الأحد, 15-أغسطس-2010
شبكة أخبار الجنوب - عرفات مدابش عرفات مدابش -

من يتابع الإعلام السعودي ، خلال الأعوام القليلة الماضية ، سيجد أن هذا البلد يعيد صياغة نفسه من جديد على مختلف الصُعد ، ويتخلص من العديد من الشوائب التي علقت به خلال العقود الماضية على تأسيسه ، والتي يعتقد البعض أنها كانت " ضرورات المرحلة " ، غير أنها ساهمت – إلى حد كبير – في تأخر عجلة التقدم الاجتماعي بصورة غير متوازية مع التطور والتقدم الاقتصادي والعمراني الذي شهدته المملكة .


لقد برز إعلام وإعلاميون سعوديون ونخب مثقفة ، بدأت في وضع اللبنات الأساسية لعملية الإصلاح الجذرية – المقبلة ، كما يبدو ، بخطوات مدروسة وبرغبة في التغيير وتحديث المجتمع السعودي وأفكاره ، بعد أن ساد انطباع مؤسف لدى العديد من الشعوب أن الخليجي وبالأخص السعودي ، إنسان جيبه ممتلئ بالمال وعقله فارغ !


هؤلاء الإعلاميون اظهروا ، من خلال كتاباتهم وتناولاتهم أن السعودي ليس ـ كما يعتقد البعض ـ كيسا للمال ، بل مجتمع حي ومثقف ومنفتح ويسعى إلى الأفضل ، وتجلى في القفزة النوعية للإعلام السعودي ، مؤخراً ، على صعيد التقنية ومضمون التناول النوعي لقضايا المجتمع .


ليس الإعلاميون فقط من بّرز في هذه المضامير ، بل هناك الكتاب والشعراء ، رجالاً ونساءا ، وهناك " القوة الضاربة " ، إن جاز التعبير ، والتي تسعى إلى إيجاد التغيير الحقيقي في المجتمع السعودي ، وهم الفنانون ، الممثلون الذين تمكنوا من إيصال الأفكار الحداثية ومجابهة الأفكار المتطرفة والهدامة إلى اكبر قدر من الجمهور عبر شاشات التلفزة السعودية وغيرها ، من خلال أعمال درامية وكوميدية وقوالب متعددة ، تنتقد الذات وتعري السرطانات المتفشية ، ليس في جسد المجتمع السعودي فحسب ، بل في العديد من المجتمعات العربية المحافظة أو غير المحافظة التي يسعى البعض إلى إعادتها إلى مستنقعات التخلف ! .


لقد ابرز الإعلام السعودي والنتاج الفني ، الكوميدي تحديداً ، القضايا الخلافية في الشارع السعودي والتي أخذت حيزاً من الجدل ، مؤخراً ، كموضوع الدراسة الجامعية المختلطة ، قيادة السيارة للمرأة وتعليمها وعملها ، وكذا القوى الظلامية التي تسعى إلى إبقاء هذا البلد الكبير ، قبلة الأمة الإسلامية والمسلمين عموما أينما كانوا ، ومقصد حجيجه ، متقوقعاً و متمترسا خلف أسوار الجهل والأفكار المعتمة ! .


والى جانب تسجيل الإعجاب بهذه الجهود والأدوار ، لا يمكن أن يغفل المرء ، أن حركة التغيير والإصلاح في المملكة ، لا يمكنها أن يكتب لها الحياة أو أن تستمر ، لولا الإرادة السياسية والرغبة في النهوض بهذا البلد ، ونقصد بذلك خادم الحرمين الشريفين ، الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ومن إلى جانبه في الحكم والأسرة الحاكمة الذين يشاطرونه نفس الرغبة ، ولا يعد ذلك انتقاصا ممن سبقه ، ولكن لـ " لكل زمن دولة ورجال " ..، وهذه حقيقة ، لأننا نعرف أنظمتنا العربية .. من يجرؤ على القيام بشيء يخالف رغبة حاكمها ، ولكنها ـ هنا ـ رغبة صالحة !.


لا أخفيكم أني أخاف وأخشى على هذه التجربة وهذه الخطوات الشجاعة من بطش الظلاميين وانقلابيتهم المقيتة وأسلحتهم المسخرة دينيا .. و الخطرة !!



تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 20-مايو-2024 الساعة: 12:29 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=3894