الخميس, 14-يناير-2010
شبكة أخبار الجنوب - صادق ناشر صادق ناشر - شبكة اخبار الجنوب -
حسناً فعلت القيادة اليمنية بتحديد موقفها من مؤتمر لندن الدولي حول اليمن، والمقرر عقده نهاية الشهر الجاري، خاصة وأن المخاوف بشأن احتمال تواجد أجنبي على الأراضي اليمنية بذريعة مكافحة الإرهاب تتزايد في أوساط السياسيين ورجل الشارع على حد سواء.
إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية ـ تحت أية قادة كانت ـ لا تريد أن تعي أن الخطر لا يأتي من «القاعدة» ـ فقط ـ بل إنه يأتي من داخلها، وأقصد بذلك السياسة التي تتبعها واشنطن في قضايا العالم، ومنها القضية الفلسطينية.
موقف القيادة من التدخل الأجنبي بحجة ملاحقة «القاعدة» ومكافحة الإرهاب يجسد موقف الشعب اليمني كله، فليس هناك أي عاقل يقبل بوجود أجنبي على الأراضي اليمنية، لكنه يمكن قبول التعاون مع الأسرة الدولية في هذه القضية الكبيرة.
إذ إن خطر «القاعدة» لا يقتصر ـ فقط ـ على أمن الولايات المتحدة الأمريكية، بل إنه يمثل خطراً ـ أيضاً ـ على اليمنيين أنفسهم.
لا يجب أن ننساق وراء الإغراءات التي يمكن أن تقدمها الدول الغربية في مؤتمر لندن، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، بخاصة ما يمكن أن تقدمه هذه الدول لليمن في مجال التنمية، فهذه مساعدة ستكون مغمسة بالشروط، ولا يجب  القبول بها.
القضاء على «القاعدة» لن يأتي بجلب الآخرين إلى ديارنا؛ لأنهم إذا ما جاءوا فإنهم لن يخرجوا، هذه هي سياسة الدول الاستعمارية المعروفة، وقد جربنا بريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول الاستعمارية ورأينا كم من السنوات أضعناها في إطار محاربتها للحصول على استقلالنا وكم من الشهداء سقطوا وغابت التنمية عن ديارنا.
يمكننا القضاء ليس على «القاعدة» ـ فقط ـ بل على الحوثيين وعلى المنادين بالانفصال وعلى الطوابير الطويلة من الأزمات التي تلاحقنا اليوم وستلاحقنا غداً، إذا ما أدرنا أزماتنا الداخلية بحكمة وإذا ما قضينا على الفساد، ونشرنا التعليم ووفرنا الصحة للجميع، وإذا ما توزعت التنمية على كافة مناطق البلاد.
يجب أن تتنبه القيادة السياسية إلى الألغام التي يمكن أن تضعها الدول الغربية في مؤتمر لندن تحت ذريعة مساعدة اليمن.
صحيح أننا نحتاج إلى مساعدات للتنمية ومكافحة الإرهاب، لكن لا يجب أن تكون هذه المساعدات باباً لفرض الوصاية أو التدخل في شؤوننا الداخلية، وعلى السلطة أن تحدث انفراجاً في الشأن السياسي الداخلي، قبل أن يفرضه علينا الآخرون، أو نجد أنفسنا نقدم تنازلات للآخرين عوضاً أن نقدمه لبعضنا البعض.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 02:00 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=1880