الثلاثاء, 28-سبتمبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - صادق ناشر صادق ناشر -

قبل 48 عاماً كان اليمنيون على موعد مع التغيير الذي جلبته ثورة 26 سبتمبر، فقد كانت سبتمبر ثورة لا انقلاباً، كانت حقيقة ولم تكن حلماً، كانت حياة ولم تكن موتاً، كانت حصيلة كفاح ولم تكن ثورة ناعمة كما حدث في بلاد عديدة، كانت ثورة جياع ولم تكن ثورة طبقات مترفة.
ربما لأن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر أرادت أن تكتب الحياة لليمنيين فكتب لها ولرجالاتها النجاح، لكن الثورة لم تحصل على الراحة وصناعها لم يجدوا الوقت لكي يطوّروا أدواتها ويصلوا بها إلى الهدف المنشود لها، بعد أن دخلوا في حروب مع أعدائها وفي حروب مع بعضهم البعض ؛ فطوال السنوات الثماني والأربعين التي انقضى من عُمرها لا زالت تعاني ثورة سبتمبر من آثار المؤامرات عليها، بعضها للأسف من بين أبنائها، فرأس الثورة مطلوب منذ قيامها وحتى اليوم، وهو تقييم أورده الراحل الكبير يحيى المتوكل في إطار حوار الذكريات الذي أجراه معه كاتب هذه السطور قبل عشر سنوات تقريباً .
الأسئلة التي تثار اليوم بعد اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر هي ما إذا كانت الثورة نجحت في الحفاظ على المبادئ التي قامت من أجلها أم أن الزمن جرف هذه المبادئ أو على الأقل انحرف بها إلى أماكن غير أماكنها الصحيحة، وهل يمكن القول إن الثورة انتهت بإعلان دولة الوحدة قبل 22 عاماً أم أن جذوتها لا تزال باقية حتى اليوم وتحتاج إلى إعادة قراءة من جديد؟
لا يحتاج المرء إلى تأكيد حيوية الثورة في نفوس أبنائها فعلى الأقل ولد الكثير منا في أحضان الثورة وتربى على مبادئها وتعلم بخيرها وخير ثورة الرابع عشر من أكتوبر التي كانت فتحاً جديداً في جنوب البلاد، صحيح أن كثيراً منا لم يعد يتذكر أهداف الثورة ومبادئها وبعضنا يمر عليها مرور الكرام، إلا أننا نشعر بأننا بحاجة إلى نسخة ثانية من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر وإلى نسخة ثانية من ثورة الرابع عشر من أكتوبر حتى نقوّم الاعوجاج الذي ينتاب حياتنا اليوم ، نسخة معدلة ومطورة من الثورتين حتى نتجاوز السلبيات التي وقعت فيهما الثورتان المجيدتان بعد قيامهما.
هناك أطنان من السلبيات المتراكمة على الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر وعلى الجميع، سواء من صناعها أو من الحكام اليوم، أن يزيلوا هذه الأطنان منها، وإزالة هذه التراكمات تحتاج إلى ثورة أخرى مكملة لها ، تكون قادرة على انتشال البلاد من أزماتها الراهنة ، خاصة وأن الجميع يدرك مكامن هذه الأزمات .
إن أكبر تكريم للثورة بعد سنواتها الثماني والأربعين هو أن نعيد قراءة أهدافها ومضامينها، فروح ثورة سبتمبر لا تزال تسري في عروق الملايين منا، والأهم هو أن لا ندفن هذه الروح بالاحتفالات الشكلية التي نقيمها كل عام، فهذه الاحتفالات غير المقرونة باستعادة روح وألق الثورة هي في حقيقة الأمر دفن للثورة وللمبادئ التي قامت من أجلها.


 

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:31 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=4268