د - يوسف الحاضري - شبكة اخبار الجنوب -
يوم ٌ من الدهر لم تصنع أشعته *** شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا

من البيوت الشعرية القليلة المتجددة في كل زمان ومكان هذا البيت الشعري والذي كان آخر تصديق له ما حدث في صنعاء في ذكرى التداول السلمي للسلطة في اليمن بعد أن تم إنتخاب الرئيس هادي لحكم اليمن إبان الأزمة التي عصف باليمن خلال 2011م فما كان من الرئيس صالح إلا أن ترك السلطة بكل حب وخوف على اليمن أرضا وإنسانا مما يحاك ضدها فسلمها طواعية في يوم ال27 من فبراير 2012م ,,, في أروع وأنصع صور يضربها للعالم العربي والغربي أجمع قبل أن يعود يمارس حياته الطبيعية في نفس البلد الذي خدمه أكثر من 5عقود ما بين ضابط في الجيش ورئيس لليمن ,,, ولأن الوفاء للوفاء أمر واجب إن لم يكن فرض عين فقد هبت الجموع اليمانية من أصقاع صنعاء خاصة واليمن أجمع يوم الأربعاء هذا إلى ميدان السبعين ,,, ميدان الإنتصارات ,,, ميدان النجاحات ,,, ميدان الوفاء والحب والوئام والإخلاص قائلة له ولهم وللعالم أجمع ( لدينا قلوبٌ كبيرةٌ جدا تتسع للوطن وشعب الوطن وتتسعكم فيها وتتسع حتى المتمردين من أبناء الوطن ) ,,, لدينا عيون وأبصار تنظر وتشاهد لما حققته من إنجازات على جميع المستويات أيها الزعيم الصالح ,,, لدينا عقول فيها تلافيف لن تسمح لأسمك أن يتلاشى منها ومن تلافيفها على الإطلاق مهما طال الزمن أو جار المكان ,,, لدينا أنفسنا تتبع أنفسنا خرجت اليوم ومستعدة في أي لحظة أن تخرج متى رغبت أنت أو رغب الوطن أن نخرج حبا ودفاعا وإخلاصا لا كرها وبغضا وإثارة فتن ومحن ,,, لدينا أرواح مغلفة بالوفاء أيها الوفاء بذاته ,,, فنحن شعب اليمن من أبناء اليمن أصول يمانية أجدادنا من قال عنهم من لا ينطق عن الهوى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم " هم أرق قلوبا وألين أفئدة ,,, الإيمان يمان والحكمة يمانية " ,,, ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ,,, تصديقا لقوله تعالى .

- شعارات الحشود ليوم الوفاء لم تكن ممتلأة بغض وحقد وكراهية ودعوات تنفيرية وشعارات بغيضة منفرة للآخر ,,, وإنما كانت ممتلأة حبا وودا ووفاءا داعية الجميع للوقوف خلف الرئيس الهادي "حفظه الله" لإنجاح مؤتمر الحوار وإنجاح توصياته أو قراراته التي ستكون ملزمة للجميع لتخرج الجميع من مأزق فتنة وأزمة 2011م وإعادة اليمن على أقل تقدير إلى ما كانت عليه قبيل 2011م لأن فشل المؤتمر يعني البقاء في نقطة الصفر وربما ما دون الصفر ,,, حشود الأربعاء لم تكن داعية لإقصاء الآخر أو غستعراض عضلات أو هيمنة وهنجمة وتكبر وجحود في الإرض وإنما رسالة للمتآمرين هنا وهناك بأن اليمن كانت ومازالت وستظل الصخرة الصماء التي تتحطم على أسوارها كل المؤامرات التي قادت ومازالت تقود الأوطان العربية للصراعات والشتات والإقتتال ,,, حشود الأربعاء تعطي الشرعية كل الشرعية للحاكم الحالي والحاكم السابق وكل الوفاء والرضا والقبول والحب والوئام ولن تجدوا فيها كرها ولا نفورا ولا تهديدا ,,, حشود اليوم يرمي كل الاخبار الإعلامية السابقة لإعلام الفتن والمحن في الداخل والخارج تحت الأقدام مشمعة عليه بالشمع الوطني اليمني خاتمة عليه كلمة "إعلام كاذب ومضلل" .

- بعد حشود الأربعاء ندعو جميع أطراف الصراع السياسي في اليمن الحبيب إلى تغيير مساره ومسماه إلى أطراف الوئام والوفاق السياسي وأن تتوقف عن التصريحات المهيجة للآخر وأن نلتفت جميعا نحو البناء والتنمية وكفانا مزايدات والله المستعان على ما يصف المبطلون .