الأربعاء, 11-يونيو-2014
شبكة أخبار الجنوب - العسلي عوض العسلي - شبكة اخبار الجنوب -
لا شك أن كلاً منا قد سمع لفظة (رجل الدولة) إلا أن قليلاً منا قد تفكر في معانيها، فلا يكفي أن يكون الإنسان شريفاً أو وطنياً ليكون (رجل دولة) ولنا في حكومة الوفاق وبعض أفرادها مثلٌ في ذلك، كما لا يكفي (حسن النية) لتبرير أفعال غبية، فرجل الدولة الغبي ليس رجل دولة.
أثيرت مؤخراً ضجة إعلامية حول شبكة (أودل) الاجتماعية التي صرح مؤسسها الشاب ماجد الجعماني أنها ستنافس الفيسبوك، مما دعا الأستاذ عبدالقادر هلال مشكوراً لدعمه بشكل كبير، وأنتهز هذه الفرصة لأحييه لتقديره للمواهب ودعمه للإبداع، إلا أن مجموعة من المبرمجين ومصممي المواقع أصدروا بياناً شككوا فيه بشكل علمي بحت بقدرة الموقع على المنافسة، فالموقع عبارة عن موقع (جاهز) يسمى Joomla وهو برنامج مجاني لإدارة المحتوى CMS يتم تحميله مجانا من الإنترنت، وتم التعديل عليه من قبل الأخ ماجد الجعماني إلا أن هذا التعديل لا ينفي عنه أنه موقع جاهز في الأساس!!
وقف (هلال) بين بيانيين، بيان مشكك، وبيان مدافع، فلم يتصرف كرجل دولة، يستمع إلى الطرفين ويتخذ قراره بناء على ذلك، بل أعماه الصلف والتكبر والغرور، وقرر من تلقاء نفسه أو بوسوسة من مقربين له أن المجموعة المصدرة للبيان المشكك في قدرات موقع أودل هي (مجموعة حاقدة مريضة تخشى المنافسة)!!
كان هذا تصرف (هلال)، فكيف يكون تصرف رجل الدولة؟ إن رجل الدولة الحقيقي لديه 3 طرق للحصول على نتيجة مؤكدة في هذه الحالة:
1- أن يجتمع بالطرفين، ويحاول أن يفهم وجهتي النظر ولا شك أن صورة واضحة لما يجري ستتشكل عنده ويستطيع عندها اتخاذ القرار المناسب.
2- أن يدعو الطرفين إلى مناظرة علمية تقنية إما علنية إن كان لا يخشى الاعتراف بالخطأ، أو مناظرة محدودة يحضرها هو ومجموعة من مقربيه ليشكل صورة واضحة عن الموضوع ويتخذ على أساسه موقفاً واضحاً.
3- إذا كان الأستاذ عبدالقادر هلال، لا يثق بالمشككين في الموقع لسبب أو لآخر، فما كان أسهل عليه أن يستأجر خبيراً أجنبياً في تصميم المواقع وأمثال هؤلاء يقدمون خدماتهم عبر مواقع مشهورة وتتراوح أسعار خدماتهم بين 20-200$ في الساعة وأضمن له أن الوقت اللازم من خبير لوضع تقريره لن تزيد عن الساعة وبالتالي لن تكلف العملية برمتها 200$ ولن تكلف من الوقت بين البحث عن الخبير واستئجاره وتقديم تقريره 3 ساعات!!
إذاً ما المبرر الذي لدى الأستاذ عبدالقادر هلال لاتخاذ هذا الموقف الغريب من المبرمجين اليمنيين جميعا لأجل مبرمج واحد؟ هو أمر من اثنين: إما أنه (مضحوك عليه) وأنا أربأ بالأستاذ عن أن يكون من السهل خداعه وهو المحنك الذي أدار العديد من اللجان.
أما السبب الثاني وهو الذي أرجحه أنه بالمصطلح اليمني الدارج (أقمر)، أي أخذته العزة بالإثم وأدرك أنه أخطأ في دعمه للموقع -مع تأكيدي على حسن نيته في ذلك- إلا أنه وجد حرجاً في التراجع عن الخطأ.
إن من أهم صفات (رجل الدولة) هو اتخاذ المواقف الجريئة في الأوقات الحرجة، فالتراجع عن الخطأ خير من الاستمرار فيه، فالأمر أشبه ببحيرة الرمال المتحركة، من الخير لك العودة من الطريق الذي سلكته على أن تستمر وتغوص فيه أكثر وأكثر، وقد قال الله عز وعلا: (... ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) وكلنا يعلم أن (كل بني آدم خطّاء، وخير الخطاءين التوابون).
كلنا معرض للخطأ، والتراجع عنه فضيلة إلا أن الاستمرار فيه رذيلة تشكك في نية صاحبها، وأن له هدفاً من استمراره في الخطأ لا يعرفه إلا المقربون.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 27-أبريل-2024 الساعة: 07:47 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=15819