الثلاثاء, 22-أكتوبر-2013
شبكة أخبار الجنوب - اليحصبي سيف اليحصبي - شبكة اخبار الجنوب -
بعيدا عن الانفعالات والكتابات التي تصب في اتجاهات محددة مسبقا, بعيدا عن التجريح وبعيداً عن النفاق، بعيدا عن الأقـلام التي تعمل بقوة الشحن المسبق وتصفية الحسابات السياسية عبر اشرف المهن وهي الصحافة..ومن اجل ان يكبر اطفالنا ليعرفوا ما قدمه القادة لليمن ان خيرا فخير وان شرا فشر.., فان من الواجب الحديث عن هذه الشخصية بعيدا عن الحملة التي تشن ضده لاسباب سياسية, يجب الكتابة عنه بموضوعية من اجل الاجيال ومن اجل الحقيقة ومن اجل اليمن...لا من اجل الدكتور الارياني.

يمثل الارياني في اليمن قيم الحداثة والمدنية والليبرالية .., يمثل, وذلك باعتراف حتى ألد اعدائه, شخصية دولية عالمية تحوز الكثير من الاحترام والتقدير بل أن بعض الدول تستعين بخبراته وعقليته في القضايا المعقدة وهذه حقائق بالامكان التأكد منها فهو عضو في الكثير من التجمعات الدولية العالية المستوى مثل نادي مدريد، يمثل هذا الرجل هذه القيم كلها في بلد تسيطر عليه أساسا قيم العسكرية والمشيخة الدينية والقبيلة ومع كل ما تمتلكه هذه القوى من ترسانة أسلـحة ونفوذ ومال، وقف الرجل يقاوم لسنين طويلة متبعا القاعدة " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح"، وقـف أمام هذه الترسانة باكملها وهو ليس بقائد عسكري ولا شيخ قبيلة ولا يملك اي قوة تقليدية يستطيع الصراع من خلالها..لم يمتلك الرجل الا عقله وقيمه ومبادئه , ولهذا فان القوى المختلفة في اليمن كلما حاولت التخلص منه تجد نفسها دائما في حاجه اليه وتعود بنفسها طارحه القضايا والاشكاليات و " الحنبات" امامه فهو في الاخير وبرغم كل هذه الحملات يمثل عقلا مستنيرا في وسط غابة مظلمة من البنادق البيلده !

ان الحملة الاعلامية الحالية على الدكتور ماهي الا امتداد لحملات عديدة شنت ضده في فترات مختلفة, دون ان تجد اي تعليق او رد فعل سوى عبارة واحدة قالها عقب اعفائه من رئاسة الوزراء عندما وجه اليه سؤال عن سبب هذه الحملة الاعلامية الشرسة ضده, فقال عبارة واحدة نسفت عشرات المقالات والأخبار المسيئة " إنها مكافاة نهاية الخدمة!!".

وفي هذه الحملات تكون رائحة الموجهين والأغراض السياسية والتهجم واضحاً، بل انه أصبح من المثير للسخرية أن كلما قام الرجل بعمل وطني ما لا يروق لجهات سياسية معينة انطلقت أقلام وشخصيات تهاجم بالتزامن مع هذا الخلاف أو ذاك, أقلام بعضها يحلم بأن يكون سفيرا أو أن يكون وزيرا بل إن بعضهم ادعوا صداقته لفترة طويلة ولكنهم يعرفون أن كسب الرضى هو أول الخطوات ، وبالتالي تأتي هذه الحملة لتمثل نوعا من الاسترزاق وسوق لبيع الأقلام مربح للغاية فالمشتري يدفع بسخاء لينفس عن أحقاده ، والارياني هدف سهل لاقلامهم فلا هو يرد ولا هو يغضب ولا يجدون على وجهه إلا ابتسامة مشفقة وحزمة من الأفكار الجديدة لحل الأزمات !

ان الدكتور عبدالكريم الارياني هو الشخصية السياسية التي تندر المقالات التي تمجد في شخصه بينما نجد عشرات الاقلام تمجد في اشخاص القادة ممن سفكوا الدماء ونهبوا اليمن باكمله, وفي البيئة الصحفية اليمنية بالذات فان ندرة المقالات التي تمتدح وتمجد شخص قيادي هي شهادة عظيمة له!!

بعيدا عن العاطفه وبموضوعية كاملة..فانه عندما تقوم شخصية سياسية يمنية باعمال وتصرفات تتسبب في اغضاب عدد كبير من الرموز العسكرية السياسية والقبيلة السياسية في اليمن فاني وكمواطن عادي وبالنظر الى طبيعة وسمعة هذه الشخصيات كلها لا استطيع الا ان استنتج ان هذه التصرفات والاعمال تصب في مصلحة اليمن, وان مصالحهم تضررت بسببه والا فلماذا هذه الهسترة ضده من اشخاص يعرف كل يمني انهم لا يعرفون الا مصالحهم و ان مصالحهم دائما تخالف مصالح اليمن, اغضاب هذه الرموز لا يعني الا ان الرجل يسير في الاتجاه الصحيح من اجل اليمن.

الدكتور عبدالكريم الارياني رجل وقف في يوم من الايام مواجها ال سعود في تصرفات لهم لم تكن سليمة في اليمن, رجل دخل في عداء مع الدولة الاكثر نفوذا وسلطة ومالا من اجل اليمن, رجل اتخذ قرارات اقتصادية عندما كان رئيسا للوزراء في الثمانينات دفع ثمنها مظاهرات ضده واعفي من منصبه كرئيس وزراء, وذهب في صباح اليوم التالي مباشرة لاعفائه من رئاسة الوزراء للعمل في موقعه السابق كمدير لمشروع تطوير زبيد!!..وبعدها بسنوات شكره كل اليمنيين على هذه القرارات فقد كانت من اجل اليمن.

رجل كان للسياسة الخارجية اليمنية في عهده وزن ولون وقيمة فقد كانت سياسة خارجية من اجل اليمن, رجل تمثلت فيه عظمة وكبرياء اليمن فلم يجد امام الامير الخليجي المتغطرس الذي قال له معرضا باليمنيين بسبب عادة تناول القات : مالفرق اذا بين اليمني والحمار , الا ان يرد عليه بكبرياء: الطاولة التي بيننا !

رجل كان ولا زال شوكة الميزان ونافذة للاراء العقلانية والتحليل السياسي العميق فارائه من اجل اليمن..رجل مثل هذا لا يجد اليوم قلما يدافع عنه , رجل مثل هذا يحترمه العالم باكمله لا يجد من ابناء وطنه من ينصفه وينصف ما قام به لوطنه..رجل مثل هذا لو كان يسبق اسمه لقب شيخ او عميد عوضا عن لقب دكتور لوجد مئات المأجورين ينافحون عنه, رجل مثل هذا سنندم كثيرا بعد عمر طويل عندما تذهب الاحقاد والصراعات وتتضح للجميع حقيقة خدماته لليمن ونعرف اننا ظلمنا حارسا اخر من حراس البن المخلصين

لليمن.....وفي هذه المراحل التاريخية الصعبة يجب ان نعرف الرجال المخلصين ونصطف خلفهم, لليمن ...ومع كل هذا العدد المخيف من الانتهازيين وناهبي الاوطان يجب ان لا نترك الوطنيين وحدهم وسط العواصف التي تستهدف المصالح الضيقة وتضرب مصالح اليمن في العمق, لليمن...يجب ان نعرف حراس البن ونميزهم عن لصوص القات والاراضي والشعوب.

لليمن...ولليمن فقط اقول للدكتور عبدالكريم الارياني

فوق الجبل حيث وكر النسر فوق الجبل
واقف بطل محتزم للنصر واقف بطل
ﯾزرع قُبل
في صمﯿم الصخر ، ﯾزرع قُبل
ﯾحرس أمل شعب فوق القمة العالﯿة
انتهى.
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 17-مايو-2024 الساعة: 07:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=14642