد أصبح أحد أثرا أثرياء اليمن..


وهناك نكته تقال وهي أن مجموعة من المسئولين كانوا يتناولون الغذاء وكان أحدهم أصلع فقال له الآخرون غطي صلعتك قبل أن يشاهدها علي محسن الأحمر فيقوم بتخطيطها, كناية على أنه قد خطط كل القلاع في اليمن واستولى على كل التباب، وسفك الكثير من الدماء لمن طالب بحقه في تلك الأراضي وتباب صنعاء تشهد على ذلك.


إن التحاق هذا الشخص قد أنهى ثورة الشباب تماما فأنقلب الساحر إلى طبيب وأصبح الشباب خارج اهتمامات الموجودين في الساحة وكشروا عن أنياب حداد وانسحب الشباب وبقي أصحاب اللحى الطويلة يعيشون تحت مظلة الفساد المتحرك على قدمين وهو علي محسن الأحمر الذي أصبح ثائرا بعد ان كان مطلوبا للعدالة.


 

تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 04:06 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=6037