الأربعاء, 22-سبتمبر-2010
شبكة أخبار الجنوب - صادق ناشر صادق ناشر -
لا أدري إن كان قد كتب علينا  الشقاء طوال حياتنا ، أكنا مشطرين أم موحدين ، فالأنباء القادمة من محافظة شبوة ، حيث تدور مواجهات عنيفة بين قوات الجيش وبعض أعضاء تنظيم «القاعدة» تشير إلى نزوح الآلاف من سكان منطقة الحوطة بالمحافظة، والذين يعانون من ظروف صعبة جراء الاقتتال ولجوئهم إلى محافظات ومناطق مجاورة بعيدة عن مرمى نيران المتحاربين.
ولحق أهالي الحوطة بالآلاف من إخوتهم في منطقة لودر بمحافظة أبين الشهر الماضي، الذين نزحوا فراراً من القتال في المنطقة مع نفس العدو ، أي «القاعدة»، وقبل عام كان عشرات الآلاف من سكان صعدة وعمران والجوف يعيشون مرحلة نزوح من منازلهم وقراهم عندما كانت الحرب على أشدها بين الجيش والمتمردين الحوثيين، كما كان هناك نزوح لسكان منطقة الجعاشن، ونخشى نجد أنفسنا ذات يوم مرميين على حدود البلدان المجاورة، كما هو حال الأشقاء في الصومال الذين ملأوا سواحلنا ومدننا منذ الحرب في بلادهم وحتى اليوم.
يا أهل الحل والعقد ، يا سلطة ، يا معارضة ، يا قبائل، يا مشائخ ، يا «متأسلمين» يكفينا نزوحاً ، يكفينا دماراً وخراباً ، لقد وصل الخراب إلى بيوتنا وقرانا ، بعد أن كنا نعتقد أننا بعد الوحدة قد ودعنا الانقسام، لقد وصل الخراب إلى علاقاتنا بدول الجوار التي بدأت تشكو من تدفق النازحين والفارين إليها من مواطنينا، حتى أن بعض أهالي هذه البلدان بدأ يقارن العمالة اليمنية بالعمالة البنجالية، المعروفة بسمعتها السيئة في بلدان الخليج.
ارفعوا كرامتنا التي أذلتها لقمة العيش وهي تبحث عنها في كل بقاع الأرض، حافظوا على سمعتنا التي كانت عطرة قبل أن تجرفها هرولته إلى بلدان الجوار، أعطوا للناس أملاً في أن بلادهم ستكون أفضل في المستقبل لا أن تغرقوها في دوامة الأزمات والمشاكل.
صورة ما نشهده اليوم في الحوطة بمحافظة شبوة وقبله في لودر بأبين وقبل ذلك في محافظات صعدة وعمران والجوف  من نزوح لأهاليها خوفاً من حروبنا الداخلية دليل على أننا لم نتعظ بعد من مشاكلنا القديمة بل أضفنا إليها مشاكل جديدة .
يا هؤلاء ابحثوا عن حلول المشاكل بدون استخدام أدوات القتل التي تزيد من الأزمات وتدُخِل البلاد في أنفاق مظلمة ، جنبوا أنفسكم وشعبكم تنفيذ الأجندات الخارجية ، والتي لا يجني منها الشعب سوى الخراب والدمار مقابل الحصول على الفتات من الأموال ، ولينخرط العلماء في حل مشاكل الناس عوضاً عن الدخول في المسارات السياسية ، لأن ذلك لن يزيد البلاد إلا انقساماً على انقسام .
 
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:17 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=4197