السبت, 15-سبتمبر-2012
شبكة أخبار الجنوب - فكري فكري قاسم - شبكة اخبار الجنوب -
الله اكبر ، إقتصينا للنبي الكريم ، وأدبنا امريكا ، وببسالة نادرة اقتحمنا مبنى السفارة الأمريكية بصنعاء .. أحرقنا الأبواب والسيارات – وعلى الطريق - كل واحد نتع له حاجة وراح يهتف " إالا رسول الله " .
الله أكبر ، أحرقنا السفارة الأمريكية ونهبنا الأثاث والطابعات وانابيب الغاز . حتى انبوبة الغاز يبدو أنها متواطئة مع الإسائة للنبي الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ، لذا لم تسلم هي الأخرى من النهب . لقد طالتها اياد الغضب وأخشى - فقط - أن نجدها - غدا - معروضة للبيع في سوق الحراج ومكتوب فوقها " إلا رسول الله " . أو " ذكريات غزوة الدبة الغاز".
ماحدث للسفارة الأمريكية في صنعاء فعل غير لائق بنا كمسلمين . قلب النبي العظيم محمد عليه الصلاة والسلام لن يرتاح في قبره لفعل إرهابي وطائش كذاك الذي حصل للسفارات الأمريكية في ليبيا وصنعاء ومصر وغيرها .
عظمة النبي (ص) لاتحتاج الى هوشلية تنهب وتقتل وتروع الناس تحت مبرر الدفاع عنه .. قلب النبي عاطر ونبيل ويحتاج الى عقول لديها مهارة الرد بفعل فيه من النبل أكثر مما في صحراء قريش من رمل .
الحكاية التي سببت كل هذا الغضب مجرد فيلم .. صحيح أنه فيلم غبي ومس عصبا حساسا لدينا كمسلمين ، لكن طريقة التعبير عن الإستهجان بدت أبشع ولم تفعل شيء أكثر من أنها صورتنا لدا العالم كمجاميع بلا قدرات .
لدينا كمسلمين وعرب مئات الفنانين والمخرجين السينمائيين ، وبوسع بضعة منهم أن ينتجوا فيلما سينمائي يحكي عظمة وطهر النبي الذي خاطب العالمين بالمحبة وبالكلمة الطيبىة وبالفعل الحسن .
الرد بنفس الطريقة التي تمت عبرها الإسائة ، كان كفيلا بأن يجعل من صانع الفيلم الذي سبب كل هذا الغضب ، مجرد قزم يحاول الصعود الى السماء بأجنحة من طحالب .
إلا رسول الله .. يليق بهذه العبارة المفعمة بالصدق أن تتصدر شاشات التلفزة وشاشات السينما بطريقة فيها من البراعة والإبداع مايكفي لجعل السيرة النبوية العطرة حصة درس يتناقلها الغرب (الكافر!) بإعجاب وزهو ، وبخجل لا اقول أنه سيمنع أي اسائة قد تمس الإسلام مجددا ، لكنها ستستطيع أن تنط من فوق أي اسائة معتبرة اياها مجرد طراطيش صبيان . لكن للأسف ، ردة الفعل الطائشة صورتنا كـ صبيان لايزالون حتى اللحظة مكتئين على وجاهة السيف.
لم نجرب - حتى اللحظة- الإتكاء على وجاهة ونفوذ الصوت والصورة .بل لانزال واقفين عند عتبة باب قريش.
الأفكار لها أجنحة ، وليس بمقدور أي غضب غبي أن يقنع العالم بأن الغباء وسيلة لرد الإعتبار .
طريقة الغضب الأخير قد تكون روعت الأمريكان وسببت لهم التقزز لكنها لن تقص اجنحة الأفكار. حين نحب وحين نكره وحين نغضب " ننبع " للسيف ! وبهذه الطريقة الغبية أشك بأن العالم سيتعاطف معنا كغاضبين على شيء مقدس ، بل سيتعاطفون - تماما - مع دبة الغاز المنهوبة !؟
صحيفة اليمن اليوم
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 08:39 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=11693