الخميس, 11-أبريل-2013
شبكة أخبار الجنوب - عبدالجبار سعد عبدالجبار سعد - شبكة اخبار الجنوب -
لعل أبرز مخرجات الربيع الصّهيوني هو ظهور التّزاوج بين أمريكا وإخوانها من "المتأسلمين" وعزوف أمريكا عن مقاومة الدّعوة التي كان يقوم بها هؤلاء بل وتمكينهم من الحكم في كثير من البلدان والسير في طريق إحلالهم في بقية البلدان وبهذا انكشف وإلى الأبد القناع الإسلامي المخادع الذي كان يضعه تنظيم الإخوان المسلمين.

هذا الانكشاف يجعلنا نحن المسلمين نؤكد الآن أنّنا لا نعيش ولن نعيش إلا بإسلامنا مثلما أننا لا نعيش ولن نعيش بأمريكا ولا بإخوانها..

أمريكا وإخوانها يريدون أن يخرجوا مجتمعاتنا من الإسلام إلى الكفر ونحن نريد أن نخرج أنفسنا من كفر أمريكا وإخوانها إلى الإسلام الطاهر النّقي الذي مازج أرواحنا و بشّرنا الله بأنّه سيظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون.

****

نقول هذا بمناسبة الحديث عن مرجعيّة الحوار الوطني في اليمن فأمريكا والصّهيونيّة العالميّة والغرب والأعراب يسيرون باتجاه "أمركة" الكون ومن أجل ذلك جاءوا بإخوانهم ليقنعونا أنّهم على الطريق السّويّ فيما هم ينسفون ويعدّون لنسف كل القيم , التي عاش عليها اليمانيّون ككلّ شعوب الأرض المسلمة، صحيح أنّ التّاريخ الإسلامي شهد انحرافات سياسيّة واختلالات مجتمعيّة في كثير من مراحل التاريخ، ولكنّ الصحيح أيضا أنّ حياة مجتمعاتنا لم تجد السلام والسكينة الاجتماعيّة إلّا في ظلّ تمسّكها بقيمها السمحة وكلّما اقتربت من صدق التّبني لهذه القيم وتطبيقها كانت أقرب إلى السلام والرفاه والتعايش الآمن والعكس بالعكس.

****

الغريب أنّ القضايا التي يناقشها مؤتمرالحوار الوطني والتي تمثّل محاور فيه مثل قضيّة المرأة وغيرها ينقسم فيها الإخوان أنفسهم إلى فريقين فريق شديد الغلو وفريق آخر شديد التفلت وذلك ليقولوا لنا هم و أمريكا أنّه لا يوجد في الإسلام غير هذين الاتجاهين وبالتالي فلا سبيل ثالث يجمعنا إلا سبيل العولمة الإباحية التي يسعى الصّهاينة أن يجعلوها دينا كونيّا وسبيل حياة في طريق القضاء على الأديان وعالم القيم الروحيّة الإنسانيّة.

نقول للمتحاورين وأهل القيم في المؤتمر أنّ هناك طريق أرفع وأرحب وأعدل وهو طريق الحنيفيّة السمحة التي جاء بها سيّد الأوّلين والآخرين محمد عليه الصلاة والسلام وعاشها المؤمنون كحقيقة متكاملة حكمت أهل الأرض وواقع معاش خلال أزهى عصور الخلافة الرّاشدة وعشنا تحت هذه الظلال وسنعيش حتّى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، وبالتّالي فإنّ مراهنة أمريكا على غلمانها من الإخوان وأتباعهم من اليسارييّن والقومييّن لمسخ حقائق هذه القيم لن يكون هو الطريق التي يرتضيه اليمانيّون ومادامت الغالبيّة العظمى من المشاركين في المؤتمر هم من أهل الفطرة الصافية ومن أهل الإيمان من غير المتأسلمين من غلمان أمريكا ومادام قد انكشف الغطاء عن إخوان الأمريكان وانكشفت تبعيتهم فصاروا هم أمريكا وبقينا بإسلامنا بعيدا عنهم فلا مجال لتمرير دساتير أو مشاريع أو قيم كتبها إخوان أمريكا أو اتفقوا معها عليها.
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 15-مايو-2024 الساعة: 06:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=13407