السبت, 03-أبريل-2010
شبكة أخبار الجنوب - نجلاء البعداني نجلاء ناجي البعداني - شبكة اخبار الجنوب -
يبدو أن كل شيء فوق الأرض اليمنية تحول في نظر مافيا التهريب إلى سلعة يمكن تسويقها وبيعها بأبخس الأثمان.. وليس هناك مايحول بينها وبين تهريبها إلى خارج الحدود براً أو بحراً وحتى جواً ،فكل الممرات مفتوحة ومن السهل اختراقها من قبل مافيا التهريب.. ولم يعد الأمر يقتصر على الآثار التاريخية التي أصبحت هدفاً لكل مهرب ولكل مخرب يسعى خلف حفنة من الدولارات مقابل تاريخ إنساني وحضاري لايقدر بثمن، وكم من القطع الأثرية تم السطو عليها وبيعها من قبل العابثين بتراثنا وحضارتنا دون وعي بفظاعة مايرتكبونه في حق وطنهم وشعبهم، فهم حين يقدمون على بيع قطعة أثرية هم في حقيقة الأمر يبيعون تاريخ شعب وحضارة وطن ويسرقون ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم أيضاً.
كما لم تعد مشكلة التهريب تتعلق بتهريب الخضروات والمواشي والديزل والغاز ولاهو أيضاً يتعلق بالثروة السمكية التي أصبحت عرضة لكل من أراد الاصطياد من دول الشرق والغرب التي تجوب سفنها المياه الاقليمية اليمنية وتقوم بتجريف الثروة السمكية ونهبها جهاراً نهاراً على مرأى ومسمع من الجهات المعنية التي لم تحرك ساكناً تجاه هذا العبث والسطو الذي طال أعماق البحر وهدد ثرواته بالاندثار.. لأن كل هذه الأمور يمكن تلافيها والسيطرة عليها يوماً ما.
ولكن الكارثة حين يمتد التهريب ليطال الأطفال الصغار والفتيات القاصرات في واحدة من أبشع الجرائم التي ترتكب في حق الانسانية.. أطفال وفتيات تُنتهك انسانيتهم وتصادر حقوقهم ويصبحون عبيداً وجواري يباعون في الأسواق ويتعرضون لكل أنواع الاستغلال دون أي اعتبار لآدميتهم وقدسية انسانيتهم، والمؤسف أن نتعامل مع قضية تهريب الأطفال رغم خطورتها بهذا الشكل السلبي غير الجاد ونتعاطى ببرود لايعبر أبداً عن فجيعتنا بما يجري لهؤلاء الأطفال ونكتفي بالاحصائيات عن عدد الأطفال والفتيات الذين تم إفشال محاولات تهريبهم وأيضاً احصائيات بعدد الأطفال والفتيات الذين تم إعادتهم من قبل سلطات الدول المجاورة دون أن نسأل عن الحال الذي عادوا عليه..!
والأدهى والأمر أن يتم الحديث اليوم عن تهريب من نوع آخر وهو تهريب الدم وهي سلعة جديدة تكشفت عنها قريحة مافيا التهريب لتصل إلى حد تهريب دماء اليمنيين والاتجار بها.. ليصبح الدم سعلة جديدة تدخل عالم التهريب، وعلى ذمة المصدر الأمني الذي كشف أنه تم خلال الأيام الماضية ضبط قارب (فبرجلاس) في منطقة المخا بعد العثور بداخله على ثلاجة مليئة بقرب دم كانت في طريقها إلى التهريب.. المصدر الأمني لم يوضح مصدر الدم ولاكيف تم الحصول عليه بهذه الكمية الكبيرة واكتفى بالاشارة إلى أن شحنة الدم كانت في طريقها إلى الصومال.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستبقى ثرواتنا وحضارتنا عرضة لخطر التهريب والسلب؟ وهل كل شيء لدينا أصبح قابلاً للتهريب والاتجار به؟؟
وكم من اليمنيين امتصت دماؤهم لتهرب إلى خارج الحدود؟؟ وهل المستشفيات العامة والخاصة لها علاقة بهذه الصفقات الحمراء؟؟
وهل لتنظيم القاعدة علاقة بعقد مثل هذه الصفقات لإنقاذ حياة مقاتليه في الصومال؟؟
كل هذه التساؤلات مطروحة على طاولة الجهات المسئولة للاجابة عليها.. والمطالبة أيضاً بوضع حد لمصاصي الدماء وتجار الرقيق ولانكتفي فقط باحباط عمليات التهريب هنا أو هناك.. قبل أن نسمع منها أنها أحبطت محاولة تهريب الوطن؟؟
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 07:44 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=2673