شبكة أخبار الجنوب - الشاعر الجنيد

الأحد, 30-مايو-2010
شبكة اخبار الجنوب - شعر - معاذ الجنيد -

طفولـــــــة بالمــــزاد  
شعر: معاذ محمد الجنيد
أضاعــوا صِبا عُمـري ولــون بهائي *** وبِِسمكَ يا ربّي حُرمــــتُ هنائـــــي
وداسوا على حلمي البريء وعالمي  *** الطفوليِّ واتهمــوا بـذاكَ قضائـــي
أأُظلـــمُ يا أمي وأنـتِ عليمــــــــــــةٌ  *** وتســــودُّ أيامي وأنـــتِ ضيائـــــي
وأُتركُ في عمــــــرٍ أرى فيه حاجتي  *** لأمي تضاهـــــي حاجتي لهوائــــي
أيُقطفنَ أزهاري وهُنَّ براعـــــــــم ٌ؟  *** أيبصقني بالـــــــــداء ثغــــرُ دوائي
تضـــاءلَ لونيِ قبـل لــــون ملابسي  *** وباليةً أصبحـــتُ قبـــل حِذائــــــــي
صغـــيرة أهلي كنتُ يا دهرُ ما جرى  *** بأهلي فباعـــــــــوني على الغرباءِ
أنا طفلـــةٌ تحيا بغــــــــير طفولـــــةٍ  *** ضحية تاريخٍ من الأخطــــــــــــــاءِ
حياتي عــذابٌ في عــــذابٍ وقصتي  *** نسيــــجٌ من الأهــــــــوال والأرزاء
تزوجني وحشٌ فويـح صغـــــــــيرةٍ  *** تُصارع مثلي المــــوتَ وهي ترائي
فلا والــــدي يدري بحجـم مصيبتـي  *** ولا سَمعتْ أمـي الحنونُ ندائـــــــي
ولا منْ يُنــادي لا تخــافي وتحــزني  *** وما من سريٍّ غير فيض بكائــــي
أحنُّ لحضـــنٍ دافــــئٍ كــي يضمني  *** فيلتـــــــفُّ حولي إخطبـــوطُ عنائي
كـأنَّ لظى الإسفلــت ذات ظهــــــيرةٍ  *** سريري.. وجدران السجون رِدائي
كأنَّ الليالــي حـين زارت نوافـــــذي  *** بشُبَّاكها صُلِبـــتْ فطــــــالَ مسائي
طموحي بعُكـــــــازٍ وثـوبٍ مُقطَّـــــعٍ  *** تأبط يومَ غَــــدي ونـــــــامَ ورائـي
أُفتشُ عن فجري كفاقــدة ابنهــــــــا  *** وأجري من الظلمـاء للظلمــــــــاء
وأبحثُ عن كُرَّاستي وحقيبتــــــــــي  *** وعن لُعبة الأرقـامِ والأسمـــــــــاءِ
أفتش حتى عــــــن ســـــراب وراءه  *** سأوهِـــــمُ نفســي أن ذلك مائــــي
ودُبِّي الصغير الكانَ يغفـــــو بجانبي  *** وأُصغي لِمـا يحكيـــــه بالإيمـــــاءِ
لِدُبٍّ حقيقيِّ تحــــــــوَّلَ مُرعبـــــــــاً  *** يُطاردني في الصحـو والإغفــــــاءِ
وأصبحَ ثوبــــي المدرسيُّ عبـــــاءةً  *** تلفُّ مآسي الدهر تحـت غِطائــــي
أنا طفلـــــةُ الآلام منزوعة الصبــــا  *** وكفَّـــةُ مــــاءٍ قد أضعــــــتُ إنائـي
تُباشرني الحســـــراتُ كل عشيـــــةٍ  *** فأصحو من الإغمـاء للإغمــــــــاءِ
ويمتصُّني الصمــــتُ المُريعُ تسـاؤلاً  *** كزوبعـــــةٍ تسعــى إلى إلغائـــــــي
كأني بحمل الحــزن أُخفي فضيحـــةً  *** أواريه مثل الطفــــــل فـي أحشائي
فأضحكُ إمَّا صِنعــــــــــةً أو تكلفــــاً  *** وأبكي ودمعــــي شاعــــرٌ تِلقائـــي
كسنبلةٍ بالهـــمِّ مُثقلـــــــــــةٌ أنــــــا  *** فللنــــاس ما أُعطي ولــي إعيائـــي
وفي الحائط الشرقيِّ معروضةٌ أنـــا  *** لكـــــل جبـــانٍ راغــــبٍ بشرائـــي
تحالـــــــفَ قومٌ لاغتيـــــال براءتـي  *** ووُظِّــــف دِينٌ لاغتصــــاب نقائــي
فنفسي على نفسي تمـــوتُ توجعــاً  *** وتحـــــــــزنُ أشيائي على أشيائـي
جميع الأيــــــــادي رتَّبت لانتكاستي  *** وظلمــــــــاً أباحتْ للذئـــاب دمائـي
وألقتْ بسرداب الزمـــــــان قضيتـي  *** وحرَّضتْ الآتي علــى إقصائـــــــي
فهل وقفَ الإسلامُ ضـِدَّ طفولتـــــي؟  *** وماتَ بباب الله صــــــوتُ رجائــي
تزوجني ظلمـــاً أتُمنح طفلــــــــــــةٌ  *** لغــــــــــولٍ يُبعثرهـــــا إلى أشـلاءِ
أما كنتُ أُدعى قُرَّة العين يا أبـــــي؟  *** بذُلِّي تقــرُّ العـــــــــينُ أم بعنائــي؟
أبي.. إن صدراً غير صدرك ضمنـي  *** وكان معــي أأذى من الإيـــــــــذاءِ
يُجرِّبُ في جسمي شجاعتـــهُ ومــــا  *** يقوم بما سَــــــوَّي سِوى الضعفاءِ
كأنْ لمْ يدعْ في الله حقـــاً مُضيَّعـــــاً  *** ورُكناً ومـــــــــــا أدّاهُ خـــــيرَ أداءِ
ولم يبق شيءٌ غير فـــــضّ بكارتـي *** ويكتملُ الإســـــــــــــلام في إنهائـي
أبي..إنَّ فاتحةً بعقـــدي قرأتهَــــــــا  *** أظُنهـــــا لا تُلقى على الأحيــــــــاءِ
فها أنت ذا من بعــــد عرسي تعيدها  *** لروحي وتتلوهــا بيـــــــوم عزائي
وما خِلتُ أني قد أواجـــــه ليلــــــــةً *** بها يشتكي الأبنــــــاءُ بالآبـــــــــاء
تعطَّلت الأيـــــامُ قبــل انقضائهـــــــا  *** وعقد نِكاحي كـان عقد فنائـــــــــي
Moad.algoned@yahoo.com



تمت طباعة الخبر في: الثلاثاء, 14-مايو-2024 الساعة: 01:26 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=3240