السبت, 02-أكتوبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - نور باعباد نور باعباد -
ها نحن نعيش ابتهاجات الثورة الأم سبتمبر، تلك الثورة التي نكّن لها كل تقدير، فلولا تضحيات أولئك الشرفاء لما كنا على ما نحن عليه من حرية وكرامة ووحدة، وحسبي أنها أهداف سامية ضحى من أجلها شرفاؤنا وحسبهم بذلك أنهم عبَّدوا لنا طريقاً مستقبلية نسير عليها وفق أهداف الثورة السبتمبرية الستة ولكن نظرة إلى ممارساتنا الاجتماعية نرى جحافل من المواطنين تطحن أسنانهم أكواماً من القات وتستقر في بطونهم سُّماً زعافاً، وهم يعرفون حقيقة ذلك، ولكن أنانيتهم يتقدمهم المسئولون وأصحاب المال في مفاخرات قاتية مخجلة غلبت على مصلحتهم، ولو عاد ثوارنا لأسفوا على تضحياتهم.
 أما ممارسات العنف الأسري فنظرة فاحصة إلى من ظهرت عليه ملامح الفتى فتراه يتزوج رسمياً وعرفياً ويترك كَّماً عددياً من الأطفال تجرّ زوجاته بهم خيبات الأمل والمستقبل إن مات أو غُدرت به الدنيا، ونكون بذلك أمام عنف متعدد من الزواج المبكر والمتعدد والسري والإنجاب المتكرر لعدة زوجات مما يزيد من نسبة الوفيات للأطفال والزوجات الأمهات، ولا يخفض من زيادة المعدل السكاني في الإنجاب ويضيف أعباءً تنموية لا تستطيع مواكبتها خطط التنمية.. هذه نماذج من اختلالات اقتصادية واجتماعية مسؤول عنها مجتمع ما بعد قيام الثورة السبتمبرية والأكتوبرية وإلا بما نفسر مثل تلك الممارسات التي يخجل الإنسان اليمني منها فقد غابت عن مجتمعنا القدوة الحسنة وما ظهر منها إلا قلة نادرة.
 إن نعمتنا بالحرية التي تحققت بفضل تضحيات الشرفاء لا تعني اللامبالاة ليصل شعبنا إلى ما هو عليه من فوضى بل إننا كمجتمع يمني وحكومة مسؤلون عن تلك التداعيات، فالمسئولية الشخصية تحتم أن يتداعى الجميع ليدركون عمق الخطر الذي نحن عليه، فقد أضاف النظام العالمي الجديد وما سمحت به العولمة عبئاً آخر تلقفناه فصار الطفل يخرب ويعبث بلعبته ليلعب بها ثم يتركها كماً بلاستيكياً يلوث البيئة وصار الرجل يتزوج ما يشاء، وصار الشاب يرفض التعليم ليقف عاطلاً ويصبح إرهابياً و متطرفاً، وصار الأب يحتال ويقتّر على أسرته ليعيش متعة وهمِّ القات مبرراً لنفسه أنه يجنبها التوغل في المحرمات والمسكرات والمخدرات، هكذا أفتى وحلّل لنفسه واجبات مزاجية، والمرأة هي الأخرى أصبحت وراء القات والملابس وتفضل ألا تذهب بناتها للتعليم ليخدمنها ولتبدأ عمليات زواج وأفراح فطلاق وأطفال وأمهات غير متعلمات لا يستطعن إعالة أنفسهن. ترى لو عاد ثوارنا والمدافعون عن الثورة كم سنخجل ونتمنى لو تُخفينا الأرض في هوتها السحيقة، لإنا لم نكن أمام تضحياتهم غير أمناء، ولم نحمل رسالتهم وأحلامهم بيمن سعيد .
قد نقول لهم إننا حققنا أهم هدف من أهداف الثورة وهو الوحدة، ولكن ماذا نقول لهم عن ممارساتنا هذه المحمّلة بالكراهية والكسل والأنانية، وماذا نقول لهم:إننا لم نحسن من سلوكيات الفرد وممارساته، وإننا بالتالي لم نستطع أن نحقق استدامة تنموية وأخلاقية، وأننا مازلنا نراوح أنانيتنا، وتنخرنا شجرة خبيثة أكلت الأخضر واليابس من أموالنا وصحتنا وثروتنا الزراعية والمائية لنسقيها لتعود إلينا في دورة اقتصادية مزعومة لتستقر في مكنونات أجسامنا النحيلة مرضاً جسدياً ونفسياً وأخلاقياً ونزفاً مالياً.
فلندرك ولنسشعر ما نحن فيه من خطر يكاد يعصف بنا، لن يرحمنا التاريخ إذا استمررنا في تلك الممارسات المتخلفة من العنف والإرهاب والتطرف والاحتراب والتّقطع والاختطاف والسرقة والعنف، وهي أخطر الأمراض، وحتى لا تكون الصورة قاتمة فالحل بأيدينا والاستنهاض كذلك والخروج من بوتقة اللامبالاة هو استحقاق وطني لابد أن نقرع الآجراس في المساجد والتجمعات من آجله، وأن يتداعى المجتمع بأفراده وشخصياته الوطنية والاجتماعية للنهوض بالوطن، فالشعوب لا تسمو وتنهض وهي تعيش أنانيتها، بل تنهض بفكرها المتقدم وأهدافها السامية نحو التنمية وبشبابها وعملهم المبدع والخلاق.   
 
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 10:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=4312