الثلاثاء, 12-يناير-2010
شبكة أخبار الجنوب - صقر المريسي صقر عبد الولي المريسي -

لا يخلو مجال من مجالات الحياة من  جنود مجهولين  يؤدون واجبهم  بصمت  واتقان وكثيرا ما يكون هذا الواجب  من النوع  كثير الصعوبة  كثير الاجر عند الله تعالى  ولكن الاجمل  والاعلى اجرا  عند الله تعالى هو ان تكون  انت من اخترت هذا العمل  الصعب  بطواعية وطيب خاطر حبا في الواجب نفسه  .


وكما يقال ان تربية ورعاية  الا طفال هو من اصعب  واشق المهام  وهذا بالنسبة للاطفال  العاديين  فكيف عندما تكون الرعاية  لاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة  عندها دون شك ستكون المهمة اكثر صعوبة  وقد شاهدت ذلك بأم عيني  فقبل اسبوع تقريبا  سافرت الى صنعاء لقضاء عمل  واصطحبت اسرتي معي  في الرحلة لتكون كما يقول المثل حج وبيع مسابح  .


فمن ناحية انجز عملي ومن ناحية انفس عن الاسرة  رغم برودة الجو في صنعاء هذه الايام  ، الا ان الوضع لا يختلف  فالضالع تمر بنفس  موجة الصقيع التي افقدت  اهلها  اكثر من نصف ثروتهم القومية  ( القات ) بسبب الضريب  ، وعودة الى الموضوع فقد انهيت اعمالي في الصباح  اثناء الدوام الرسمي  وتناولت مع اسرتي وجبة الغداء في الفندق  ثم طلبت منهم الاستعداد للخروج  الى حديقة السبعين مستغلين وجود الشمس وحرارة الجو وفعلا  ذهبنا الى هناك  وبينما اطفالي  يلعبون بشقاوتهم  المعهودة  كنت انا وامهم نجلس على كرسي مزدوج  نتجاذب اطراف الحديث  حول قضايا متنوعة  .


واذا باطفالي  يهرعون نحونا وقد تركوا اللعب  وعليهم نظرة دهشة واستغراب  وقد خيم عليهم صمت رهيب على غير عادتهم  فنظرت حولي مستطلعا  واذا بي ارى ما يزيد على خمسون  طفلة  من ذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة  حركية وسمعية وعقلية  قد انتشرن  في المكان يلعبن  ويملآن المكان صياحا وضجيجا وحيوية ونشاطا  ، بعضهن يمشين على العصي والبعض على كراسي متحركة  والبعض يقاومن  حاجاتهن بدون وسيلة ومنهن من يتكلمن بالاشارة وغير ذلك  .


وكنت انظر اليهن باعجاب رغم  مرارة الالم الذي انتابني  الا ان تحديهن  لصعوبات الحياة  ونظراتهن التي يرى الانسان فيها امل وتطلع  وطموح  وضحكاتهن  التي من خلالها استطعن  اقناعي اننا جميعا  ذوي احتياجات  نعم لقد دمعت عيناي لكني ضحكت عندما استدركت ذلك نعم كلنا ذوي احتياجات  خاصة ولكن بعضها ظاهر وبعضها خفي  فمن يملك الصحة قد لا يملك الطموح او الامل او الابتسامة الصافية او القدرة على التحدي  خاصة وان هناك شباب وشابات  يتسكعون في ارجاء الحديقة  ليس لديهم  حتى هدف واحد لحياتهم  .


لكن ما زاد من  اعجابي وجعلني  اشعر ان الدنيا فعلا بخير  هو اني رأيت  مع  ذوي الاحتياجات الخاصة مربيات  ومشرفات  لا يتذمرن ولا يتأففن  من اداء واجبهن  ورأيت بعيني جزءا مما يقمن به من  جهد نحو بناتنا  من ذوي الاحتياجات الخاصة  من رعاية واهتمام  عن رضى وطيب نفس  ، وهذا هو العمل الصعب  ذو الاجر العظيم  عند الله تعالى  ولهن دون غيرهن  (  ارفع  قبعتي  وانحني  )  شكرا واعجابا  .

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 04:20 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=1856