الثلاثاء, 25-سبتمبر-2012
شبكة أخبار الجنوب - الوائلي امين الوائلي - شبكة اخبار الجنوب -
لا أحب متابعة أخبار الوزراء، كما لا أحب الوزراء. المرة الوحيدة التي وجدتني أميل فيها لمتابعة وزير، كانت من نصيب الوزيرة الخطيرة والحسناء السمراء كونداليزا رايس قبل سنوات وهي تصف وزيراً عربياً "يعتني بنزواته، ويثمِّر كرشه" أكثر من أي شيء آخر، وتوبخ جنرالاً يهدر الهبات والمساعدات الخارجية بطريقة "مقززة" ويبددها في مصارف وعلاقات خاصة "وكأنه يتصرف من مال أبيه"!!
هذه كانت الحسناء الصارمة كونداليزا رايس. على الأقل تجد فيها شيئاً يجذبك وتحبه. أما وزراء الأبواب الخلفية والحسابات الخفية، فلا اعتراض على حكم الله، ولابد أن الله قد خلقهم لحكمة يعلمها هو وحده، وأكتفي بحمد من لا يحمد على مكروه سواه.
وزير الهجوم!!
على ذكر الوزراء حدث الأسبوع الماضي أن شاهدت، بالصدفة، وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد، وقد تحول إلى وزير هجوم، كما ظهر على شاشة التلفزيون اليمني.
وكان الوزير حينها يفعل شيئاً غريباً لم أصدقه إلى الآن، فمن يصدق أن وزير الدفاع يمكن أن يخرج على التلفزيون الرسمي يهاجم ويحرض ضد جنوده وقادة جيشه أو ضد وحدة عسكرية تتبع وزارة الدفاع ومن أعمال ومسئوليات الوزير الجنرال؟!
قلت في نفسي إن الوزير لديه سبب شخصي وهدف آخر وراء هذه الفعلة والسابقة، وإلا كيف يقبل الوزير على نفسه أن يظهر أمام العالم بمظهر القائد الذي يحرض ضد جنوده ويطلق اتهامات وادعاءات مغرضة لا يملك المشاهدون والجمهور أي دليل لتصديقها أو لتصديق الوزير فيها؟!
ثم متى كانت أمور ومسائل عسكرية تتعلق بعمل وزارة الدفاع وقيادة الجيش وعلى صلة بالخصوصية والهيبة العسكرية والتقدير المعنوي أمام الرأي العام، متى كانت من القضايا التي تناقش في التلفزيون وتصدر للرأي العام تصوراً سلبياً وسيئاً ينتقص من مكانة الموقع وصاحبه؟!
العبث بالصورة العسكرية وتحويل الجيش وقضايا القوات المسلحة إلى مادة إعلامية تصدر الخلافات وتصورها وتجسمها هو أمر في غاية السوء والخفة.
يا خلق الله، هذا الوزير والقائد التنفيذي للجيش اليمني، يخرج أمام الكاميرات يهاجم ويتهم ويحرض ضد الجيش ووحداته العسكرية النوعية.. إذا كانت الاتهامات والإدعاءات التي ساقها الوزير صحيحة فإنه يدين نفسه بالعجز وعليه أن يترك الموقع لغيره، وإذا لم تكن كذلك، وهو الأرحج، فإن الرجل اقترف بحق نفسه وبحق المؤسسة العسكرية فعلة لا تغتفر، حيث وضع نفسه في موضع الخصم وليس القائد، أمام الجنود والوحدات العسكرية المعنية.
وهذا سبب كاف لإقالته فوراً من موقعه، إذا لم يستقل هو، فإنه صار يهدد وحدة وتماسك القوات المسلحة ولا يتردد أن يعتدي على معنويات الجند والتشهير بها علناً.
العالم لديه وزراء يعالجون مشاكل قطاعاتهم وإداراتهم وراء الجدران ويتفرغون لمعالجة قضايا الناس وخدمة المجتمع والبلاد.. ونحن لدينا وزراء من هذا القطع، لا يحلون مشاكل البلاد ويصدرون مشاكلهم وعقدهم إلى الرأي العام.
مشكلة وكارثة حقيقية عندما يكون القادة منصات مشاكل وتحريض، بدلاً من كونهم مراكز تحكم وسيطرة ومصدراً لإشاعة الطمأنينة ومكافحة القرف في الأرجاء!!

تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 08:27 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=11798