شبكة أخبار الجنوب - العميد طارق

الإثنين, 10-سبتمبر-2012
نزار العبادي - شبكة اخبار الجنوب -
عرفت أبــاه "رحمه الله" وسمعت عنه سيرة بعبق المسك.. ورغم أنني التقطت له هذه الصورة خلال مشاركته بيوم الأرض الفلسطيني بجمعية كنعان في 2008م لكنني لم أعرف هوية صاحبها آنذاك، إذ كان يجلس بين الجمهور كأ...
ي مشارك آخر..

وفي 2009م رايته للمرة الثانية في تعز ببدلة عسكرية خلال حضور الرئيس صالح مهرجاناً شبابياً، وكان يبعدني إلى الخلف حتى أصبحت بمكان غير مناسب للتصوير فاعترضت بانفعال إلاّ أنه لم يأبه؛ وبعد مغادرة الرئيس أخبرني زميلي "صقر المريسي" إن الضابط الذي تحدثت إليه هو الفندم طارق محمد عبد الله صالح، إبن أخ الرئيس، وقائد الحرس الخاص!! فعلقت ممازحاً زميلي: "والله لو آني ابن اخ الرئيس وفيه صحفي ينفعل أمامي ألطمه كف لما أقلب وجهه لظهره.."!!

قليلون هم من يحفظون صورة العميد "طارق"، وقليل منهم من رآه يضحك بصوت، فهو يبتسم لما يستوجب، إذ أن الحياة العسكرية طبعت بصمتها في تقاطيع وجهه. فتقرأ فيه معاني الحزم، وصلابة الرجولة، وهيبة الفرسان.. فهو يقضي جلّ يومه في المعسكر، ولا يترك دقيقة منه دون أن يستثمرها في العمل!! وبعض من عرفوه يقولون أنه الأشبه صورة والأقرب طباعاً لوالده بين أشقائه.. إذ قال أحدهم أن للعميد طارق قلباً رحيماً لا يكاد المرء يصدق حين يراه بمواقف إنسانية أنه نفس الشخص الذي رآه في ميدان العمل!!

سنحت لي لاحقاً فرصاً عدة للتعرف على العميد "طارق" عن كثب، فوجدته إنساناً ملتزم دينياً، وحين لايكون بالبزة العسكرية لا يمكن أن تراه إلاّ و"مسبحة" صغيرة بكفه يذكر بها الله بين الفينة والأخرى.. وهو أيضاً رجل قليل الكلام، ولا يخوض إطلاقاً في أي مواضيع عبثية، وحين يتحدث تشعر كم هو ملم بموضوعه، ومستوعب للأحداث والقضايا وما ستئول إليه، وعادة كلامه مركز بغير هوامش فائضة.. ولم أسمعه قط يخوض بمسائل حزبية لهذا الطرف أو ذاك، فهو يقرأ كل شيء بعيون يمنية!!

حتى هذه اللحظة، ورغم ربيع الكذب الاعلامي وماراثون صناع الاشاعة، إلاّ أن أحداً لم يجرؤ على تلويث إسم العميد "طارق" بأي شبهة، بل أن كثيراً من معارضي النظام السابق يكنون له احتراماً، ويتفاعلون مع أطروحاته على صفحته في "فيس بوك"، ودافعوا عنه حين حدث سوء فهم بينه وبين الزميل نصر طه نهاية ديسمبر 2011م..

لقد حالفني الحظ أن أزور معسكر الحرس الخاص برفقة قادة أمنيين، وقد ذهلت كثيراً لما رأيته كما لو أنني أزور مؤسسة عسكرية عراقية من عهد الرئيس صدام حسين..!! فكل شيء يسير بانضباط، وأحدث وسائل الاعداد والتدريب موجودة، والقاعات مجهزة بمعدات ألكترونية متطورة، ولياقة الأفراد يمكن أن تدركها من عضلاتهم المفتولة وطريقة تحركهم.. وقد حضرت تدريباً لمجاميع من "حماية الشخصيات" خلف في نفسي انبهاراً عظيماً، وشعوراً بالفخر بأن لدى اليمن مثل هؤلاء الرجال، ومثل هذه المؤسسات التي بلغ طموحها أن تتولى بنفسها تصنيع بعض أصناف الأسلحة والدروع، بجانب تطوير وتحديث معداتها المشتراة منذ زمن قديم لتجاري بها تطور التكنولوجيا العسكرية!

من يقف على الحقائق لابد أن يدرك حجم الجهد الذي بذله العميد "طارق محمد عبد الله صالح" في رفع قواعد مؤسسة عسكرية حديثة، ويؤمن بأن التفاني في خدمة الوطن، والعقلية القيادية الطموحة هما وحدهما عنوان الرهان على دولة مؤسسية.. وهذا ما لمسناه أيضاً في الحرس الجمهوري والأمن المركزي، في الوقت الذي ظلت الفرقة الأولى مدرع- على سبيل المثال- تراوح في مكانها، وبعض مقراتها متهالكة مسقوفة بـ"الزنك" دونما اكتراث لأوضاع منتسبيها، وبعض اسلحتها وزعت للقبائل، وبدلاً من الارتقاء إلى العنصر البشري النوعي أغرقتها قيادتها بالعناصر القبلية والدينية ذات الثقافة المنغلقة والمصدأة...!!

الصورة أعلاه هي خلاصة مسيرة حياة مواطن يمني دخل الخدمة العسكرية شاباً يافعاً، وأنهاهاً بعدما نحـــر أجمل سنوات عمره قربانــاً للوطن.. بل ومازال يرى في العمر بقية يستحقها اليمن الحبيب!!

تحيــــة إجـــلال وإكبــــار لهـــذا الجنـــــدي البــار بوطنـــه وأبنـــاء شعبــــه.. فالأوطــــان يبنيهــا الرجـــال الأوفيـــاء، والأمنــــاء على شــــرف الواجـــب الوطـــني.. فقــد كنتـــم الأنمـــوذج القـــدوة، وستشهــد أقلامنـــا لتفانيكــم وتضحياتكـــم، وسيحفـــظ لكــم التأريــخ والأجيــال عظيـــم إنجازكـــم..!!

من صفحة الكاتب على الفيس بوك
تمت طباعة الخبر في: الأحد, 19-مايو-2024 الساعة: 11:05 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.alganob.net/g/showdetails.asp?id=11647