الأربعاء, 01-مايو-2013
شبكة أخبار الجنوب - نجاة المهندسة - نجاة النهاري - شبكة اخبار الجنوب -
أكثر من 50 ألف مهاجر يهودي وصلوا من اليمن الى اسرائيل خلال الفترة من 1947 وحتى 1954 بحسب الاحصائيات الرسمية. وكانوا يبيعون أراضيهم وأملاكهم في اليمن ويحملون أموالهم إلى "أرض الميعاد" التي حدثهم عنها المبشرون كما لو انها الجنة.

وفي اسرائيل كانت الصدمة الكبرى بانتظارهم، فقد استقبلهم يهود الاشكناز المتطرفين بنهب أموالهم وكل ماحملوه معهم، ثم اختطاف أطفالهم وبيعهم في الخارج والداخل بخمسة آلاف دولار للواحد.. وأيضاً معاملتهم باحتقار شديد لدرجة أنهم كانوا يصفون اليهود اليمنيين بـ"اصحاب الحلبة"!!
كان الجميع مندهش، لماذا يهود اليمن بالذات هم الذين يتعرضون للاضطهاد والانتهاكات!!؟ لكن بمرور الوقت بدأت الحقيقة تنكشف، وتبين أن الاشكناز المتطرفين يؤمنون بأن اليمن هي أصل العرب وأن هؤلاء المهاجرين لن ينسلخوا من هويتهم العربية بسهولة، لذلك جردوهم من اموالهم ليعيشوا فقراء فلايكون لهم شأن في المجتمع، وخطفوا اطفالهم كي لاتتعاظم طاقاتهم البشرية الشبابية فيبقون مجتمع كهل وعاجز.
المنظمات اليهودية المتطرفة حاولت بشتى الطرق لسنوات طويلة لاستقطاب اليهود اليمنيين او مسخ ثقافتهم لكنها عجزت عن ذلك، حيث ظل اليمنيين يعتزون بانتمائهم العربي وحتى بلهجتهم، ولايكلون من الحديث عن الذكريات الجميلة في اليمن.
ورغم مضي عشرات السنوات على هجرتهم الى اسرائيل لكن حتى جيل الشباب ظلوا متمسكين بـ"الحلبة" و"الملوج"، وبكل تقاليدهم اليمنية بما فيها ازيائهم الشعبية.. كما أنهم يبغضون أي حديث عن اليمن بما يسيء لها او لشعبها، ويتناقلون القصص من الجدات عن الحياة التي عاشوها مع المسلمين اليمنيين دون ان يحملوا مشاعر كره لأحد..
نعم بقينا شعب "الحلبه والملوج" لان الثقافة والدين قابلان للتغيير لكن الانتماء للوطن ليس مجرد بطاقة وجواز سفر وانما انتماء لتاريخ واعراف وتقاليد وذكريات ولايمكن للمرء ان يعيش منفصلا عن تاريخه كمن يولد من ابوين مجهولين!!

* - كاتبة يمنية يهودية مهاجرة إلى إسرائيل
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 11:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=13527